أبوظبي (وام)
اختتمت حملة «مدى» لجمع التبرعات لصالح مكافحة مخاطر الأمراض المدارية المهملة حملتها التي استمرت 50 يوماً للمساهمة في إنقاذ حياة 5 ملايين شخص معرضين لمخاطر الأمراض المدارية. وستساهم المبالغ التي تم جمعها من وراء الحملة في توفير العلاج الوقائي والدعم لتسريع التقدم نحو القضاء على مرضي العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي. وعلى مدى 30 عاماً، اتخذت دولة الإمارات العديد من الخطوات الناجعة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة بدءاً من جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ودعمه لجهود مركز كارتر في القضاء على مرض دودة غينيا - وهو أحد الأمراض المدارية المهملة من خلال تقديم مساهمة مالية للمركز في عام 1990 بلغت 5.77 مليون دولار أميركي.
وساهمت استراتيجية دولة الإمارات للتخلص من الأمراض في جعل الأمراض التي يمكن الوقاية منها في موقع بارز ضمن الأجندة السياسية، لتواصل العمل وتعزز مستويات التمويل، والتعاون الوثيق مع الشركاء العالميين، وإطلاق المبادرات متعددة الأطراف بهدف تحقيق الأثر الملموس.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دعماً لمكافحة الأمراض بلغ أكثر من 350 مليون دولار أميركي لتحسين المخرجات الصحية حول العالم، إذ تساهم جهود الدولة في مجال الصحة العالمية بتقديم العلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية النوعية - مع التركيز بشكل خاص على بلوغ الميل الأخير للقضاء على الأمراض.
وسيتم تخصيص الأموال والتعهدات التي تمكنت الحملة من استقطابها منذ انطلاقها في 14 أكتوبر، لدعم صندوق بلوغ الميل الأخير RLMF، الذي يقدم وسيلة للقضاء على مرضيّ العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في أفريقيا. ويعتبر صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يديره صندوق إنهاء الأمراض المهملة END Fund، عبارة عن صندوق لمدة 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار أميركي، أطلقه في عام 2017 صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة إلما الخيرية.
وفي الثامن من ديسمبر، تم الإعلان رسمياً عن أن دولة النيجر قد أكملت التقييمات اللازمة بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية للمصادقة على القضاء على العمى النهري. وتعمل النيجر على إعداد ملف لمصادقة منظمة الصحة العالمية وإصدار الشهادات اللازمة كما تستعد الآن لأن تكون أول دولة في أفريقيا تعلن عن تخلصها من الأمراض المدارية المهملة.
وشهد جناح النيجر في «إكسبو 2020 دبي» تنظيم فعالية للاحتفال بهذا الإنجاز المذهل، بحضور معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي»، وبيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، وأغادا غاربا سفير جمهورية النيجر المعين لدى الدولة.
ويقدم صندوق بلوغ الميل الأخير العلاج الوقائي، ويركز على تسريع التقديم من أجل القضاء على تلك الأمراض بدءاً من الاستثمار من أجل تحديد مناطق انتشار تلك الأمراض وحتى دعم البحوث المخبرية والتعاون بين الدول في هذا المجال. وقالت تالا الرمحي، المدير العام بالإنابة لحملة «مدى»: «نحن فخورون للغاية بالدعم الهائل الذي تلقيناه من مجتمعنا خلال حملتنا التي استمرت 50 يوماً، والذي أبرز القيم الراسخة في دولة الإمارات التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تركز على قيم الإنسانية ومد يد العون لمن يحتاجون إليها. تؤكد القيم الراسخة التي تقوم عليها الدولة أهمية توفير حياة أكثر صحة وكرامة للجميع، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو يأتون منه، كما أننا سعداء وممتنون لتمكن حملة مدى من تحقيق النتائج التي كانت تسعى إليها، والوفاء بالتزاماتها التي تعهدنا بها عند إطلاق الحملة».