سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العربي التاسع لعلوم الوراثة البشرية، أنه تم اكتشاف أكثر من 400 مرض وراثي في دولة الإمارات حتى الآن، مشيراً إلى أن الإمارات تأتي ضمن أفضل دول العالم في استخدام التقنيات والأجهزة الحديثة في مجال الكشف عن الأمراض الوراثية.
وقال آل علي، في تصريحات صحفية بمناسبة انعقاد المؤتمر العربي التاسع لعلوم الوراثة البشرية افتراضياً، إن: مشروع الجينوم الإماراتي يصنف على أنه اشمل مشروع على مستوى العالم في هذا المجال، وذلك من حيث الخطة والأمور الفنية والإدارية.
وأشار آل علي، الذي يعد ضمن الفريق المشارك بمشروع الجينوم الإماراتي، إلى أن المشروع قطعت خطوات جيدة خلال الفترة القليلة الماضية منذ انطلاقه، ويتميز بوجود خطة شاملة لمراحله، لافتاً إلى أن هذا المشروع يعد من المشاريع الصحية المستدامة الذي ستستمر لفترات طويلة.
وأكد أن علوم الجينوم في الخط الأمامي للقطاع الصحي بدولة الإمارات، نظراً لأهميتها ودورها المستقبلي في الكشف عن الأمراض والتشخيص والعلاج، لافتاً إلى دورها الكبير في مجال توفير العلاجي الشخصي للمريض حسب حالته الصحية الخاصة به، وهو ما يعزز فرص الشفاء من الإمارات بصفة عامة والأمراض الوراثية بصفة خاصة.
وعن عدد الأمراض الوراثية المكتشفة حتى الآن في دولة الإمارات، أجاب آل علي: بدأنا مشروع الكشف عن الأمراض الوراثية والنادرة في دولة الإمارات في العام 2003، ووقتها تم اكتشاف وحصر 40 مرضاً وراثياً نادراً، أما الآن فاستطعنا الوصول إلى الكشف عن 400 مرض وراثي ونادر بالدولة.
وأرجع ذلك إلى اهتمام الدولة بالكشف عن الأمراض الوراثية وتوفير كل مستلزمات ومتطلبات كشف هذه الأمراض، بالإضافة إلى تضافر الجهود لتحقيق مزيد من التطور في مجال الجينوم البشري.
مشيرا إلى أن أمراض الدم الوراثية تأتي في مقدمة الأمراض الوراثية المكتشفة بالدولة، مؤكداً أن السكري والثلاسيميا وارتفاع ضغط الدم، السرطان بأنواعه من أهم الأمراض الوراثية في دولة الإمارات.
واعتبر أن جميع أو معظم الأمراض العضوية التي يصاب بها أي إنسان يقف وراءها أو يكون أحد مسبباتها مرض وراثي.
وأكد، أن الأمراض الوراثية سيكون لها في المستقبل دور كبير في تحديد نوعية الدواء للمريض، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يستلزم تكثيف التوعية بين الجمهور والأطباء والصيادلة بدور الجينوم البشري في علاج المرضى.
وتواصلت أمس (الخميس) فعاليات المؤتمر العربي التاسع لعلوم الوراثة البشرية افتراضياً لليوم الثاني والأخير، ويقام المؤتمر تحت رعاية جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، وبتنظيم من المركز العربي للدراسات الجينية التابع للجائزة، بحضور 500 مشارك من جميع أنحاء العالم.
وناقش المؤتمر في نسخته التاسعة أربعة محاور رئيسية تتضمن آخر التطورات في مجال الأمراض النادرة والبيانات الجينومية العربية الضخمة وجينوميات العدوى والمناعة وعلم الجينوم والمجتمع.
وتناول المؤتمر الفرص والتحديات لعلم الجينوم في العالم العربي، تماشياً مع الوضع الحالي لعلم الوراثة البشرية وعلم الجينوم، خاصة في المنطقة، أيضاً في اختيار المتحدثين، حاول المركز تمثيل أكبر عدد ممكن من الدول العربية، من أجل عرض الأبحاث التي يتم إجراؤها في جميع أنحاء الوطن العربي.
ويشارك في المؤتمر نخبة من المحاضرين المتميزين، حيث قدم الدكتور خالد فخرو محاضرة بعنوان« الطريق إلى الطب الوراثي في العالم العربي» بينما قدمت الدكتورة حبيبة الصفار محاضرة بعنوان « جينوم مرجعي رئيسي خاص بسكان الإمارات العربية المتحدة» وناقش الدكتور بريان ماير موضوع« من علم الجينوم السكاني إلى الطب الدقيق».
وقدمت الدكتورة رنا الدجاني محاضرة بعنوان «من نحن حقاً؟»، بينما ناقش الدكتور دايفيد بينتلي نائب رئيس شركة الومينا موضوع « الجينوم لتشخيص الأمراض الوراثية» وناقشت الدكتورة فاليري ديلا موضوع « من أكتشاف الجينات إلى العلاج: قصة مرض شاركو توث من النوع الرابع، وقدمت الدكتورة مريم الشحي محاضرة بعنوان «تسلسل إكسوم الكامل يمهد الطريق لتشخيص الأمراض النادرة في الدول العربية».
تعقيدات
ناقشت الدكتورة هيلا عزيز موضوع «كشف التعقيدات الجينية لفقدان السمع لتمكين الطب الدقيق» وقدمت الدكتورة نورة الظاهري محاضرة بعنوان « الأمراض النادرة: رحلة تشخيصية وعلاجية للمرضى غير المشخصين.
وأقيم على هامش المؤتمر اجتماع للجمعية العربية لمستشاري الوراثة والتي تم تشكيلها مؤخراً، وضم الاجتماع جميع الأعضاء المسجلين وناقش القضايا المتعلقة بالاستشارة الوراثية في العالم العربي.