أبوظبي (الاتحاد)
استضافت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أمس، وبالشراكة مع وزارة الثقافة والشباب، والسفارة الأميركية في أبوظبي، ومتحف الهولوكوست التذكاري الأميركي، الفعالية الأولى من نوعها على مستوى منطقة الخليج للاحتفاء باليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وذلك في مقر الأكاديمية في أبوظبي.
وشارك في الفعالية كل من معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، ونيكولاي ملادينوف، مدير إدارة البحوث والتحليل في الأكاديمية، وأمير حايك، سفير دولة إسرائيل لدى دولة الإمارات، وشون مورفي، القائم بالأعمال في السفارة الأميركية بأبوظبي، وتاد ستانكي، مدير البرامج التعليمية الدولية بمتحف الهولوكوست التذكاري الأميركي، من خلال إلقاء خطابات ناقشت أهمية التعريف بهذا اليوم.
كما شهدت أجندة الفعالية عرض الفيلم الوثائقي «من بين الصالحين: قصص ضائعة عن تأثير الهولوكوست (المحرقة) في الأراضي العربية»، وتبعه جلسة نقاشية سلطت الضوء على أهمية إحياء الذكرى السنوية للهولوكوست.
في هذه المناسبة السنوية، تحث الأمم المتحدة كل دولها الأعضاء لتكريم ملايين من اليهود والضحايا الآخرين، وتشجعها على تطوير برامج تعليمية من شأنها المساعدة في تجنب أي احتمالية لوقوع أحداث مشابهة في المستقبل.
وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب: «اجتماعنا اليوم ليس فقط لاستذكار ضحايا الهولوكوست والتعاطف معهم، بل هي مناسبة نتعهد خلالها جميعاً كمجتمع دولي بأن لا ننسى هذه الجريمة التي هزت البشرية جمعاء، وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان محب للسلام والتسامح أن ينكرها ويستهين بتبعاتها».
وشددت معاليها على أهمية القرارات التي تبنتها الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية، والتي كان لها بالغ الأثر في التوعية بالمحرقة وتذكير العالم بها، ومنع وقوع أي جرائم مماثلة لها، مشيرة إلى أن مسؤوليتنا الإنسانية، تستدعي إحياء ذكراهم، وتعريف العالم بالكارثة التي حلت بهم.
وأكدت معاليها أن الإمارات أصبحت بفضل رؤية قيادتها الرشيدة المستمدة من نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مركزاً ومنارة مضيئة لمبادرات التسامح والأخوة والتعايش السلمي بين كافة الشعوب، إدراكاً منها، بأنه بات من المهم الاحتكام لمنطق العقل والتسامح بعيداً عن دوامة العنف، وإبراز سماحة الأديان التي تحث على المحبة والوئام، وتدعو إلى احترام إنسانية الآخر.
وقال نيكولاي ملادينوف: «نحن سعداء باستضافة هذا الحدث المميز الهادف إلى إحياء ذكرى ملايين الأرواح التي فقدت خلال فترة الحرب العالمية الثانية. إن لقاءنا اليوم، هو فرصة لنا لتجديد التزامنا بمواجهة أية مخاطر قد تؤدي إلى الإبادة الجماعية والتطرف والكراهية والتعصب والعنصرية، والتي لا نزال نشهدها حتى الآن».
وأضاف: «نجتمع اليوم بحضور طلبتنا دبلوماسيي المستقبل، لنكون على اتصال أكبر بواقعنا، ولنضمن امتلاكنا للمعرفة الشاملة المرتبطة بالمآسي الإنسانية التي حدثت عبر تاريخنا، وكذلك الأعمال اللاإنسانية التي ما تزال تحدث حتى يومنا هذا في أجزاء كثيرة من العالم». وخاطب طلبة الأكاديمية في كلمته بالقول: «كدبلوماسيين مستقبليين، لن تقتصر مهامكم على شرف خدمة أهداف السياسة الخارجية لبلدكم، وتقوية علاقاتها وبناء جسور السلام والحوار والتعاون مع المجتمع الدولي فحسب، بل عليكم أيضاً تسخير جانب الخير فيكم للدفاع عن الإنسانية».
وقال شون مورفي: «تفخر سفارة الولايات المتحدة بأبوظبي بالانضمام إلى وزارة الثقافة والشباب وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومتحف الهولوكوست التذكاري الأميركي للاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست الذي يسلط الضوء على ذكرى 6 ملايين يهودي وغيرهم من ضحايا النازية».
وأضاف: «مهدت قيادة دولة الإمارات المجال لتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان، وهو ما أتاح أمامنا هذه الفرصة المميزة للقاء اليوم، لنشر الوعي والوفاء بالوعد الحقيقي. يلخص فيلم بين الصالحين: قصص ضائعة من المحرقة في الأراضي العربية، هدفنا المتمثل في مكافحة الإبادة الجماعية من خلال التعليم وعن طريق الاحتفال بشجاعة العرب الذين وقفوا في وجه الكراهية والانقسام».
أما تاد ستانكي، فقال: «إن ما خلفه الهولوكوست من مآسي خالدة حول مخاطر التطرف والتعصب والكراهية، تلقى اليوم صدى واسعاً لدى الناس في جميع أنحاء العالم».
ويعد متحف الهولوكوست التذكاري الأميركي بمثابة النصب التذكاري الرسمي للولايات المتحدة فيما يتعلق بالهولوكوست، حيث يوفر توثيقاً ودراسة وتفسيراً لتاريخ الهولوكوست. ويهدف هذا المتحف إلى رفع مستوى الوعي العالمي بمواجهة الكراهية ومنع الإبادة الجماعية وتعزيز الكرامة الإنسانية.
وأضاف ستانكي: «نحن فخورون بالعمل المشترك الذي جمعنا بوزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، والسفارة الأميركية في أبوظبي، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والذي تجلّت ملامحه اليوم بتنظيم واستضافة هذا الحدث التاريخي».