سيد الحجار (أبوظبي)

أكد خبراء ومسؤولون بشركات نفط وغاز أن الإعلان عن زيادة احتياطيات الإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 111 مليار برميل نفط مكافئ و289 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، بما يعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في احتياطيات النفط، والسابع في احتياطيات الغاز الطبيعي، يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمورد عالمي موثوق للطاقة. وقالوا لـ «الاتحاد» إن تزامن زيادة احتياطات النفط والغاز، مع الكشف عن إطلاق شراكة إستراتيجية بين «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» لامتلاك حصةً في «مصدر» بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، يمثل نقلة نوعية ومرحلة جديدة في مسيرة تنويع مصادر الطاقة بالدولة، وتعزيز جهود الإمارات وأبوظبي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة وخفض الانبعاثات. وأكدوا أن اعتمد المجلس الأعلى للبترول، استراتيجية أدنوك في مجال قطاع الطاقة الجديدة، والتي تهدف للحد من البصمة الكربونية لعملياتها والاستفادة من فرص النمو بمجال الطاقة المتجددة والهيدروجين وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون، فضلا عن تأكيد الإمارات على استمرار نهجها في تحقيق أمن الطاقة العالمي، بالتوافق مع تقليل الانبعاثات الكربونية، يكرس مكانة الدولة الرائدة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين النمو المستدام وحماية البيئة، لاسيما مع الإعلان مؤخرا عن فوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» عام 2023.

  • شامس الظاهري

مورد موثوق
وقال شامس بن علي خلفان الظاهري، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، العضو المنتدب لمجموعة شركات علي وأولاده، أن زيادة الاحتياطيات للإمارات بواقع 4 مليارات برميل نفطـ و16 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، لتصل إلى 111 مليار برميل نفط مكافئ و289 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، بما يعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في احتياطيات النفط، والسابع في احتياطيات الغاز الطبيعي، يسهم  في ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة كمورد عامي موثوق للطاقة، ما يكرس مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة العالمي.
وأشار إلى أهمية هذه الإضافات الجديدة إلى الاحتياطيات الوطنية من الموارد الهيدروكربونية، لاسيما أنها تأتي عقب إعلان أدنوك العام الماضي عن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية بحوالي 22 مليار برميل، وزيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل، كما أعلنت أدنوك في 2019 عن زيادات في الاحتياطيات الهيدروكربونية بمقدار 7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، و160 تريليون قدم مكعبة قياسية من موارد الغاز غير التقليدية القابلة للاستخلاص، وهو ما يبرز مواصلة أدنوك تطوير أعمالها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج. 
وأوضح الظاهري أن دعم القيادة الرشيدة لتطوير قطاع الطاقة بالإمارات، يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة بالدولة خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن اعتماد خطط تطوير قطاع النفط واستثمار موارد الطاقة سينعكس بالإيجاب على دعم النشاط الاقتصادي بمختلف القطاعات الاقتصادية.
وأشار الظاهري إلى أن تزامن الكشف عن زيادة احتياطات النفط والغاز، مع إطلاق شراكة إستراتيجية بين «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» لامتلاك حصةً في «مصدر» بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، يمثل نقلة نوعية ومرحلة جديدة في مسيرة تنويع مصادر الطاقة بالإمارات، وتعزيز جهودها لمواكبة التحول في قطاع الطاقة وخفض الانبعاثات.
وأضاف أن اعتماد المجلس الأعلى للبترول، أيضا استراتيجية أدنوك في مجال قطاع الطاقة الجديدة، والتي تهدف للحد من البصمة الكربونية لعملياتها والاستفادة من فرص النمو والتطور في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون، فضلا عن تأكيد الإمارات على استمرار نهجها في تحقيق أمن الطاقة العالمي، بالتوافق مع تقليل الانبعاثات الكربونية، يكرس مكانة الإمارات الرائدة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين النمو المستدام وحماية البيئة.

  • أسامة سعيد

زيادة الاستثمارات
بدوره، أشار أحمد رحمة المسعود نائب رئيس شركة «المسعود» للنفط والغاز إلى أن اعتماد المجلس الأعلى للبترول خطة عمل أدنوك لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 466 مليار درهم  للسنوات الخمس القادمة، وسعي الشركة لزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام وتطوير وتوسعة محفظة أعمالها في مجال التكرير والتصنيع والتسويق والبتروكيماويات، وتحقيق أهدافها في مجال إنتاج الوقود منخفض الكربون والطاقة النظيفة، يسهم في دعم الأعمال بقطاع النفط والغاز، بما ينعكس بالإيجاب على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أن المبادرات التي أقرتها «أدنوك» مؤخرا لضمان مواكبة أعمالها للتحول في قطاع الطاقة، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز شراكاتها في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين، يعزز من دورها في تحفيز النمو الاقتصادي، ودعم استراتيجية الدولة فيما يتعلق بتحقيق التنوع الاقتصادي.
وأوضح المسعود أن العام الحالي شهد تحقيق أدنوك للعديد من الإنجازات بداية من إطلاق العقود الآجلة لخام مربان وبدء تداولها في «بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة»، مطلع العام الحالي، ثم تنفيذ الاكتتاب بشركتي «أدنوك للحفر» و«فرتيجلوب» ببورصة أبوظبي، بجانب إطلاق شراكات استراتيجية كبرى منها شراكة بقيمة 22 مليار درهم مع شركة بورياليس لبناء بروج «4» في إطار سعيها المستمر لتوسيع عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات، فضلا عن شراكة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة مع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، وشراكة استراتيجية في الطاقة النظيفة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، وهو ما يسهم في تحقيق قيمة مستدامة للاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة للقطاع الخاص المحلي.

  • أحمد المسعود

فرص الأعمال 
 من جانبه، أوضح أسامة سعيد المدير العام لمجموعة بن حمودة للتجارة والخدمات العامة، أن استهداف «أدنوك» إعادة توجيه أكثر من 160 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2022 و2026، وذلك من خلال برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة، يسهم  في توفير المزيد من فرص الأعمال للقطاع الخاص، وتوفير فرص عمل لمواطني الدولة من أصحاب المهارات والكفاءات.
وأكد أن نجاح برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة في إعادة توجيه 105 مليارات درهم إلى الاقتصاد المحلي وتوفير أكثر من 3000 وظيفة للمواطنين من أصحاب المهارات والكفاءات في القطاع الخاص بما في ذلك أكثر من 1000 وظيفة خلال هذا العام وذلك منذ إطلاقه عام 2018، يبرز أهمية البرنامج في تعزيز أعمال الشركات بالسوق المحلي، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.
وأشار سعيد إلى أهمية تأكيد أدنوك على الاستفادة من الفرص التي تتيحها مرحلة التحول في قطاع الطاقة، مع التركيز على تعزيز مكانتها ضمن منتجي النفط والغاز الأقل تكلفة في الإنتاج والأقل كثافة في انبعاثات الكربون في العالم، يمثل مرحلة مهمة في مسيرة الشركة لتطوير نموذج أعمالها لضمان مواكبة المستقبل.

خفض الانبعاثات
أوضح الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز إن إطلاق شراكة إستراتيجية بين «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» لامتلاك حصةً في «مصدر» بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، يكرس مكانة الإمارات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، ودورها في تحقيق الحياد المناخي، وإيجاد حلول مبتكرة لتأمين مستقبل منخفض الكربون، لاسيما في ظل تزامن ذلك مع استعداد الإمارات لاستضافة الدورة 28 من مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي «كوب 28»عام 2023.
وأكد أهمية هذه الخطوة في تعزيز جهود دولة الإمارات وأبوظبي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة وخفض الانبعاثات، وتعزيز دور الدولة الريادي في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وقال العامري إن توحيد جهود الشركات الثلاث بدمج محافظها الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر تحت مظلة «مصدر»، واستهداف زيادة إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 50 جيجاواط بحلول عام 2030، يسهم في خلق كيان عملاق ورائد في مجال الطاقة النظيفة في العالم.
وأكد أهمية الشراكة في حلق فرص جديدة  للنمو بمجال الطاقة المتجددة والهيدروجين، مع تقديم نموذج جديد يحقق قيمة إضافية بقطاع الطاقة، موضحا أن الشراكة تبرز حرص الإمارات على مواصلة البحث عن وسائل مبتكرة لإنتاج الطاقة النظيفة، ويدعم رؤيتها كدولة رائدة في مجال التصدي للتغير المناخي.
وأكد أن تركيز الشراكة الجديدة على مجالين رئيسيين هما الطاقة المتجددة و«الهيدروجين الأخضر»،  يواكب متغيرات التحول بقطاع الطاقة، ويؤكد  مكانة الإمارات الرائدة في القطاع، ونجاحها في تحقيق التوازن بين النمو المستدام وحماية المناخ، وقدرتها على ابتكار الحلول العملية لخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتوافق مع مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.