بقلم: سعيد النظري
الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الخمسين في حتا لا يمكن أن تصفه الكلمات، ولم تنصفه الشاشات والتغطيات بكل ما فيه من إبداع، ومشاعر، ورسائل، وجمال في أدق التفاصيل.. والأجمل وأنت تشاهد الاحتفالية هو معرفتك بحجم العمل خلفه، فريق رائع من المبدعين، بقيادة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد... رغم إنها كانت تعمل ليل نهار، تشرف وتدقق وتتابع لأشهر طويلة، لن تجد اسمها مذكوراً، أو مكتوباً من بداية الحفل إلى ختامه... كعادتها تعمل وتبدع من خلف الكواليس...
في عام 2012، حظيت بفرصة الالتحاق ببرنامج دولي مخصص للطلبة المتفوقين في المرحلة الجامعية، يلتحق فيه ما يقارب 15 شاباً وشابة سنوياً، ويمتد لأكثر من 14 شهراً من الدراسات المكثفة... هذا البرنامج كان له أثر كبير على جوانب كثيرة من حياتي، ولم أكن أعلم إلا قبل تخرجنا ببضعة أيام إن سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد كانت تشرف على هذا البرنامج، وتتابع المشاركين فيه، وإلى اليوم أتذكر تفاصيل أول لقاء معها، تستمع لكل طالب مشارك في البرنامج، بكل حرص، بكل اهتمام، بكل شغف، تفاجأت إن هناك من يتابع تقدمنا خلال الأشهر الطويلة من وراء الكواليس... 
زرت قبل فترة إحدى الهيئات في أبوظبي، وانبهرت بكل ما فيها من إبداع وتفاصيل، فقال لي أحد الموظفين إن هذا الإبداع كله من تصميم سمو الشيخة مريم... مرة أخرى كان عملها من خلف الكواليس... الكثير منا ممن يعملون في الحكومة الاتحادية، وفي أبوظبي، يستطيع التعرف على بصمة سمو الشيخة مريم من النظرة الأولى... فأصبح لعملها لمسة خاصة فيها إبداعات استثنائية، بهوية إماراتية متجذرة... حفل الخمسين، والأولمبياد الخاص، ومعرض 421، ونصب المؤسس، وعشرات المشاريع الأخرى تجمعهم نقطة واحدة....  تلك التي تصل إلى القلب مباشرة... تماماً كرسالة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان التي تُشرف الشيخة مريم عليها «فما يخرج من القلب يدخل مباشرةً إلى القلب»...
قلة من يعرفون إن الشيخة مريم- ورغم كل انشغالاتها ومسؤولياتها- تحرص على إيصال أبنائها للمدرسة شخصياً، ويومياً... وقلة من يعرفون إن الشيخة مريم، رغم كل مشاريعها، واجتماعاتها، تقرأ لأبنائها قصة قبل النوم... من يبحث عن طريق يستطيع من خلاله تحقيق توازن بين مسؤولياته المهنية، والمجتمعية، ومسؤولياته تجاه مستقبل وطنه، وتربية أجيال تحمل راية المستقبل... سمو الشيخة مريم تبيّن لنا الطريق باجتهادها وحرصها وقيمها...
بعض المسؤولين الواهمين ممن يتباهون بمناصبهم، يظنون أن خبرتهم تسمح لهم أن يكونوا وحدهم على صواب دائماً، وهناك خريجو جامعات عالمية يظنون أنهم من وصل إلى القمر بشهاداتهم ومعدلاتهم، ينظرون لغيرهم بأنهم دون الإنجاز، يتكبرون ويتعالون، ويفاخرون بإنجازاتهم.. وهناك من يبحث عن الشهرة، وعن الأنا في كل عمل، وكل فرصة، وقد يصل الأمر أن يستولي على أفكار غيره ونجاحاتهم لتغذية أنانيته..
وهناك سمو الشيخة مريم، حفيدة الشيخ زايد، وابنة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وخريجة جامعة هارفرد... لم يزدها نسبها، وعلمها، وإنجازاتها إلا تواضعاً... في الاجتماعات لا تقاطع أحداً أبداً، ولا تستصغر أي فكرة، وتشكر وتعبر عن امتنانها لإنجاز الآخرين... لا تكترث لمن يُنسب له النجاح، أو من يحصل على الثناء.. المهم إنها تعمل مراراً وتكراراً، من خلف الكواليس، لتلامس نجاحاتها القلوب، وتعلمنا درساً لا يُنسى في حب الوطن والإخلاص في العطاء... وأن المهم أن نعمل بحب، بمشاعر صادقة من القلب لرفعة اسم دولة الإمارات العربية المتحدة... عندها فقط لن تكبر «الأنا» بل تزدهر الأوطان
#شكراً_سموالشيخة_مريم_بنت_محمد بن_زايد
مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب