منى الحمودي (أبوظبي) أكد الدكتور خالد بالعرج، رئيس قسم الأورام في مستشفى توام، أن الكشف والعلاج المبكر يمكن أن يمنع كثيراً من حالات سرطان عنق الرحم من التطور، باعتباره رابع أكثر سرطان انتشاراً في العالم ورابع سرطان مؤدي للوفاة بين النساء.
وأوضح أن عنق الرحم يربط الرحم بالمهبل ويعتبر الجزء الأكبر للعوامل المسببة لسرطان عنق الرحم غير معروف، وهناك اقترانات تعتمد على أن النساء اللاتي يثبت لديهم الفيروس الحليمي، فإنه يسبب تحوراً بالخلايا المبطنة لجدار عنق الرحم، والذي يؤدي للإصابة بالسرطان. منوهاً بأن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تزيد عند النساء، المصابات بنقص المناعة، كما يكثر لدى المدخنات، والإناث المواليد للنساء اللاتي تناولت أمهاتهن في وقت سابق أدوية خاصة بتثبيت الحمل مثل دواء «DES».
التشخيص:
وقال الدكتور خالد بالعرج، يمكن تشخيص إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم بناءً على بعض الأعراض الأولية الظاهرية، منها التعب العام وفقدان الشهية، آلام أسفل البطن، نزف غير مألوف، مثل النزيف فيما بين فترات الحيض، أو النزيف فيما بعد التمرينات الرياضية، إفرازات مائية، أو إفرازات بها دم، وهي إفرازات قد تكون كريهة الرائحة وفترات حيض أطول مدة، أو أكثر غزارة من المألوف. لذلك من الأفضل مراجعة الطبيب الاستشاري لإجراء المزيد من الفحوصات وتشخيص الحالة. لافتاً إلى أن تشخيص سرطان عنق الرحم يتم عن طريق إجراء مسحة عنق الرحم، ولتأكيد التشخيص، يتم أخذ عينة من الأنسجة عن طريق الخزعة، فإذا تأكدت الإصابة بالسرطان، يتم إجراء المزيد من الفحوصات، لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر، أم لا.
وأشار الدكتور خالد بالعرج، إلى وجود أنواع لسرطان عنق الرحم، أشهرها «Squamous ceel carcinoma» والذي يتكون في الخلايا المبطنة لغشاء عنق الرحم وهناك أنواع تصيب الأوعية الدموية وأنواع تصيب العضلات، ولكل نوع من هذه السرطانات علاج محدد.
وأوضح أن المراحل التي يمر بها السرطان متعددة وتتمثل في أربع مراحل: في المرحلة الأولى تكون الإصابة في عنق الرحم فقط، وفي المرحلة الثانية يكون السرطان قد انتشر خارج عنق الرحم، ووصل إلى الأعضاء القريبة من عنق الرحم وفي المرحلة الثالثة يكون السرطان قد انتشر في الجزء السفلي من المهبل وقد يصل السرطان أيضا في العقد الليمفاوية القريبة، وفي جدار الحوض وفي المرحلة الرابعة يكون السرطان قد انتشر في المستقيم أو المثانة أو أجزاء أخرى من الجسم.
العلاج:
وأوضح الدكتور خالد بالعرج،أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على العديد من العوامل لدى المصابة، منها مرحلة السرطان ومدى انتشاره، عمر المريضة والرغبة في الإنجاب، حيث يتم إجراء تدخل جراحي لتحويل مكان المبايض لحين الانتهاء من العلاج لتجنب تأثرها.
وأضاف: «إن تشخيص السرطان في المراحل المبكرة يمكن علاجه بإزالة الأنسجة السرطانية، وفي حال كان أشد انتشاراً قد يقتضي الأمر إجراء عملية استئصال للرحم.»
وذكر الدكتور الأنواع الرئيسية لعلاج سرطان الرحم والمتمثلة بالعلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي والعلاج الجراحي، حيث يتم علاج الدرجات الثانية والثالثة بالعلاج الإشعاعي والكيميائي وتكون نسبة الشفاء كبيرة إدا ما تم اكتشاف المرض مبكراً. لافتاً إلى أن سيدة أصيبت بسرطان عنق الرحم، والذي وصل لحجم 10 سم، واستفادت من العلاج بنسبة 80% وتعيش حالياً حياة طبيعية.
الوقاية:
وشدد الدكتور خالد بالعرج على أهمية إجراء مسحة عنق الرحم، والتطعيم ضد سرطان عنق الرحم حيث يوفر اللقاح حماية ضد سرطان عنق الرحم ويتم تطعيم الإناث اللائي تتراوح أعمارهن بين 13 و26 عاماً، وذلك لتوفير الحماية ضد سرطان عنق الرحم، من خلال بناء مناعة ضد فيروس الورم الحليمي البشري.