إبراهيم سليم (أبوظبي) أكد المركز الرسمي للإفتاء أن الأصل أن جميع أيام الأسبوع أيام عمل، وهذا ما جرى العمل عليه في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ولكن لما ارتبط الناس بالوظائف والأعمال المنتظمة صارت الحاجة داعية إلى إعطاء الموظف والعامل إجازة في بعض أيام الأسبوع للراحة، ويرجع في تحديدها إلى ما تقتضيه المصلحة العامة التي يقدرها ولي الأمر، جاء ذلك رداً على سؤال هل يوم الجمعة يوم عمل أم يوم إجازة؟
شروط صحة «صلاة الجمعة» كما أفتى المركز الرسمي للإفتاء بجواز ممارسة العمل الوظيفي وغيره من الأعمال قبل رفع الأذان الذي يكون بين يدي الخطيب يوم الجمعة، ما دام ذلك لا يمنع من إدراك شعائر إقامة صلاة الجمعة، وعلى هذا جماهير أهل العلم. جاء ذلك رداً على سؤال حول:«في ضوء قرار توحيد وقت أداء الجمعة ستتأخر الصلاة عن الأذان الأول نحو ساعة، هل يجوز لي ممارسة عملي خلال هذه المدة؟، وذلك على موقعه الإلكتروني. وفيما يتعلق بفتوى: هل يجوز إقامة صلاة الجمعة في مقار العمل أو المدارس والجامعات أم يشترط لها المسجد؟ أجاب المركز:« لا تصحُّ إقامة صلاة الجمعة في مقار العمل ولا المدارس ولا الجامعات ولا نحوها؛ لأنَّ من شروط صحة الجمعة أن تقام في المسجد. فإذا توفر في جهة العمل مسجد مأذونٌ بإقامة صلاة الجمعة فيه من قبل السلطة المختصة، فلا حرج في إقامتها فيه». وردا على سؤال حول: هل تصح صلاة الجمعة في مسجد الشركة مع الاقتداء بإمام يصلي الجمعة في مكان آخر، وذلك عن طريق المذياع أو التلفاز؟ أجاب المركز بأن: صلاة الجمعة لا تصحُّ إلا في المسجد خلف الإمام، ومن لم يحضر إلى المسجد الذي تصلى فيه فلا يصحُّ أن يصليها مقتديًا بالإمام من خلال التلفاز أو المذياع، سواء في ذلك من كان في مساجد الشركات وغيرها.
هل التبكير إلى صلاة الجمعة مستحب؟ أكد المركز الرسمي للإفتاء أن التبكير إلى الجمعة مستحب، والمراد بالتبكير: الإتيان من بداية الساعة التي إذا انتهت دخل وقت الجمعة، وحان وقت صعود الخطيب على المنبر، وليس المراد الإتيان من أول ساعات اليوم، وهو مذهب الإمام مالك، رحمه الله تعالى، ومما استدلَّ به على ذلك: أنَّه هو الذي كان عليه عمل الناس جيلاً بعد جيل، فلم يُعرف أن أحدًا من الصحابة كان يأتي المسجد لصلاة الجمعة في أول ساعات اليوم، وهم أحرص الناس على الخير وامتثال ما حثَّهم عليه الشرع. وأضاف المركز أنَّه إذا لم يكن عنده ما يشغله عن التبكير قبل الوقت المذكور، فليبكر بالحضور ما استطاع. ومن كان لديه ما يشغله عن التبكير في الوقت المذكور؛ فإنَّ فضيلة التبكير لا تفوته ما دام قد حضر قبل صعود الخطيب على المنبر. جاء ذلك رداً على سؤال ورد للمركز قال فيه السائل: "أنا لديّ عمل يوم الجمعة، فكيف أحرص على سنة التبكير وأنا ملتزم بعمل؟". وفي معرض رد المركز على سؤال مفاده: كيف يمكن للموظف المواءمة بين متطلبات العمل وسنن وآداب يوم الجمعة؟، أكد المركز أنَّ العمل يوم الجمعة لا يمنع المصلي من الإتيان بالسنن والآداب المتعلقة بالجمعة، لأنَّها على ثلاثة أقسام أولها ما يمكن الإتيان به في ليلة الجمعة، والتي يدخل وقتها بأذان المغرب مساء الخميس، أو في يومها قبل أدائها، وهي تهيئة اللباس، والطيب، والسواك، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، إلى ما غير ذلك من آداب وسنن. أما ثاني هذه الآداب، فيختص بيوم الجمعة من طلوع الفجر، ويمتد إلى قبيل أدائها، وهو الاغتسال، والتبكير إلى المسجد، حيث يتهيأ الموظف للجمعة بالغسل قبل خروجه لعمله. وعند انتهاء دوامه، يبادر إلى المسجد. وإذا كان بيته قريباً، يمكنه أن يغتسل بعد انتهاء دوامه، ثم يبادر بالذهاب إلى المسجد، مؤكداً أن الأمر فيه سعة. أما ثالث هذه السنن والآداب فهو مشترك، يُفعل ليلة الجمعة ويومها حتى الغروب، وهو: قراءة سورة الكهف، والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.