لمياء الهرمودي (الشارقة)

كشف الدكتور أزاد نجار باحث ومخترع القلب الصناعي في السويد، عن أنه سيتم في نهاية العام المقبل زرع القلب الصناعي الذي اخترعه «ريل هارت» في جسم الإنسان، ويمكن أن تكون دولة الإمارات من الدول المقترحة لإجراء العملية الأولى فيها، إذا ما توافرت الإمكانات كافة.
وقال الدكتور أزاد نجار لـ«الاتحاد»: «إن هناك أكثر من 64 مليون مريض بعجز القلب على مستوى العالم، وقسم كبير من هذه الفئة قد يتوفى في السنوات الخمس الأولى من إصابته بالمرض، ما يجعله من الأمراض الخطيرة والشائعة، والتي تحتاج إلى وقفة من قبل المختصين لإيجاد علاجات وحلول، يمكنها أن تكون في متناول الإنسان يتم اللجوء إليها للحفاظ على حياتهم، وكان هدفي أن أوفر هذا الخيار للبشرية من خلال إنتاج قلب صناعي يشبه القلب الطبيعي إلى حد ما، والذي يطلق عليه (ريل هارت)».
وأوضح أن رحلته في ابتكار القلب الصناعي بدأت منذ عام 1999، بعد أن خطرت له فكرة عمل قلب صناعي يشبه القلب البشري من النواحي الفيزيولوجية والتشريحية، مع تعويض العضلات الموجودة فيه بموتور كهربائي صغير، وأخذ المشروع من وقته أكثر من 22 عاماً، وهو يشبه القلب الطبيعي في جانب كونه الأول من نوعه الذي يحتوي على أذينين وبطينين، وبه عقل إلكتروني حساس جداً؛ إذ يستطيع أن يتفاعل مع احتياجات الجسم بحسب الحالة، فيما إذا كان الإنسان مسترخياً أو يبذل مجهوداً.
وأشار إلى أنه يمكن التحكم في حجمه بحسب حجم جسم الإنسان، وبذلك يستطيع أن يلبي احتياجات الشخص الذي تم زرعه بداخله. كما أوضح أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع قد بلغت إلى ما يقارب الـ 35 مليون دولار، وهو ينافس القلوب الصناعية التي تم اختراعها في فرنسا، وألمانيا، وأميركا، مؤكداً أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها المشروع وصعوبة التقنية المعتمدة فيه، إلا أنني فخور جداً بأن رأى النور، وسيتم زرعه العام المقبل في الجسم البشري.

التجارب
حول آلية القيام بالتجارب على الحيوانات واختيارها، أوضح الباحث ومخترع القلب الصناعي «ريل هارت»، أن الاختيار يتم بحسب الحيوان الذي تم عمل دراسات كثيرة ومستفيضة عليه، بحيث يكون المختصون ملمين بكافة تفاصيل هذا الحيوان، بالتالي يكون من السهل إجراء التجارب السريرية عليه، وبذلك لم يتم الاختيار بشكل عشوائي، بل بعد دراسات موسعة، موضحاً أنه تم تنفيذ عددٍ كبير من التجارب السريرية للقلب الصناعي وزراعته في عددٍ كبير ومتنوع من الحيوانات وكانت النتائج باهرة وناجحة، وهذا مؤشر إيجابي كبير.
ويعمل الدكتور أزاد نجار طبيباً في مستشفى مدينه ڤيستروس، وهي واحدة من كبريات المدن السويدية. ونال تخصص البورد السويدي في جراحة المسالك البولية عام 2008، والبورد السويدي من أعلى التخصصات الطبية في السويد. وهو الآن استشاري في هذه الجراحة، ويعمل في المستشفى نفسه منذ عام 1999. ولدى الدكتور أزاد العشرات من براءات الاختراع في مجال الأعضاء الميكانيكية والأدوات الجراحية للعمليات، وقام بتسجيل عدد من براءات الاختراع هذه في دول كثيرة في أوروبا، من بينها السويد وإنجلترا، بالإضافة إلى أميركا والصين واليابان والهند.