أبوظبي (الاتحاد)

ضمن المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات في العالم، أكملت هيئة البيئة في أبوظبي مؤخراً مهمة ناجحة لنقل 25 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب) و25 رأساً من المها أبو عدس (البقر الوحشي) والتي سيتم إطلاقها قريباً في البرية ببيئتها الطبيعية في تشاد. ويتشارك النوعان الموائل والبيئات الطبيعية. كما تخطط «الهيئة» لنقل مجموعة أخرى تضم 25 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب) في شهر فبراير المقبل.
كما قام فريق «الهيئة» بتركيب أطواق تتبع عبر الأقمار الصناعية 18 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب)، الأمر الذي يساعد الفريق على مراقبة هذه الحيوانات بشكل دقيق ومراقبة تكاثرها في البرية. كما تمت ملاحظة قطيع واحد مكون من 87 رأساً، ومن المتوقع أن يولد أكثر من 100 عجل جديد خلال هذا العام.
يأتي إطلاق المجموعة الجديدة بعد نجاح برامج إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) بجمهورية تشاد، ضمن مبادرة طموحة تهدف لإنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتياً يضم 500 رأس من المها في منطقة محمية طبيعية معزولة داخل محمية وادي ريم - وادي أخيم في دولة تشاد تمتد على مساحة تصل إلى 77.950 كيلومتراً مربعاً، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع «منقرض في البرية».
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: «سنواصل دائماً جهودنا للحفاظ على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان أول من وجّه بإطلاق برنامج لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم. يمثل هذه المشروع خطوة أولى ضمن جهودنا للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية، ونحن حريصون على العمل مع الجهات والمنظمات المعنية بإكثار الأنواع بالأسر وإعادة توطينها ومشاركة خبراتنا والنجاحات التي حققناها في هذا المجال. إنه لأمر محزن أن نرى الأنواع تنقرض، لذلك فنحن في هيئة البيئة - أبوظبي ملتزمون ببذل قصاري جهدنا للمحافظة على الأنواع وحماية التنوع البيولوجي».

  • خطط لنقل مجموعة أخرى تضم 25 رأساً من المها الأفريقي خلال فبراير المقبل

وأضافت: «في فبراير المقبل، سنطلق مجموعات جديدة من المها الأفريقي (أبو حراب) والمها أبو عدس في تشاد بالتعاون مع شركائنا، الذين كان لهم دور كبير في ضمان نجاح المشروع، ونحن على الطريق الصحيح لإنشاء قطيع مستدام يتكون من 500 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) يجول بحرية في البرية. وستستمر جهودنا خلال هذا العام المقبل، ومع توقع ولادة المزيد من العجول، سنكون قادرين على زيادة حجم القطيع والحد من التدهور السريع لهذه الأنواع».

رؤية زايد
وفقاً للبيانات المتوافرة، يُعتقد أن هذا النوع من المها قد اختفى من البرية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وقد تم الإعلان عن «انقراضها في البرية» رسمياً من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000، وكانت الحيوانات الوحيدة المتبقية منه في خارج موائله أو في برامج الإكثار في الأسر في حدائق الحيوانات والمجموعات الخاصة حول العالم.
ويعتبر نجاح هذا المشروع تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان أول من تنبه للانخفاض السريع في أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية خلال الستينيات، حيث وجه على الفور بإنشاء مبادرة لحماية هذا النوع من خلال تنفيذ برنامج لإكثاره في الأسر في دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتضنته جزيرة صير بني ياس، حيث ازدادت أعدادها بشكل كبير على مر السنين، ووصلت في النهاية إلى أكثر من 1000 رأس.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) والمها أبو عدس ترعى بحرية في بيئتها الجديدة، وذلك بفضل الدعم المتواصل من عددٍ من أبرز المؤسسات العالمية الرائدة التي شاركت «الهيئة» خبراتها القيمة في مراقبة الحياة البرية واختبار الجينات وتقنيات تربية الحيوانات.