آمنة الكتبي(دبي) كشف الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن الفريق يعمل حالياً على تصنيع ودمج واختبار نموذج المستكشف راشد، موضحاً أنه تم الحصول على عدة أجزاء لنموذج الرحلة وسيبدأ الاندماج والاختبار قريباً وسيستمران من نهاية مارس إلى منتصف أبريل. وقال في حوار أجرته الاتحاد: إنه سيتم بعد عملية الدمج والاختبار شحن النموذج إلى منشأة الاندماج لمركبة الإنزال في اليابان، سيتم نقل المستكشف راشد إلى القمر على متن مركبة الإنزال التابعة لشركة ispace خلال المهمة (Mission 1) في العام الجاري، كجزء من برنامجها التجاري المعروف باسم HAKUTO-R. وحول آخر التجارب التي تم إجراؤها على المستكشف راشد، قال المرزوقي: خضع النموذج الهندسي للمستكشف راشد للعديد من التجارب الأساسية والمهمة لاختبار قدرات التحمل وعمل الأنظمة الحرارية وهيكل المستكشف في بيئات الفضاء والإطلاق الصعبة، كذلك تم اختبار أنظمة الحركة للمستكشف في بيئة تحاكي طبيعة سطح القمر، من حيث خصائص التربة والعوائق وشكل السطح على سطح القمر. وأوضح أنه تمت الاختبارات الحرارية في مختبرات وكالة الفضاء الفرنسية في مدينة تولوز، كجزء من اتفاقية التعاون المبرمة مؤخراً بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الفرنسية. كذلك، خضع هيكل المستكشف راشد لاختبارات محاكاة بيئة الإطلاق في مختبرات شركة «Airbus» في مدينة تولوز كذلك. أما اختبارات الحركة، فهي عملية مستمرة بشكل دوري وتتم في غرفة موجودة في مركز محمد بن راشد، تحاكي بيئة سطح القمر تسمى «Moon Yard».
وبين أن الفريق الهندسي للمشروع هو إماراتي بالكامل من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء مع خبرات عملية متراكمة من مشاريع سابقة للمركز، مؤكداً أن الدور النسائي في المشروع مهم كذلك والعديد منهن يتحملن مسؤولية أنظمة أساسية في المشروع، كنظام الحركة والاتصال والنظام الحراري للمستكشف، لافتاً أنه تم مؤخراً عقد شراكات مع الجامعات، وأن الهدف من تلك الاتفاقيات الاستثمار في مواهب الجيل القادم من مهندسي الفضاء، يُعد أمراً حيوياً للنمو المستدام لصناعة الفضاء، فالمعرفة المكتسبة من خلال هذا التعاون ستغني المجتمع العلمي، وتوقيع هذه الشراكات سيشكل حافزاً لاستكشاف أنشطة البحث الجديدة وإمكانيات التطبيق في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وأوضح المرزوقي أن جميع الأنظمة على متن المستكشف هي نابعة من تصاميم جديدة بالكامل، والمستكشف بشكل عام يعتبر فريداً من نوعه من كافة النواحي وهنا تكمن صعوبة المهمة، كذلك تكمن صعوبة المهمة في المدة الزمنية القصيرة المتوفرة للمشروع والتي تعتبر قياسية بالمقارنة مع مشاريع الفضاء الاعتيادية. يتم التغلب على هذه التحديات من خلال خطة عمل تعتمد بشكل أساسي على بناء نماذج سريعة ومركزة للتعرف على الخلل والمشكلات بأسرع وقت ممكن وبالتالي التغلب غليها في الوقت المناسب. وحول أبرز التجارب والخبرات التي يتم الاطلاع عليها في مجال استكشاف القمر، قال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر إنه مع التقدم الهائل في مجال استكشاف القمر وعلوم الفضاء والفلك، يظل القمر من الأجرام السماوية التي تسلب ألباب العلماء وتغذي الشغف البشري للاستكشاف، مبيناً أن هناك العديد من مهمات القمر السابقة، سواء من مداره أو على سطحه، لكن فهمنا لطبيعة القمر الجيولوجية والظواهر الفيزيائية وغيرها من الخصائص يظل في مراحله البدائية لذلك، يعمل فريق المشروع بشكل مستمر ووثيق مع علماء من جامعات ومعاهد عالمية للتأكد من السير في الطريق الصحيح لتوفير بيانات علمية مفيدة ومكملة لعلوم الفضاء والقمر خلال المهمة، وذلك لإثراء العلم البشري لأقرب جار لكوكب الأرض.