دبي (الاتحاد)
شهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، أمس، جانباً من فعاليات النسخة الأولى من المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان الذي تنظمه غرفة تجارة دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي تحت شعار «شراكات اقتصادية عابرة للحدود».
وحضر سموه جلسة بعنوان «تحول جذري: من بناء التكتلات الاقتصادية إلى تنمية الروابط العالمية» تحدث خلالها كل من معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي داتو ليم جوك هوي، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، حول سلسلة التحولات والتغيرات العميقة التي شهدتها رابطة دول جنوب شرق آسيا والإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية.
التعافي من الجائحة
وتطرق معالي الدكتور ثاني الزيودي، إلى أهمية انعقاد إكسبو 2020 دبي في هذا الوقت تحديداً الذي يشهد استعادة الاقتصادات لعافيتها والبدء بالخروج من أزمة الجائحة، مؤكداً أن «هذا الحدث العالمي يمنحنا فرصة تعزيز الشراكات والعلاقات مع مختلف الدول، لاسيما وأنه يشهد مشاركة نحو 192 دولة».
وشدد الزيودي على أهمية منطقة دول الآسيان نظراً لعدد سكانها الكبير وإجمالي ناتجها المحلي الضخم، الأمر الذي يوفر فرصاً هائلة للتعاون مع دولها لتطوير سلاسل التوريد وإبرام الشراكات. ونوه بأن دولة الإمارات تنظر بإيجابية نحو هذه المنطقة التي تتمتع دولها باقتصاد يبلغ حجمه نحو 3 تريليونات دولار مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي التي يبلغ حجم اقتصادها تريليون دولار، الأمر الذي يجعل التكامل بين اقتصادات دول المنطقتين أمراً حيوياً ومثمراً لمختلف الأطراف.
الفرص الواعدة
وخلال الجلسة، أكد معالي داتو ليم جوك هوي، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، أهمية دولة الإمارات عموماً وإمارة دبي على وجه الخصوص بالنسبة لدول الآسيان، مشدداً على أن هذه الأخيرة تعتبر مكاناً مميزاً للاستثمار في العديد من المجالات ومنها الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية بفضل عدد سكانها الكبير الذي يناهز 660 مليون نسمة.
دعوة إلى التعاون
بدورها، أكدت معالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي والمدير العام لإكسبو 2020 دبي، في كلمة لها خلال المنتدى حملت عنوان «دعوة إلى التعاون»، مضي دولة الإمارات قدماً في تعزيز استثماراتها ضمن دول الآسيان، ومواصلة تفوقها في هذا المضمار مشيرة إلى أن الإمارات تستحوذ على نحو 70% من الاستثمارات الخليجية في هذه الدول.
تسخير التكنولوجيا
وفي جلسة بعنوان تسخير التكنولوجيا من أجل المستقبل، تحدث معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عن إمكانية توظيف وتسخير التكنولوجيا والابتكار في تطوير اقتصادات قائمة على المعرفة.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات متفائلة بنمو الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة مع منطقة «آسيان» خلال المرحلة المقبلة، حيث تمتلك رابطة دول جنوب شرق آسيا إمكانات قوية وهي شريك رئيس لدولة الإمارات.
وأفاد معاليه بأن الإمارات تستقطب أكثر من 62% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في شركات الاقتصاد الرقمي في المنطقة، نظراً لتوفيرها بنية تحتية رقمية قوية، تتميز بالسرعة والأمان والقدرة على التأقلم السريع مع مختلف المتغيرات بالاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من خدمات الجيل الخامس ونظام البلوك تشين والبيانات الضخمة وغيرها.
وقال معاليه: «بلغ حجم التجارة غير النفطيةِ بين دبي والآسيان خلال السنوات الخمس الماضية قرابة 110 مليارات دولار/404 مليارات درهم/. ومع ذلك، فهناك إمكانات هائلة لتوسيع التجارة الثنائية بشكل أكبر، والاستفادة من أوجه التعاون الحالية».
يُذكر أن المنتدى العالمي للأعمال لدول الآسيان جزء من سلسلة منتديات الأعمال العالمية الرائدة لغرفة دبي التي أطلقتها في عام 2013، والتي تركز على استكشاف الإمكانات والفرص الاقتصادية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
3300 شركة
قال معالي عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة غرف دبي: «تخطى عدد شركات دول منطقة الآسيان المسجلة في عضوية غرفة دبي والعاملة في الإمارة 3300 شركة بنمو نسبته 35.5% مقارنة بالعام 2018، وهو ما يعد دلالة قوية على أهمية سوق دبي وجاذبيتها للشركات من منطقة الآسيان التي تجد في الإمارة سوقاً واعداً بالفرص المتميزة لأنشطتها، ومركزاً استراتيجياً للتوسع وإدارة عملياتها في المنطقة».
وأضاف معاليه: «بلغ حجم التجارة غير النفطيةِ بين دبي والآسيان في السنوات الخمس الماضية قرابة 110 مليارات دولار (404 مليارات درهم)، ومع ذلك، فهناك إمكانات هائلة لتوسيع التجارة الثنائية بشكل أكبر، والاستفادة من أوجه التعاون الحالية».