إبراهيم سليم (أبوظبي)

انطلقت، أمس، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الفعاليات الرسمية للنسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
وأكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمتها الافتتاحية، أن الإمارات ستعمل على زيادة استثماراتها في مجال الزراعة الذكية مناخياً بقيمة مليار دولار من إجمالي 4 مليارات دولار. ولفتت إلى أن دولة الإمارات، بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، كانت سباقة في وضع استراتيجيات فعالة لتعزيز قدرات إنتاج الغذاء بشكل مستدام، والتوسع في تبني نظم الزراعة الحديثة، وتحفيز القطاع الخاص وجهات التمويل ورواد الأعمال على الاستثمار في النظم الحديثة.
وقالت معاليها: «إن دولة الإمارات أطلقت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، وتعمل على دعم توظيف التكنولوجيا والحلول الابتكارية في قطاع الزراعة، وتبني ممارسات مستدامة في إنتاج واستهلاك الغذاء؛ بهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد للأمن الغذائي القائم على الابتكار بحلول 2051»، موضحة أن الإمارات من منطلق دورها الإقليمي والدولي نجحت في إطلاق مبادرة  «الابتكار الزراعي للمناخ»، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية وبتأييد أكثر من ثلاثين دولة وحوالي 50 منظمة غير حكومية، وذلك خلال المؤتمر العالمي COP26.

  • مريم المهيري متحدثة خلال المؤتمر (تصوير: وليد أبو حمزة)

وأشارت إلى أن الإمارات ستعمل على زيادة استثماراتها في مجال الزراعة الذكية مناخياً بقيمة مليار دولار من إجمالي 4 مليارات دولار تستهدفها المبادرة لخلق حركة استثمارية عالمية، لافتة إلى أن أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي يوفر منصة لاستقطاب وجذب المزيد من الابتكارات والحلول التقنية لتعزيز أمننا الغذائي وتعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار.
من جانبه، أكد سعيد البحري العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أن تنظيم أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي، واستضافة كوكبة من الخبراء والأكاديميين والتنفيذيين المعنيين بقضايا الاستدامة الزراعية والغذائية حول العالم، تؤكد مكانة أبوظبي بوصفها المدينة الأكثر حيوية وديناميكية في المنطقة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما تؤكد عمق الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تضع رفاهية الإنسان وجودة الحياة في صدارة الأولويات الحكومية، وأن أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي 2021 يُعد الحدث الأكبر للزراعة المستدامة، والأمن الغذائي في المنطقة، وتنسجم فعالياته مع استراتيجية إمارة أبوظبي لتحقيق الريادة العالمية في الأمن الغذائي، وتأكيد دورها الرائد لتطوير أطر فعالة للتعاون مع الشركاء الدوليين في مجال الزراعة والغذاء.
وعبر عن سعادته بتزامن انطلاق أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي مع إطلاق المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واختيار الإمارات لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP-28) عام 2023 نظراً لأهمية قطاع الزراعة في ملف التغير المناخي.
وأكد أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تبذل قصارى جهدها من أجل استدامة قطاع الزراعة، وتعزيز الأمن الغذائي والحيوي في إمارة أبوظبي، حيث تعمل بتوجيه ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة «الهيئة» على تحديث أنظمة الزراعة وتحسين إنتاجية المزارع، وتشجيع المزارعين ومربي الثروة الحيوانية على تبني تطبيق أفضل الممارسات المتوافقة مع مبادئ الاستدامة الزراعية.
وأشار إلى أن «الهيئة» تعلق أمالاً كبيرة على مخرجات أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي لاستشراف مستقبل أفضل لمختلف القطاعات المتصلة بالزراعة وإنتاج الغذاء، وتحقيق التنمية المستدامة في الإمارات والمنطقة، من خلال نقل المعرفة، وترسيخ الشراكات الدولية الرامية لإرساء نظم غذائية مستدامة ومعالجة التحديات التي تواجه الزراعة.
وتحدث الدكتور خيدو مارتين لاندير، نائب وزير الزراعة والطبيعة وجودة الغذاء في مملكة هولندا عن أهمية العناية بالإنتاج المحلي الزراعي، مشيراً إلى أن أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي يشكل منصة عالمية رائدة لتعزيز التعاون في مجال الابتكار الزراعي، وتتطلع هولندا إلى تطوير تعاونها مع دولة الإمارات في هذا المجال.

  • مريم المهيري وسعيد العامري وجانب من الحضور خلال افتتاح المؤتمر


وأشار إلى أن التحديات التي تواجه قطاع الزراعة يمكن التغلب عليها من خلال العمل المشترك والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي، وتبني حلول مستدامة مبتكرة تسهم في تطوير الممارسات الزراعية المستخدمة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على البيئة، وذكر أن اللجنة المشتركة الإماراتية الهولندية ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين بالمجالات كافة، يتطلع البلدان إلى اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز شراكتهما ومواجهة تحديات الأمن الغذائي ونشر الممارسات الزراعية المبتكرة.
وأكد مارتين  أنه سعيد بوجوده بالمؤتمر الذي ينظم في أبوظبي والذي يعكس روح الريادة لدولة الإمارات، وأكد ضرورة احترام البيئة والحفاظ عليها، وأهمية إعادة النظر في نمط إنتاج واستهلاك الغذاء عالمياً والحد من هدره، موضحاً أن هولندا تستخدم أنماطاً تعمل على الاستفادة من المنتجات الزراعية والحد من هدرها، سواء قبل الحصاد أو عند الاستهلاك، مشيراً إلى أن صادرات هولندا من المنتجات الزراعية بلغت عدة مليارات العام الماضي، وأن إجمالي الصادرات الهولندية فقط من الطماطم بلغت 1.7 مليار يورو العام الماضي، وأوضح أنه يمكن بالتعاون بين هولندا والإمارات وزراعة مختلف أنواع الطماطم في الإمارات والتغلب على التحديات باستخدام التكنولوجيا والاستعانة بالبحوث في تحقيق ذلك، وقال إن الحرص على حياة جيدة للمواشي مهم للغاية، ولدينا استعداد للشراكة خاصة مع أبوظبي والعمل معاً لدفعة قوية.

تربية النحل وإنتاج العسل 
تحدث الشيخ المهندس سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة رئيس شركة «ون هايف» المختصة في إنتاج وتطوير نحل العسل، عن أن النهوض بتربية النحل وإنتاج العسل يحقق أهدفاً بيئية واقتصادية، حيث إن النحل مسؤول عن تلقيح نحو 71 نوعاً من المحاصيل الزراعية التي تضمن توفير ثلثي الطعام الذي نأكله.  وأوضح، خلال كلمته في افتتاح الأسبوع، أن سوق إنتاج العسل ينمو بصورة متسارعة، حيث يتوقع أن ينمو بنسبة 4.8% ليصل إلى حوالي 10 مليارات دولار بحلول عام 2026، محذراً من خطورة انتشار ظاهرة غش العسل والتي تؤثر سلباً على هذا القطاع الحيوي والمهم للأمن الغذائي. وحذر القاسمي من المخاطر التي تتهدد نحل العسل، وأن تقارير دولية ومراكز بحثية كشفت عن احتمالية تعرض النحل للانقراض، بسبب الكيماويات والآثار البيئية الضارة، وكذلك القطع الجائر للأشجار، ومن الجيد أن يناقش المؤتمر التحديات التي تواجه هذا القطاع البيئي المهم للإنسان والحيوان، إذ إن النحل يحقق التنمية المستدامة للإنتاج الزراعي كونه المسؤول الأبرز عن تلقيح النباتات، مشدداً على أن البشرية عليها دور مهم نجاه البيئة وتجاه النحل، وأن عدم التدخل يؤدي إلى مخاطر على البشر وعلى البيئة، إذ إن النحل والحشرات الأخرى التابعة لا غنى عنها لضمان التنوع البيولوجي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

  • مريم المهيري تستمع لشرح من أحد المشاركين

«سلال»
أشار المهندس جمال سالم الظاهري الرئيس التنفيذي لشركة «سلال» إلى أن الشركة تأسست لدعم جهود حكومة أبوظبي في تأمين الإمداد الغذائي، ودعم استراتيجية الأمن الغذائي للدولة وتأمين غذاء آمن ومستدام، من خلال زيادة أنواع المحاصيل الزراعية، وإدارة وضمان استدامة المخزون الاحتياطي الاستراتيجي من المواد الغذائية، والاستفادة من الكفاءات المتميزة والتقنيات الزراعية المتقدمة لتوفير المنتجات الغذائية الصحية والآمنة ذات الجودة العالیة.
وذكر أن «سلال» تعاقدت مع أكثر من 900 مزارع في إمارة أبوظبي بزيادة 60% مقارنة بالموسم السابق، مما أسهم في زيادة كمية المحاصيل الزراعية المحلية بنسبة تصل إلى 35% خلال الموسم الزراعي الحالي، كما أطلقت الشركة علامتها التجارية الجديدة «سلال فرش» تحت شعار «زرعت في الإمارات بكل فخر» لتوفر من خلالها 60 صنفاً من المنتجات الزراعية المحلیة الطازجة للمستهلكين في غضون 24 ساعة من حصادها.
ويتضمن «أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي» عدداً من الفعاليات المتصلة بقضايا الاستدامة الزراعية، الأمن الغذائي والحيوي، ومشاركات من جامعة الإمارات وجامعة خليفة، وأكاديمية العلوم الزراعية كإحدى مبادرات الوزارة، بالإضافة إلى سلامة الغذاء وجودته، منها «مؤتمر أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي»، وحفل توزيع مسابقة أفضل عسل برعاية مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، وجوائز الشيخ سالم بن سلطان القاسمي في مجال تربية النحل وإنتاج العسل.
ويستضيف الأسبوع معرض «فيف الشرق الأوسط وأفريقيا للإنتاج الحيواني»، والخاصّ بتنمية الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان والدواجن وبيض المائدة، كما يستضيف عدداً من الخبراء والأكاديميين والباحثين الذين يقدمون أوراق عمل متنوعة تناقش قضايا الزراعة والغذاء، حيث يتحدث خلال فعاليات الأسبوع المتنوعة أكثر من 100 متحدث محلي ودولي.