دبي (الاتحاد)

أكد سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن العالم لا يتوقف أبداً عن التفكير إزاء الخطوات المهمة التالية التي يتعين علينا القيام بها في مجال الفضاء. وقال، إنه منذ تدشين عصر سباق الفضاء، تمكنت البشرية من تجاوز قدراتها لتواصل الكشف عن المزيد من الإنجازات، واكتساب المعرفة، ومشاركة المزيد من المعلومات حول الكون والمجرات بشكل عام. وأوضح أن الإطلاق الأخير لتلسكوب «جيمس ويب» الفضائي جاء ليكون بمثابة علامة فارقة أخرى للبشرية في رحلتنا لفهم المزيد عن الكون المجهول بحدوده اللامتناهية. وأكد أن البشرية تمكنت من تحقيق هذا الإطلاق بفضل علاقة الشراكة الثابتة القائمة بين وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية.
وأضاف «إن هذه اللحظات التي تبرز قيم الوحدة والتعاون تعدّ بحقّ أهم ما يميز قطاع الفضاء، إذ لا يمكن النظر إلى هذا الإنجاز على أنه مجرد انتصار للعلماء والمهندسين والأشخاص الذين يقفون وراء هذا المشروع، ولكنه يمثل مصدر إلهام للعديد من الدول التي تمتلك مشاريع لريادة الفضاء والإسهام في تطوير القطاع. ليس هذا فحسب، بل إنه يعزز طموح الأجيال القادمة، وإفساح المجال لها لتترك بصمة في سجلات التاريخ العلمي».
وقال المري، إن مسؤولية مستقبل استكشاف الفضاء تقع على عاتق العديد من الأطراف ذات الصلة، بدءاً من وكالات الفضاء العالمية وحتى المشاركين الآخرين الصاعدين من القطاع الخاص وعامة الناس، وهذا يعني أنه يجب على كل واحد منا أن يلعب دوراً في دفع تطور رحلات الفضاء العالمية إلى الأمام. وأكد المري أن فوائد هذه الجهود لا تتوقف على تشجيع الابتكارات التكنولوجية وإلهام الناس فحسب، ولكنها ستقوم أيضاً على أسس منظومة متكاملة لتشجيع التعاون السلس.
وأكد المري أن الإمارات تعتبر دولة ناشئة في مجال استكشاف الفضاء، لاسيما وأنها تحتفل باليوبيل الذهبي لاتحادها هذا العام، ومع ذلك، فقد تمكنت من تسجيل خطوات كبيرة في علوم الفضاء والاستكشاف، بل تمكنت من تجاوز الحدود لما يمكننا تحقيقه في هذا المجال. وقال المري: «منذ بنائنا أول قمر صناعي في وقت مبكر من عام 2007، لم تستغرق سوى أقل من عقد ونصف عقد بعد ذلك الإنجاز المتواضع لإرسال مهمة إلى المريخ، وهي أول مهمة لاستكشاف الكواكب على مستوى الوطن العربي. وتمكنت هذه المهمة بالفعل حتى الآن من جمع ما يزيد على 100 جيجابايت من البيانات حول أنماط الطقس والمناخ للكوكب الأحمر.
ولن نتوقف عند هذا الحد، ففي هذا العام، أعلنا أيضاً المهمة القمرية غير المأهولة لدولة الإمارات المخطط لها في عام 2024 لهبوط مركبة راشد على القمر، لتقوم بدراسة منطقة لم تستكشف من قبل.
وعلاوة على ذلك، نقوم الآن أيضاً ببناء فرقنا من رواد الفضاء، ونتطلع إلى إنشاء مستوطنة بشرية على المريخ في عام 2117». وأضاف المري: «يتجلى بوضوح أن مشاريعنا وطموحاتنا اليوم موجهة نحو رؤية المستقبل، وتلتزم الإمارات بالنهوض باستكشاف الفضاء، مع ضمان استدامته. ومن جهة أخرى، تتوافق هذه الاتفاقيات مع برامج الإمارات طويلة المدى لاستكشاف الفضاء الخارجي، وتعزيز التعاون على المستوى الدولي، بهدف التوصل إلى فهم أفضل لنظامنا الشمسي».
وقال المري: «إننا نؤمن دائماً بقوة التعاون، ولم يكن من الممكن تحقيق منجزاتنا العلمية من دون التعاون مع شركائنا. وعلى سبيل المثال، سيكون القمر الاصطناعي MBZ-SAT، أحدث مشاريع الأقمار الاصطناعية لمركز محمد بن راشد للفضاء، والأكثر تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة عند اكتماله، وسيلعب دوراً محورياً في دعم صناعة الفضاء المحلية، علماً بأنه تم بناء 90% من الهيكل الميكانيكي و50% من الوحدات الإلكترونية في دولة الإمارات.  

بحوث
أكد المري أن مركز محمد بن راشد للفضاء يشجع التعاون الدائم مع المجتمع العلمي لاستكشاف أحدث أنشطة البحث، وفرص تطبيق المخرجات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وسيؤدي تعاوننا مع شركائنا إلى المزيد من التوسع والمرونة، والأهم من ذلك تقديم المعلومات الاستثنائية حول الفضاء والبحث والتكنولوجيا، ليعود نفع تلك الجهود على البشرية جمعاء. وأكد المري أن الأعوام اللاحقة ستكون أفضل بكثير للجهود والمشاريع اللاحقة بفضل إطلاق التلسكوب «جيمس ويب» الفضائي. وقال المري «إننا في دولة الإمارات نعي جيداً إيجابيات صناعة الفضاء، وكجزء من تنوعنا، نعكف على الاستكشاف من أجل ترسيخ مكانتنا كدولة رائدة في هذا المجال في المنطقة العربية.