أبوظبي (وام)

حقق التعاون بين دولة الإمارات و«مؤسسة بيل وميليندا غيتس» على مدى العقد الماضي، عدداً من المبادرات الصحية العالمية والإنجازات الرئيسية. وتسهم المبادرات الصحية العالمية التي تحظى بدعم مشترك بين الجانبين في تحسين حياة مئات الملايين من البشر في مختلف مناطق العالم. ويعد إعلان النيجر استكمال التقييمات اللازمة للمصادقة على القضاء على «العمى النهري» أحد أبرز الإنجازات في مكافحة الأمراض المدارية المهملة التي أثمرت عن الجهود المشتركة. واتسعت الشراكة بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس منذ انطلاقها عام 2011، لتشمل مجموعة مبادرات بلوغ الميل الأخير التي تسعى إلى الاستثمار بشكل مستدام من أجل دعم قضايا الصحة العالمية التي تشمل استئصال الأمراض المعدية. وتحظى هذه المبادرات بالتزام مشترك، وانطلقت من الالتزام بالقضاء على شلل الأطفال من خلال دعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، لتعالج قضايا صحية عالمية أخرى.. وتستمد مبادرات بلوغ الميل الأخير الدعم والزخم من الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. 
وفي إطار دعم جهود استئصال شلل الأطفال، قدمت كل من دولة الإمارات و«مؤسسة بيل وميليندا غيتس»، دعماً مالياً للمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعاون الجانبان في استضافة فعاليات رئيسية لاستقطاب الجهات الفاعلة الرئيسية في المجتمع الصحي العالمي لدفع عجلة التقدم وزيادة التمويل. كما سخّرت دولة الإمارات قدراتها وإمكاناتها لضمان الوصول ميدانياً إلى آخر طفل في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال التي استطاعت الوصول إلى المجتمعات التي تعذر الوصول لها سابقاً، وتزويدها بلقاحات شلل الأطفال والمساعدات الصحية.. وبفضل هذه الجهود وجهود الشركاء الآخرين، حققت حملات مكافحة شلل الأطفال نتائج مشجعة، فقد أعلنت أفريقيا خلوها من فيروس شلل الأطفال البري في عام 2020، ويتوطن الداء حالياً في باكستان وأفغانستان فقط «حيث تم الإبلاغ عن إصابة واحدة فقط في باكستان و3 إصابات في أفغانستان حتى الآن هذا العام». كما يتعرض نصف سكان العالم لخطر الإصابة بـ «الملاريا» التي لا تزال تشكل السبب الرئيسي للوفاة في العديد من الدول حول العالم.. وتعمل دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس من خلال التعاون المشترك طويل الأجل مع الدول المتضررة من أجل وضع وتنفيذ استراتيجيات مخصصة لمكافحة الملاريا.. كما تسهم تبرعات الجانبين للصندوق العالمي (الذي تسهم دولة الإمارات فيه منذ عام 2019) في إنقاذ الأشخاص من خلال تمويل الأدوية المضادة للملاريا والناموسيات.. وبفضل الجهود التي بذلها الشركاء العالميون، أنقذت هذه المساهمات حياة نحو 1.1 مليون شخص من خلال التدابير الوقائية التي تم اتخاذها خلال العقد الماضي. وأبدت دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس التزاماً بمواصلة الجهود الرامية إلى وضع استئصال الأمراض المعدية على رأس جدول الأعمال العالمي، خاصة «استئصال الأمراض المدارية المهملة». وتتضمن المبادرات «صندوق بلوغ الميل الأخير» الذي يديره صندوق إنهاء الأمراض المهملة «END Fund»، وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «صندوق بلوغ الميل الأخير» في عام 2017 بالتعاون مع عدد من الجهات الداعمة، بما فيها مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتمتد أنشطة الصندوق لمدة 10 سنوات وقيمته 100 مليون دولار. ويركز الصندوق جهوده على القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي في منطقة الساحل بأفريقيا.. وعندما تتكلل هذه المهمة بنجاح، سيكون الصندوق رائداً في تقديم دليل على إمكانية القضاء على هذه الأمراض على نطاق أوسع. كما يتعاون الجانبان في دعم مبادرات اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي تم الاعتراف به رسمياً ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة، ويوفر منبراً رئيسياً لجهود التوعية العالمية والعمل المتسق، ومن أجل ضمان استمرار الدعم المالي. وتؤثر برامج شلل الأطفال والملاريا والأمراض المدارية المهملة بشكل عام على المجتمعات المحلية من خلال بناء وتعزيز النظم الصحية. وكان لهذه البرامج أهمية كبيرة في مواجهة الحالات الصحية الطارئة، بما فيها «الإيبولا» و«كوفيد-19»، إضافة إلى إيجاد فرص عمل وتطوير التعليم وبناء المهارات من خلال دعم العاملين الصحيين في الميدان. ويسهم التعاون بين الجانبين في تعزيز الابتكار وتضافر الجهود في مجال الصحة العالمية وما بعدها من خلال مبادرات مثل المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية «غلايد». وتأسس «غلايد» في عام 2019 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالاشتراك مع «مؤسسة بيل وميليندا غيتس»، حيث يحدد أحدث المعارف العلمية والثقافية والصحية العالمية، ويضعها موضع التنفيذ بالتعاون مع الشركاء من خلال برامج تهدف إلى تعزيز القضاء على الأمراض. 
وعلى نحو مماثل.. يعد صندوق «العيش والمعيشة» أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف من نوعها في المنطقة، حيث تتجاوز قيمة التمويلات المعتمدة 1.34 مليار دولار لدعم مشاريع في مختلف أنحاء أفريقيا وآسيا.. وقد تأسس الصندوق من قبل دولة الإمارات ومؤسسة بل وميليندا غيتس بدعم من البنك الإسلامي للتنمية والمملكة العربية السعودية ودولة قطر، وشملت إنجازات الصندوق المتنوعة الحد من الوفيات الناجمة عن الملاريا في السنغال، وتحسين إنتاج الأرز في مختلف أنحاء غرب أفريقيا. وتتعاون دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس في استضافة المنتديات والاجتماعات من خلال منصات تشمل «منتدى بلوغ الميل الأخير» الذي يجمع قادة الصحة العالميين في أبوظبي للتأكيد على أولوية القضاء على الأمراض. وتشمل أوجه التعاون المرتقبة اليوم العالمي الثالث للأمراض المدارية المهملة في 30 من يناير المقبل، والدورة القادمة من منتدى بلوغ الميل الأخير.

«الميل الأخير».. علاج ورعاية ووقاية
تشمل مبادرة بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها.. ويستمد الصندوق زخمه من الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. فيما توفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية للمجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الملائمة، مع التركيز بشكل خاص على المرحلة النهائية أو «الميل الأخير» في القضاء على الأمراض. ويؤكد الصندوق الاهتمام الشخصي لسموه في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتي تؤثر على المجتمعات الأكثر فقراً وضعفاً في العالم ومساعدة الملايين من الأطفال والبالغين على العيش حياة صحية كريمة.

إنجاز ومسؤولية وشراكات  
يؤكد الإنجاز الذي حققته النيجر باستئصال العمى النهري ما هو ممكن في ظل توفر الاستثمارات طويلة الأجل ومستدامة، وتحمل الدول المعنية مسؤولية تحقيق الهدف، والشراكات الفعالة بين القطاعين العام والخاص.كما تؤدي الابتكارات والتقنيات الجديدة دوراً بالغ الأهمية من البيانات الدقيقة التي يتم بثها عبر الأقمار الصناعية في الوقت الحقيقي والبيانات الجغرافية المكانية التي تتيح تحديد مواقع تكاثر النواقل على مستوى القرى المحلية بشكل دقيق، إلى إدخال عقاقير جديدة مثل دواء موكسيداتين، إضافة إلى العقاقير الموجودة، من أجل تسريع القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في أفريقيا.