لمياء الهرمودي (الشارقة)

أكد الدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، لـ«الاتحاد» أن مدينة الشارقة للإعلام منطقة حرة تمنح الشركات المشروعات تراخيص للعمل بهدف تحقيق النمو والازدهار في إمارة الشارقة، موضحاً أن المدينة تركز على العديد من القطاعات وعلى رأسها الإعلام، وأنها تأسست في يناير عام 2017 بمرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
 وتوفر (شمس) بيئة استثمارية مناسبة للشركات الصغيرة المتوسطة والناشئة مع تقديم العديد من الخدمات والتسهيلات، التي تمكن رواد الأعمال من توسعة أعمالهم وتطويرها، وذلك بجانب دعم المواهب والأعمال في المجالين الإعلامي والإبداعي. وقال المدفع: تمتد مدينة الشارقة للإعلام على مساحة مليوني متر مربع، وتهدف إلى تكوين مجتمع متكامل من الأعمال في مختلف القطاعات الحيوية. وتدير (شمس) منظومتها وفق مسارين هما، تأسيس مجتمع أعمال متكامل وحاضن للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، وتأهيل المزيد من الكوادر الإعلامية من أجل الارتقاء بقطاع الإعلام والإبداع وتزويده بمواهب قادرة على تطوير المشهد الإعلامي في الشارقة والإمارات.
وأضاف المدفع: حددت شمس خمسة أهداف استراتيجية تركز عليها خلال الأعوام المقبلة، وهي تطوير قطاع الإعلام ودعمه بمنصات إعلامية لتمكين الشركات والأفراد من الانخراط في القطاعات الإعلامية والابداعية، وتنمية المواهب وتعزيز الإبداع والابتكار في المجالات الإعلامية والابداعية وريادة الأعمال، والتطوير العقاري للأراضي المخصصة لشمس، وتحسين مستوى رضا العملاء لتعزيز مكانة شمس في جذب المستثمرين وأصحاب الأعمال، وإنشاء نظام تكنولوجي يوفر أفضل الخدمات لأصحاب الأعمال. 

  • خالد عمر المدفع

وأوضح أن ما يميز شمس هو بناء مجتمع أعمال متكامل نعمل على تطويره وضمان نموه، من خلال تسهيل العديد من الشراكات والخدمات والتسهيلات التي كان آخرها برامج تحفيز ودعم للمستثمرين في قطاع الإعلام، العام الماضي بطرح خصم نسبته 20% على رسوم الترخيص لباقة التأشيرة الواحدة، وخصم يصل إلى 35% على حزم السنوات المتعددة المختلفة، فضلاً عن توفيرها لمنصة إلكترونية متكاملة، تحتوي جميع الخدمات التي تقدمها، منها خدمة الإيداع النقدي وإجراء جميع المعاملات دون الحاجة للخروج من المنزل.
وأكد المدفع على أن أهم ما تقدمه شمس في مجال الإعلام هو طرح رؤيتها المتمثلة في تأسيس قطاع إعلام قائم على الابتكار والإبداع، وهو ما يتماشى مع مكانة إمارة الشارقة كمركز عالمي للثقافة والحضارة، وسعيها لتأهيل الكوادر البشرية من أجل دعم منظومة الابتكار والصناعات الإبداعية القائمة على الأفكار الخلاقة، والتي تستطيع إحداث فارق كبير في المشهد الإعلامي. بالإضافة إلى قيامها بإدارة ورعاية المواهب الإعلامية بعقد العديد من ورش العمل والتي تهدف لصقل مهارات الإعلاميين ورواد الأعمال في القطاع ورفدهم بأحدث الخبرات والمعرفة في العديد من التخصصات الإعلامية. وقال: نفذت شمس ورشاً تدريبية ودورات مهنية في مجال الإعلام والإبداع بهدف صقل المواهب وتعزيزها، وتم طرح تلك الدورات لجميع أفراد المجتمع، بالإضافة للشركات المرخصة في شمس مثل ورشة التصوير السينمائي، وكتابة المحتوى الإعلامي، والتسويق الرقمي، وفنون التقديم الإذاعي والتلفزيوني، وفن الإلقاء، وآلية إنتاج الصوت اللغوي.

  • مذكرات واتفاقيات تعاون تعزز مكانة «شمس»

الارتقاء بدور الإعلام
وعن الدور المجتمعي والتوعوي الذي تقدمه (شمس)، أكد رئيس مدينة الشارقة للإعلام أن المؤسسة تحرص في المقام الأول على الارتقاء بدور الإعلام ليقدم محتوى هادفاً يواكب مبادئ وعادات المجتمع الإماراتي والعربي، ويهدف إلى التنمية المجتمعية ورفع درجة وعي الأفراد تجاه مختلف القضايا. 
وأوضح أن كلمة السر في تميز شمس هي التكنولوجيا، فهي بلا شك، تلعب دوراً بارزاً في العديد من القطاعات الحيوية، ولا سيما الإعلام، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من هذه الصناعة القائمة في الأساس على الإبداع والابتكار. وقال: نمتلك منصة إلكترونية متكاملة لإدارة العلاقة بيننا وبين شركاتنا المرخصة، بداية من طلب الترخيص وإطلاق الشركة خلال دقائق من منصتنا المبتكرة. كذلك سنعمل الفترة المقبلة على إدخال التكنولوجيا الحديثة في كامل منظومة العمل في شمس مثل إنترنت الأشياء والواقع الافتراضي ومشاريع إلكترونية تعمل من خلال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل «البلوك شين»، والأتمتة، والعملات الرقمية المشفرة وغيرها. 
وأضاف: خلال تلك المسيرة التي ستستمر للأجيال القادمة، نطمح أن تكون شمس مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال تكنولوجيا الإعلام، ونحن نؤمن بأن كوادرنا قادرة على صنع الإنجاز، أسوةً بما تم تحقيقه من نجاحات على أرض دولة الإمارات.

التجربة الفنية الإماراتية
وحول أهم المشاريع والبرامج والمبادرات التي أطلقتها شمس مؤخراً، أشار رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس) إلى التجربة الفنية الإماراتية التي أطلقتها (شمس) عام 2019 تحت شعار «السينما تبدأ من هنا» من أبرز المبادرات التي تم إطلاقها مؤخراً، وقد ساهمت التجربة الفنية الإماراتية بتسجيل 2500 مشارك في المنصة، وتنفيذ ورش تدريبية في مجالات التمثيل، والتصوير، والموسيقى التصويرية، والإضاءة بالإضافة إلى تصميم 80 فيديو تعليمياً. ودعمت التجربة 600 مخرج، و800 ممثل وممثلة، و200 ملحن، و100 اختصاصي ماكياج سينمائي و100 مصمم جرافيك، ذلك بجانب تأهيل العديد من المنتسبين في صناعة السينما خلال مشاركتهم في صناعة فيلم «218: خلف جدار الصمت» الذي أصبح أول عمل فني من صنع الجمهور في الوطن العربي.

«حوارات شمس»
كذلك تم إطلاق مبادرة «حوارات شمس» التي عقدت في 2021، وتعتبر أحدث مبادرات «شمس» الرقمية التفاعلية، التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال وتطوير العمل الإعلامي كجزء من المنظومة الاقتصادية المتكاملة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات من خلال طرح العديد من الموضوعات المهمة للنقاش.. وتدعم المبادرة جانب تعزيز بيئة الأعمال وتطوير العمل الإعلامي من خلال تأهيل الكوادر البشرية من رواد الأعمال، وإتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من أفضل التجارب والممارسات العالمية في تأسيس وتنمية أعمالهم.

محطات التلفاز العالمية
حول إمكانية أن تكون مدينه الشارقة للإعلام مقراً لمحطات التلفاز العالمية، والمحلية والعربية، ومقراً للصحف والمجلات، قال المدفع: تسعى شمس لاستقطاب الشركات الإعلامية والابداعية الكبرى، إذ تمتلك المنطقة الحرة مقومات هائلة تؤهلها لتكون جاذبة للشركات الإعلامية التي تسعى لأن تكون جزءاً من مجتمع شمس، ومن تلك المقومات المساحات والبنية التحتية المؤهلة، والموقع الذي يسمح لشمس باستضافة مقرات كبرى المؤسسات الإعلامية.

منصات التواصل الاجتماعي
عن أثر انتشار منصات التواصل الاجتماعي، وتعاظم دورها في المشهد الإعلامي، قال المدفع: لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي فرضت نفسها بقوة على المشهد الإعلامي العالمي والعربي، وبالطبع في دولة الإمارات، حيث غيرت من منهجية الإعلام وأصبح المتلقي هو أيضاً صاحب رسالة إعلامية. فكل فرد أصبح بإمكانه بث رسائله خلال دقائق ليشاهدها الآلاف، بل والملايين.