أحمد شعبان (القاهرة)

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أنها ستقوم بما يجب لردع الإرهاب وحماية أراضي الدولة، مشيرةً إلى أن سلوك ميليشيات الحوثي يمثل تهديداً لأمن الخليج العربي، ومحذرة في الوقت ذاته المجتمع الدولي من مغبة عدم اتخاذ موقف حاسم من الميليشيات، جاء ذلك فيما طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين كافة الدول بتصنيف ميليشيات الحوثي «منظمة إرهابية» بعد اعتداءاتها الإرهابية الأخيرة على منشآت مدنية في الإمارات والتي أدت إلى مقتل مدنيين أبرياء.
وترأس معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية الذي عقد أمس، على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة الهجمات الغاشمة التي تعرضت لها دولة الإمارات، من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية مؤخراً.
وندد معاليه بالهجوم الإرهابي الغاشم والآثم الذي تعرضت له مناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية من خلال طائرات من دون طيار مسيرة على منطقة مصفح آيكاد 3 ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي.
وأعرب معاليه عن عميق شكر دولة الإمارات للدول العربية التي تضامنت وأيدت موقف دولة الإمارات وأدانت واستنكرت هذا الاعتداء الغاشم. وجدد معاليه إدانة دولة الإمارات واستنكارها بشدة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية للمدنيين والأعيان المدنية مما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكد معاليه أن هذا التصعيد غير القانوني والمقلق هو خطوة أخرى في جهود ميليشيات الحوثي نحو نشر الإرهاب والفوضى في المنطقة بما يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وقال معاليه «إن هذا العدوان وهذه الأعمال الإرهابية لا يمكن أن تمر من دون رد شامل، حيث يخول القانون الدولي دولة الإمارات بدفع العدوان، ونحن نمتلك الحق قانونياً وأخلاقياً للدفاع عن النفس وعن أرضنا وسيادتنا ومكتسباتنا». وأضاف «أن هذه الميليشيات الإرهابية تواصل جرائمها في المنطقة في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة وهي مستمرة في تهديد الأمن والسلم الإقليميين وفي عدم امتثالها لاتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة حيث تقوم باستغلال الميناء لممارسة القرصنة البحرية وتمويل حربها العبثية وإدخال الأسلحة وأدوات الدمار، فقد أصبح ميناء الحديدة يستغل عسكريا من قبل هذه الميليشيات ومثال على هذا ما ارتكبته من قرصنة لسفينة الروابي التي تحمل علم دولة الإمارات واحتجاز طاقمها وحمولتها المدنية».
وشدد معاليه على أن هذا يمثل خطراً يهدد خطوط الملاحة التجارية الدولية وإمدادات الطاقة العالمية، وهي بذلك تضع تحديات إضافية على ما تعانيه دول العالم من تحديات ترهقها في ظل الظروف الصعبة القائمة. وقال معاليه إن استمرار هذا الوضع الذي يستهدف تهديد الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج العربي برمتها، لا يمكن إلا أن يكون موجها لتهديد الأمن القومي العربي في محاولة لإبقاء الجسم العربي في حالة نزف مستمر، وعرقلة جهود حل الأزمات العربية القائمة.

  • خليفة المرر مترئساً وفد الدولة باجتماع الجامعة العربية

ونوه معاليه بما أكد عليه تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، على الدوام وهو خيار الحل السياسي للأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن المملكة قدمت مبادرة سلام شاملة لوقف إطلاق النار والحل السياسي، غير أن ميليشيا الحوثي لا زالت تتعنت وتصر على الاستمرار في أعمالها العسكرية وجرائمها الإرهابية. ودعا معاليه المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة وموقف موحد لردع ميليشيات الحوثي عن الاستمرار في غيها ونشر الفوضى في اليمن والمنطقة. وأكد معاليه أنه لا يمكن أن تنجح الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف من دون وحدة المجتمع الدولي ككل، مشددا على أن دولة الإمارات ستستمر في جهودها الرامية إلى القضاء على هذه الآفة العالمية بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال معاليه «إن دولة الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والوصول إلى حل سياسي في اليمن»، مؤكدا أن دولة الإمارات ستقوم بما يلزم لمنع خطر الإرهاب من تهديد أراضيها وردع مرتكبيه. 
وفي السياق، طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، كافة الدول بتصنيف ميليشيات الحوثي «منظمة إرهابية» بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة.
جاء ذلك في قرار صدر في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين.
وأدان المجلس بشدة الهجوم الإرهابي الغاشم الآثم على المدنيين والأهداف المدنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية بثلاثة صواريخ كروز على منطقة «مصفح آيكاد 3»، ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي أدى إلى انفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية وأسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 6 من المدنيين الأبرياء.
ورحب المجلس بتضامن الدول والمنظمات الإقليمية والدولية مع الإمارات العربية المتحدة، وبتنديدها بالاعتداءات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد مناطق ومنشآت مدنية بوصفها «هجوماً إرهابياً جباناً وآثماً»، كما رحب بالموقف الموحد الذي عبّر عنه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في بيانه، الذي دان فيه الهجمات الإرهابية للحوثيين.
وأكد أن هذه الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية الإرهابية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا حقيقيًا على المنشآت المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، وتشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليميين وتقوّض الأمن القومي العربي، وتضر بالأمن والسلم الدوليين، وتشكل خطرًا على خطوط الملاحة التجارية الدولية.
وشدد مجلس الجامعة العربية على أن الهجمات التي قامت بها الميليشيات الحوثية تعكس طبيعتها الإرهابية، وتكشف عن أهدافها الحقيقية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتحدّيها لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأكد المجلس على التضامن المطلق مع دولة الإمارات والوقوف إلى جانبها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع مع أمنها وأمن شعبها والمقيمين على أرضها ومصالحها الوطنية ومقدراتها.
كما أكد تأييده ودعمه لحق دولة الإمارات في الدفاع عن النفس ورد العدوان بموجب القانون الدولي، مثمناً حرص دولة الإمارات على الالتزام بالقانون الدولي واحترامه امتثالها لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد مجلس الجامعة العربية على ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفًا واحدًا في مواجهة هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لردع ميليشيات الحوثي لكي تتوقف عن أعمالها الإجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة.
ودعا المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية.
وطلب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط متابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير في هذا الشأن إلى المجلس في دورته العادية القادمة الـ 157.

قرقاش: الإجماع موقف أصيل يقف ضد العدوان على الإمارات 
أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الإجماع العربي بدون أي تحفظ للمطالبة بتصنيف ميليشيات الحوثي «تنظيماً إرهابياً» هو موقف عربي أصيل يقف ضد العدوان على الإمارات ويعري الأصوات المدفوعة بأجندات خارجية، مشيراً إلى أن القرار يمثل إنجازاً إيجابياً للدبلوماسية الإماراتية.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر: «إجماع عربي وبدون تحفظ أي دولة على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية والذي يطالب بتصنيف الحوثي تنظيماً إرهابياً، هذا هو الموقف العربي الأصيل الذي يقف ضد العدوان على الإمارات ويعري أصوات النشاز المدفوعة بأجندات خارجية، القرار يمثل إنجازاً إيجابياً للدبلوماسية الإماراتية».