دبي (رامي عايش)

مع اقترابها من موعد احتفالها بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، تواصل الدولة ترسيخ نهجها الإنساني والإغاثي والخيري للنهوض بالإنسان أينما كان، دون النظر إلى عرق أو دين أو لون، في سياق من المتابعة الحثيثة للصعوبات التي تعترض البشرية في مجالات عدة، منها ما هو طارئ، ومنها ما هو مستقر، مثل مشكلات الجوع والفقر والمرض والجهل. ويأتي اهتمام الدولة، هنا، منسجماً مع مسيرة الوطن الحافلة بالإنجازات تحكمها مبادئ أساسية تعكس الرؤية الحكيمة للحاضر والمستقبل الإمارات، ولدور الدولة المركزي في مجال المسؤولية الإنسانية، وأهمية ذلك في الثقافة الوطنية.

اقرأ أيضاً:
مبادئ الخمسين.. المبدأ الأول: «تقوية الاتحاد».. الأولوية الكبرى
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ2: اقتصاد الإمارات في الخمسين.. الأفضل والأنشط بالعالم
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ3: الدبلوماسية الإماراتية.. قوة دفع للمصالح الاقتصادية الوطنية
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ4: بناء المهارات واستقطاب الموهوبين ضمان تمكين اقتصاد المعرفة
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ5: «حسن الجوار».. بوصلة الإمارات لترسيخ الاستقرار والازدهار
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ6: الإمارات.. سجل حافل بالإنجازات ومكانة دولية عابرة للقارات
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ7: التفوق الرقمي.. خطط استراتيجية وطريق إلى المستقبل
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ8: قيم التعايش تعزز مكانة الإمارات وجهة للإقامة والعمل والاستثمار
مبادئ الخمسين.. المبدأ الـ10: السلام.. حاجة ملحّة للبشرية وسياستنا حق وعدل

ولو توقفنا قليلاً عند المبدأ التاسع من وثيقة مبادئ الخمسين، الذي ينص على أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات»، لوجدناه يمثل سمو رؤية الدولة المنسجمة مع تعاليم ديننا الحنيف وقيم المجتمع الإماراتي والموروث الحضاري التاريخي، في إطار إنسانية خالصة نقية، متجردة من الفروقات الدينية والقومية والعرقية وبعيدة عن المصالح الضيقة.

  • حمد الشيباني

قيم مستدامة
الدكتور حمد الشيباني، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، مؤمن بحرص الجميع في الدولة، قيادة ومؤسسات أهلية، وأفراداً وقطاعاً خاصاً، على استدامة القيم الإنسانية والخيرية، وما يتعلق بقيم التسامح والتعايش التي تتبناها، من خلال المحافظة على ممارسات وسلوكيات «نعتز بها وتشكل ثوابت العمل الوطني التي أرساها الآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم، خلال الخمسين عاماً الماضية، برؤية واضحة ومستمرة تدعمها قيادة حكيمة وشعب معطاء».
«الجميع، ومن بينهم دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي»، يقول الشيباني، «يسعون إلى غرس أهمية التكاتف ليكون الوطن نموذجاً في تنشئة أجيال المستقبل وتوعيتهم بدورهم الكبير والحيوي في الإسهام الكامل في مسيرة الوطن والتنمية والاستدامة، والتأقلم مع كافة تحديات الحاضر وتطورات المستقبل».
ومع بدء «الجائحة» الصحية العالمية، واصلت الدائرة جهودها في دعم التعليم والصحة والإسكان ودعم المشاريع الإنسانية في الدول المحتاجة والأقل حظاً، وغيرها من المبادرات الإنسانية والخيرية بأكثر من 336 مليون درهم. ويلاحظ الشيباني أن «التحديات العالمية ساهمت في تسريع صناعة وتحديث التكنولوجيات التي دعمت مختلف جوانب الأعمال الإنسانية والخيرية وطرق توفير خدماتها».

  • خلفان المزروعي

آفاق جديدة
تصور آخر لمستقبل دور الدولة في مجال العمل الإنساني خلال العقود الخمسة المقبلة، يقدمه المهندس خلفان خليفة المزروعي، رئيس مجلس إدارة جمعية دار البر، فيعبر عن ثقته بقدرة هذا القطاع على فتح آفاق جديدة وواسعة في مساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم، والأخذ بأياديهم نحو تنمية حقيقية تطبق شروط الاستدامة بموازاة عمل خيري إنساني داخل الدولة قائم على الابتكار والإبداع. ويأمل المهندس المزروعي بالتحول نحو العمل الخيري المبني على المعرفة والبحث العلمي والدراسات التخصصية، وتطوير أقسام البحث والدراسات في الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإماراتية، وتكليفها ببناء واعتماد الخطط العلمية لعمل ومشاريع ومبادرات مؤسساتها، وتعزيز برامج تدريب القوى العاملة في هذا القطاع الفاعل وبالغ الأهمية، ليصبح العاملون والقائمون عليه من أصحاب الكفاءة والتخصص.

  • محمد المهيري

بوصلة وطنية
نظرة أخرى تقول إن «مؤسسات العمل الإنساني الوطنية تسعى إلى توطيد قيم أثبتت حضورها الفاعل واللافت في سياسة الإمارات ونهجها»، هذا ما يراه الدكتور محمد سهيل المهيري، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لجمعية دار البر، وينطلق في رأيه هذا من أن رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة تستند إلى إرث متجذر في الثقافة الإماراتية، وبعد معاصر، ينهض على مقومات الإبداع والذكاء الاصطناعي والخدمات الذكية ومبادئ التسامح والوسطية والاعتدال.
ويرى المتحدث أن المبادئ العشرة لدولة الإمارات، خلال الخمسين عاماً المقبلة، بوصلة وطنية لا محيد عنها، ومرجع لجميع المؤسسات الوطنية، لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً.

  • أحمد مسمار

ترابط وتشارك
من جانبه، يرى أحمد مسمار، أمين السر العام لجمعية دبي الخيرية، أن المبدأ التاسع «راقٍ وحضاري، يرسخ مكانة الدولة في مجال العمل الإغاثي والمسؤولية الإنسانية، ويعزز مركزها في الصدارة من حيث تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعوب المحتاجة وقت الأزمات والكوارث والنزاعات، مثلما يعكس عمق الترابط والتشارك بين الجميع قيادة وشعباً ومؤسسات أهلية وخاصة وأفراداً». و«تخصيص بند للمساعدات الإنسانية للدول، ضمن المبادئ العشرة، هو خير دليل على حرص قيادتنا الرشيدة على توفير الحياة الكريمة لجميع شعوب الأرض»، يقول مسمار، مضيفاً أن العمل الخيري الذي تقوم به الإمارات «في توسع وازدياد».