آمنة الكتبي (دبي)

يعمل فريق مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف القمر على تطوير البرنامج العلمي، حيث سيتعاون مع جامعات مختلفة لتطوير الأدوات الرئيسية التي سيحملها المستكشف «راشد» على متنه، وتتضمن جهاز استشعار الشحنات الكهربائية الدقيقة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة في جمع البيانات والقيام بأبحاث لتحديد موقع الهبوط المثالي، وتحديد أفضل الاستراتيجيات والسبل لمعايرة وتحليل البيانات الواردة من المستكشف، بالإضافة إلى أداة تقيس البلازما وجمع البيانات وأبحاث موقع الهبوط واستراتيجيات المعايرة وتحليل البيانات، والتي ستساعد على تطوير بدلات رواد الفضاء.
كما صمم مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأدوات العلمية التي تمتاز بالخفة والكفاءة العالية ليحملها المستكشف «راشد» إلى القمر، وذلك بناء على تحليل متطلبات جمع البيانات العلمية والهندسية، وستمكن هذه الأدوات المستكشف «راشد» من قياس مجموعة من الظروف البيئية على سطح القمر، والتي تم اختيارها بعناية لتدرسها المهمة، وتم تشكيل الفريق الدولي لتطوير الأدوات العلمية بقيادة مركز محمد بن راشد للفضاء، نظراً للدقة التي يتطلبها تطوير مثل هذه الأدوات الحساسة، وذلك جنباً إلى جنب مع ضرورة تحقيق التوافق بين تصميم المستكشف ومتطلبات تطوير الأدوات العلمية.
وتعد مدة نافذة إطلاق المستكشف، هي 3 أشهر خلال الربع الأخير من العام المقبل، ومن المتوقع الانتهاء من النموذج النهائي للمستكشف مع بداية الربع الثاني من عام 2022، حيث إن نافذة الإطلاق ستكون في الربع الأخير من العام نفسه، وسيتم الإطلاق من فلوريدا على متن الصاروخ (فالكون ناين) من شركة (اسبيس إكس) اليابانية.
وسيهبط المستكشف «راشد» في منطقة لم تختبرها أي من مهمات استكشاف القمر السابقة، حيث تم اختيار منطقة «بحيرة الأحلام» موقعاً للهبوط، إلى جانب 3 مواقع هبوط احتياطية أخرى، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، وتقع «بحيرة الأحلام» في شمال شرق الجزء القريب من القمر «الجزء المقابل للأرض»، وتتميز بتكوينها الفريد، حيث تشكلت من تدفق حمم البازلت، ما أعطاها لوناً يميل إلى الأحمر.
ويتيح هبوط المستكشف الإماراتي في منطقة لم يختبرها أي من مهمات استكشاف القمر السابقة، توفير بيانات وصور حديثة وجديدة وذات قيمة عالية، فيما من المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة تتضمن صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة، والتي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي (IMU)، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة.
ومن المتوقع أن يواجه المستكشف الإماراتي العديد من التحديات المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، حيث يمتاز القمر ببيئة أقسى من بيئة المريخ، درجة الحرارة فيها تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، في حين تبرز خصائص التربة القمرية الصعبة، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية وغيرها من العوامل التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف.  وينصب تركيز الفريق العلمي من الخبراء والمهندسين في مركز محمد بن راشد للفضاء على تطوير مستكشف قادر على تخطي العقبات المحتملة التي تشمل صعوبة الهبوط على سطح القمر، الذي يعتبر من أصعب مهمات استكشاف الفضاء بسبب الدقة التي تتطلبها إنجاح العملية، حيث تبلغ نسبة النجاح فيها 45% فقط.