إبراهيم سليم (أبوظبي) 

اختتمت أمس فعاليات معرض سيال الشرق الأوسط 2021 في نسخته الحادية عشرة، والذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتضمن مجموعة من الفعاليات المتميزة والتفاعلية التي تتضمن عروضاً تلبي رغبات جميع الزوّار والمشاركين. 
وعبر مشاركون من دول مختلفة عن سعادتهم بالمشاركة وتحدي أبوظبي لظروف الجائحة، ما يمثل نقلة مهمة في عالم المال والاستثمار، خاصة في مجال الغذاء والزراعة. 
وأعلنت شركة الإمارات للصناعات الغذائية افتتاح مصنع الوطنية للألبان باسم منتج «حياتنا»، والذي سيبدأ ولوج الأسواق المحلية في مارس المقبل، لينضم إلى مجموعة الشركات القائمة والتي تشمل مصانع «الوطنية للأعلاف، مزارع الأبقار، مساكن، الوطنية، وعيادة الروضة الطبية»، وفقاً لوصفي كاسو، الرئيس التنفيذي للمجموعة. 
وقال وصفي إن المصنع سينتج نحو 13 نوعاً من الحليب الطازج، و23 من العصائر، منها عصائر طبيعية، بخلاف الألبان ومنتجاتها، بما فيها كريمات الطبخ، لافتاً إلى أن حجم تغطية السوق المحلي من مشتقات الحليب يبلغ نحو 60%،  والمصنع سيعمل على تقليص الفجوة المتبقية إلى حد كبير، بهدف تحقيق الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن المجموعة تستحوذ على 47% من سوق الأعلاف بالدولة، مشيراً إلى برنامج بين المجموعة وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية «توعية»، يهتم بتقديم التوعية للمزارعين حول كميات الأعلاف التي تستهلكها الحيوانات حسب العمر والنوعية، مؤكداً أن المجموعة وعبر شركاتها المتنوعة، تطبق نظام الحلقات الإنتاجية، حيث ينتج مصنع الأعلاف 55 ألف طن شهرياً، وهي أعلاف وطنية تعتمد على استخدام المواد الأولية، ويوجد مصنعان، واحد في مصفح والآخر في جبل علي، وهناك صناعات قائمة على تلك المصانع، حيث تتغذى عليها مزارع الأبقار التابعة للشركة، والآن مصنع الوطنية للألبان سيقوم بإنتاج الألبان ومشتقاتها والعصائر.
وأشار إلى توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز مفهوم الأمن الغذائي وتوفيره لمواجهة الحالات الطارئة مثل جائحة كورونا، لذا كان من الضروري الالتزام بهذه التوجيهات، والمجموعة شريك أساسي استراتيجي في منظومة الأمن الغذائي في الدولة، لذا كان التفكير في تشغيل المصنع وزيادة الإنتاجية عموماً، خاصة أن جائحة كورونا أسهمت في زيادة الخبرة في التعامل مع الجائحات أياً كانت، وهذه الخبرة أسهمت في صقل الخبرات وكيفية التعاطي مع الأزمات، ومشاركتنا في «سيال» كانت بهدف الترويج والتسويق لمنتجاتنا المتنوعة باعتبارنا شركة وطنية، وفرصة للتلاقي وتبادل الأفكار مع شركات عالمية.
وأوضح أن هناك عيادة بيطرية تابعة لنا، تهتم بفحص ومراقبة الأبقار، لضمان سلامة صحة الحيوانات بمزارع الأبقار، وبالتالي ضمان جودة المنتج وسلامته غذائياً، كما تقوم العيادة بتقديم الخدمات للراغبين من أصحاب الحلال، وما يتعلق بتطبيب بيطري لأنواع الحيوانات كافة.

ليمون إماراتي يثمر طوال العام  
جذبت مشاركة وطنية محلية أنظار المشاركين في معرض سيال، حيث عرض المواطن حميد عتيق بن ديول الدرمكي منتجات مزرعته الأولى من نوعها بالدولة «ثمار وشتلات»، حيث تخصص في زراعة أشجار الليمون البرازيلي، عالي الجودة، وذي الإزهار الدائم والمتوافق مع طقس الإمارات، وغزير الإنتاجية، واستقطب حشداً من الجمهور والشخصيات العامة.
يقول الدرمكي إنه قسّم المزرعة إلى قسمين، إنتاجي ومشتل، والتي تتميز بالإزهار والإنتاج طوال العام، وفي مختلف الظروف، ويكون إنتاجها غزيراً صيفاً، وتضم مزرعته 35 ألف شتلة من شجر الليمون، ومن المعروف أن أشجار الليمون من الأشجار الطبية، ولقي جناحه رغم صغره إقبالاً كبيراً من الجمهور، خاصة من المواطنين، للتعرف على مدى إمكانية زراعة أشجار الليمون. وعبّر الدرمكي عن سعادته بالمشاركة لأول مرة في معرض عالمي، ولم يتوقع هذا الإقبال من قيادات وشخصيات ومواطنين على جناحه، وهو ما عزز الثقة لديه، وأنه اختار مساراً صحيحاً. وقال إن المزرعة التي مر عامان على إنشائها، جاءت فكرتها قبيل جائحة كورونا، وقبل الزراعة درس المحصول الذي يمكن أن يتلاءم مع الظروف الجوية في الدولة، ووقع الاختيار على زراعة الليمون البرازيلي المعروف بكثرة مائه ومن دون بذور، كما يثمر طوال العام، ويمكن زراعته في حديقة المنزل أو بالمزارع، وهو منتج مقاوم للأمراض ويرفع المناعة، ومعظم ما في السوق مستورد، وفي ظل الجائحة وتأكيد القيادة ضرورة توفير الأمن الغذائي، اخترت هذا الطريق، ومزرعتي بالباهية في أبوظبي زاخرة بأشجار الليمون فقط، وشجر الليمون من الأشجار الموفرة للمياه بخلاف فوائدها الطبية، ولا يخلو منزل في الإمارات والعالم من الليمون. وقال إن الشتلات في متناول الجميع، وتبدأ من 55 درهماً، وروعي في المزرعة الاعتماد على السماد الطبيعي دون استخدام أي كيماويات، وتم فرش المزرعة بالكامل بالسماد العضوي قبل زراعتها، واعتماد نظام الترقيد الهوائي للحصول على الشتلات، وهي طريقة تُمكن من الحصول على عدد أكبر من الشتلات. ويقوم الدرمكي بشرح ذلك لكل عميل يرغب في زراعة عدد أكبر، لافتاً إلى أنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير المنتج في حالة التوسع في زراعته، مؤكداً ربحية المشروع.

مشاركات دولية
شاركت روسيا الاتحادية بـ 9 شركات، مستهدفة السوق الإماراتي والخليجي والشرق الأوسط من خلال «سيال الشرق الأوسط»، كما وقعت ثلاث شركات إيطالية رائدة، على هامش المعرض، صفقات كبرى لتوزيع البقوليات المعلبة والطماطم في دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض، وشهد معرض ومهرجان التمور إقبالاً كبيراً، حيث عرضت 35 شركة منتجاتها من التمور ومشتقاته، من خلال 10 شركات.