مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

تُعد إمارة رأس الخيمة من أبرز الأماكن والوجهات التي تحظى بإقبال كبير من السياح والزوار طوال العام، ويزداد الإقبال في فصل الشتاء؛ نظراً لما تمتلكه الإمارة من مقومات سياحية ومواقع فريدة تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات.
وأكد راكي فيليبس الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة برأس الخيمة، امتلاك الإمارة مقومات سياحية عديدة تؤهلها لتكون إحدى الوجهات الأولى للسياحة على مستوى الدولة، خصوصا أنها ترسم استراتيجيتها وفق خطط ورؤية حاكم الإمارة، وقد ترجمت تلك الخطط على أرض الواقع على شكل أماكن ترفيه واستجمام وفنادق ومنتجعات وغيرها من مواقع راحة يستجم فيها الزائر للإمارة.
وأوضح فيلبس أن السياحة تنشط في رأس الخيمة على مدار العام، وتزداد في هذه الفترة من السنة والتي تتنوع بتنوع المكان سواء الساحلية أو الجبلية أو البرية، وذلك بدءاً من شواطئها الساحرة الممتدة على طول 64 كيلومتراً، مروراً بصحاريها الخلابة ذات الرمال الذهبية، وتضاريسها المتنوعة، موضحاً أن إمارة رأس الخيمة تمتلك مشاريع نوعية، وبالتحديد المقامة على جبل جيس المخصصة للتسلق وركوب الدراجات الهوائية، وغيرها من المشاريع الأخرى.
وبفضل عروضها الترفيهية والسياحية المتنوعة، اختار وزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي إمارة رأس الخيمة عاصمة السياحة الخليجية لعام 2021، وذلك للسنة الثانية على التوالي، كما أنه وتقديراً لجهودها في توفير بيئة آمنة للسياح، تم اختيار الإمارة لتكون أول وجهة في العالم تحصل على ملصق الامتثال من «بيرو فيريتاس»، وحاصلة على ختم «السفر الأمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة، خاصة أن الإمارة تتميز بموقع استراتيجي يجعلها حلقة وصل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث يمكن من خلالها الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون أربع ساعات طيران، الأمر الذي يجعلها وجهة مثالية للعمال والشركات الراغبة في التوسع بالإمارات والشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها.

وتضم الإمارة شبكة مواصلات متطورة تشمل الطريقين الرئيسين السريعين 311 و611 اللذين يربطان رأس الخيمة بدبي والعاصمة أبوظبي والإمارات الأخرى في الدولة، إضافة إلى وجود شبكة من الطرق الحديثة حول المدينة تساهم بالحد من الازدحام المروري وإبعاد الشاحنات الثقيلة عن مركزها. 
بدورهم، أشار سياح وزوار الإمارة إلى أن الأجواء في رأس الخيمة تعتبر مميزة ومختلفة، خصوصاً في فترة الشتاء، والتي تضم مجموعة من الأنشطة والفعاليات المختلفة، مثل مهرجان القرية المقام في منطقة ميناء العرب بالقرب من الجزيرة الحمراء بالإمارة، والتي تضم مجموعة من البرامج التي تبهج الزوار والسياح، والذي يشارك فيه نحو 50 مشروعاً من المؤسسات الوطنية الداعمة للمهرجان، وذلك بدعم ورعاية غرفة تجارة رأس الخيمة، ومؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب في رأس الخيمة ورأس الخيمة العقارية، والمكتب الإعلامي لحكومة رأس الخيمة والتي تضم ومعروضات وفعاليات تراثية وشعبية والذي شهد حضوراً كثيفاً وتقديم فعاليات عن الهوية الوطنية لدولة الإمارات.

نمو ملحوظ في القطاع السياحي
شهد قطاع السياحة والضيافة في رأس الخيمة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث تستقبل الإمارة أكثر من مليون سائح سنوياً ووصل عدد السياح في إمارة رأس الخيمة إلى 12.1 مليون سائح في عام 2019، وتوفر الإمارة أمام زوارها خيارات عديدة من الفنادق والمرافق السياحية المنتشرة في كافة أنحائها، والتي تتناسب مع مختلف الميزانيات.
ويعد «جبل جيس فاليت» الذي تم إطلاقه في عام 2018، أحد الإنجازات الرئيسة لقطاع السياحة في رأس الخيمة، وهو أطول مسار انزلاقي في العالم بطول 83.2 كيلومتر، ويقع على قمة جبل جيس أعلى قمة في دولة الإمارات والتي يبلغ ارتفاعها 1934متراً.

وتشهد عدد من المناطق الجبلية والساحلية والبرية في رأس الخيمة، إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح المحبين للطبيعة، والأماكن الترفيهية بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، وتحسن الحالة الجوية، وتنشط حينها الرحلات البرية والبحرية والجبلية لمعالم ووجهات المغامرات الشهيرة في الإمارة، مثل مزرعة لآلئ السويدي، وجبل جيس فاليت، وجولة جيس المعلقة، ومتاهة جيس المعلقة، والحدائق الترفيهية والكورنيش والمرجان وغيرها من الوجهات السياحية بالإمارة.

«مزيرع».. وجهة الأسر المفضلة في الربيع والشتاء 
تعد منطقة مزيرع من أهم المناطق البرية في الإمارة، وتقع عند مخرج «119»، حيث تتميز المنطقة بالكثبان الرملية التي اعتلتها، والتي يكتسيها البساط الأخضر، فترة الشتاء، والتي أصبحت مقصداً، ومركز جذب سياحي للأسر الإماراتية والمقيمة، لا سيما مع اعتدال الطقس.
ويفضل السياح والزوار، زيارة المنطقة في فصلي الربيع والشتاء، ليقوم الزوار بالتخييم وإقامة جلسات السمر، وممارسة بعض الرياضات والهوايات بشكل عام، ويساعدهم على ذلك التلال الرملية الناعمة والمناطق الخضراء، وذلك رغبةً من الكثير من الأسر الابتعاد عن ضجيج وإزعاج المدينة، والهروب من ازدحام المدن بالسيارات والأصوات والأضواء، والتمتع بالنظر إلى السماء والأرض، دون وجود عوائق، وملامسة الرمل والعشب والحصى، وقضاء أوقات ممتعة.
ويشير الزوار إلى أنهم يترددون على مدار العام على هذه المنطقة، وبالتحديد بعد سقوط الأمطار، لما تشكله من لوحات جمالية خلابة، تسر الناظر وتهدئ النفس، لافتين إلى أن المنطقة معروف عنها سابقاً، أنها مقصد البدو حين يتنقلون بين ربوعها بحثاً عن الماء، ناهيك عن أنها إحدى المناطق التي ترعى بها الجمال، من الكلاء والعشب، وتعد المنطقة من المناطق البرية، التي تتميز بسرعة الخضرة فيها في موسم سقوط الأمطار، وأحد الأماكن المكشوفة في الإمارة التي تحظى بإقبال كبير من الأسر والعوائل.

جبل جيس 
يعد جبل جيس من الأماكن المفضلة لدى زوار الإمارة، لذلك تحرص الجهات المختصة في الإمارة على تطوير المنطقة بشكل دوري وإطلاق المشاريع التنموية والترفيهية مثل: إطلاق أطول مسار انزلاقي في العالم و«متاهة جيس المعلقة»، وهي مسار التحديات والعوائق، الذي يقدم تجارب المغامرات العائلية عبر أكثر من 35 عائقاً في الهواء، و«جولة جيس المعلقة»، والتي تقدم لعشاق المغامرات فرصة التحليق على المسارات الانزلاقية فوق المنحدرات والأودية، إلى جانب مخيم «بير جريلز للمستكشفين» الأول من نوعه والذي يمنح الزوار من مختلف الأعمار فرصة اكتساب مهارات العيش في البراري، وأعلى مطعم في الدولة يطلق عليه «1484 من بورو».