هالة الخياط (أبوظبي)

 شهدت قمة أبوظبي للمدينة الذكية الإعلان عن تاكسي ذاتية القيادة سيتم تشغيلها اليوم في جزيرة ياس كمرحلة تجريبية، ليتم تعميم التجربة خلال العام المقبل لتشمل مناطق أخرى في إمارة أبوظبي.
وانطلقت أمس فعاليات الدورة الثانية لقمة أبوظبي للمدينة الذكية، تحت شعار «استشراف مدن المستقبل»، بمشاركة أكثر من 25 جهة حكومية محلية واتحادية، وحضور أكثر من 400 من الاختصاصيين، والمسؤولين، ورواد القطاع، وقادة الفكر وصناع القرار، بالإضافة إلى نخبة من المتحدثين الدوليين، لاستعراض أفضل الممارسات الخاصة بتطوير المدن الذكية وأهم التحديات التي تواجهها عالمياً.
قال معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد خلال كلمته الافتتاحية: إن قمة أبوظبي للمدن الذكية تعد قمة رائدة في تقديم حلول مبتكرة يتم العمل بها في دولة الإمارات وأبوظبي، والاستثمار لتوفير البنية التحتية الذكية، لتشكل تجربة رائدة عالمياً في تعزيز جودة الحياة، من خلال تقديمها حلولاً ذكية تركيزها الأساسي خدمة المجتمع، وتقديم الخدمات الاستباقية في القطاعات الحيوية، والتي كان لها الأثر الكبير في نجاح دولة الإمارات في التصدي لتبعات جائحة كوفيد- 19».
وأشار إلى أن هناك دراسات تحدثت عن تجربة دولة الإمارات في تطبيق التقنيات الذكية والبنية التحتية وغيرها، وكلها استثمارات للمستقبل».

  • جانب من الحضور خلال افتتاح القمة (تصوير: علي عبيدو)

وقال معالي فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل: «لا شك أنّ المرحلة الأخيرة، وما شهده العالم من أحداث.. قد غيرت الموازين، ورسمت تطلعات جديدة للرؤى الحكومية حول العالم، مما شكل حافزاً إضافياً لنا، لاختبار الإمكانات كافة وأحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي، لنقوم بتوظيفها لخدمة الشعوب، في وقت نشهد فيه مرحلة غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث، تدعونا جميعاً لإعادة تعريف أساليب حياتنا وأعمالنا، والتفكير والعمل الموحد... لابتكار أحدث التقنيات في سبيل الارتقاء بمجتمعاتنا واقتصاداتنا.»
وأشار معالي الأحبابي إلى أن القمة هذا العام، ستعزز تكاتف جهود الجهات الحكومية ومساهمتها الفاعلة على أرض الواقع، في تحويل مدن دولة الإمارات إلى مدن مستقبلية متناغمة ومتكاملة، من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في مجال المدن الذكية، بالإضافة إلى حشد الجهود والطاقات، وتحقيق شراكات فعالة وهادفة مع القطاع الخاص، لكي تغدو إمارة أبوظبي، سبّاقة في هذا المجال، ودعم رؤية قيادتنا الرشيدة في توظيف تقنيات المدن الذكية لتحقيق الاستدامة، والمساهمة في جهود مواجهة التغير المناخي، خصوصاً بالتزامن مع الاختيار المستحق لدولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 28».
وهنأت معالي جوزفين تيو، وزيرة الاتصالات والمعلومات في سنغافورة، خلال كلمتها الافتراضية دولة الإمارات باحتفالها باليوم الوطني الخمسين، وتحقيقها للعديد من الإنجازات على الصُعد كافة.
وقالت معاليها: «عندما نعمل في المدن الذكية، غالباً ما نفكر في التقنيات المتقدمة في المجالات الحيوية مثل قطاع الصحة الذكي، والمباني الذكية، والنقل الذكي. ولكن في بناء المدن الذكية، يجب أن نتذكر دائماً أن الأمر لا يتعلق فقط باستخدام أحدث التقنيات، ولكن علينا التأكد من إيجاد حلول لتحديات العالم الحقيقي التي تواجهها مدننا، وتحسين حياة مواطنينا ومساعدة أعمالنا على الازدهار». 

استشراف المستقبل 
وأكد اللواء مكتوم علي الشريفي مدير عام شرطة أبوظبي، أن ما يتحقق من إنجازات ثمرة للرعاية والدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. 
وأضاف: «يسعدنا في هذه القمة أن نستذكر واحداً من أبرز إنجازات أبوظبي في مواصلة التصدر لقائمة المدن الأكثر أماناً في العالم، وفقاً لمؤشر موقع Numbeo ليعكس إيجابياً ريادة وتميز مسيرة الخير والعطاء وتحقيق الإنجازات بمختلف المجالات مقارنة مع مؤشرات الدول المتقدمة عالمياً. وأشار إلى أن منظومة المدينة الآمنة نجحت في تقديم خدمات مبتكرة للمتعاملين والموظفين ونزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية، حيث تشتمل على نحو 14 نظاماً تقنياً تتضمن أنظمة أمنية ومرورية تقوم على أسس التكامل والترابط ضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي». 
وقال المهندس حسن محمد جمعة المنصوري، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون البنية التحتية والنقل:«إن الإمارات تعد من الدول السباقة عالمياً في دعم منظومة التحول نحو المدن الذكية من خلال تطبيقها أفضل الممارسات العالمية عبر الاعتماد على منظومة الابتكار، والذكاء الاصطناعي، واستشراف المستقبل وتعزيز الإبداع في مختلف القطاعات، لا سيما المرتبطة بالمدن الذكية، التي تتماشى مع المستهدفات المستقبلية للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، واحتياجات أفراد المجتمع».

  • عمر العلماء يستمع إلى شرح حول أحدث التقنيات

الذكاء الاصطناعي 
وركزت أعمال اليوم الأول من قمة أبوظبي للمدينة الذكية على تقديم نظرة عامة استراتيجية على مخططات المدن الذكية في أبوظبي، تضمنت قائمة الموضوعات الرئيسة التي تمت مناقشتها مجموعة من الحوارات والنقاشات والعروض في مجالات تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في مدن المستقبل، ودوافع التحول نحو الابتكار، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحديات وتوظيف الحلول لخدمة المجتمعات.
وشهدت القمة عدة مشاركات من الشركات العالمية تتضمن الذكاء الاصطناعي ونظم السحابة، والجيل الخامس من أجل تمكين تحول المدن الذكية.
وسلطت شركة إنجازات، الشريك العام للقمة، الضوء على حلول المدن الذكية والحلول الصناعية التي تقدمها في قطاعات الأمن العام والنقل والرعاية الصحية. 
وقال أسامة ذهبية، الرئيس التنفيذي لإنجازات: «تفخر إنجازات، بصفتها شركة محلية رائدة في مجال التكنولوجيا، بالمساهمة في تحقيق أهداف أبوظبي في التحوّل إلى مدينة ذكية. وتتيح لنا التكنولوجيا والتحوّل الرقمي إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتنا ومساعدتها على الازدهار من خلال تحسين وظائف المدن ودعم النمو الاقتصادي وتحسين مختلف جوانب المعيشة. ولعبت هذه القمّة دوراً أساسياً في تسليط الضوء على التقدّم الذي يمكن تحقيقه من خلال المدن الذكية، والتأكيد على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص، لنتمكن معاً من رسم ملامح المستقبل والاستفادة من أفضل الممارسات والتقنيات، وتمكين الإنجاز البشري».

مذكرات تفاهم
وقعت دائرة البلديات والنقل على هامش فعاليات اليوم الأول من القمة، عدة مذكرات تفاهم مع كل من شركة بيانات، ومجموعة G42 وشركة هواوي إنترناشيونال كو. ضمن مساعي الدائرة الهادفة إلى دعم التعاون بينها وبين مؤسسات القطاع الخاص. وتهدف مذكرة التفاهم مع شركة بيانات، والتي وقعها كل من الدكتور عمر مبارك الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع شؤون التكنولوجيا بالإنابة - دائرة البلديات، وحسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات، التابعة لمجموعة G42، إلى وضع أسس التعاون بين الدائرة والشركة العالمية المتخصصة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبنية المؤسسية وإنترنت الأشياء في المدن الذكية، وذلك للمساهمة في عملية التحول الذكي لكافة الخدمات المقدمة في قطاعاتها. 
وترتكز مذكرة التفاهم مع شركة هواوي إنترناشيونال كو. ليمتد، والتي وقعها كل من الدكتور عمر الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع شؤون التكنولوجيا بالإنابة - دائرة البلديات، والسيد ليو جياوي الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في الإمارات، على وضع تدابير لزيادة الكفاءة في قطاعات تقنية المعلومات، والمدن الذكية، وأمن المعلومات على مستوى البلديات ومركز النقل وفق أفضل الممارسات العالمية، ووضع برامج تدريبية لرفع قدرات وكفاءات موظفي الدائرة والجهات التابعة لها، مع تقديم حلول مبتكرة على الأنظمة والتطبيقات والشبكات الذكية، وتطوير قطاعات تقنية المعلومات وأمن المعلومات، وبحث أطر دعم تطوير آليات تقديم خدمات البلديات والنقل وتعزيز مبادرات المدن الذكية.
ووقع كل من مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل، ومجموعة G4، مذكرة تفاهم تهدف إلى التعاون في مجال تطوير تقنيات الحوسبة السحابية الذكية لدعم التحول الرقمي في إمارة أبوظبي، وقعها كل من عبد الله محمد المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل، وصالح عبدالله العبودلي مدير عام G42 للحوسبة وG42 للاتصالات.

  • عقب توقيع إحدى مذكرات التفاهم

مركبات أجرة ذاتية القيادة 
كشف مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي بالتعاون مع شركة بيانات للخدمات المساحية، التابعة لمجموعة «42G » عن مركبات أجرة ذاتية القيادة لنقل الركاب في جزيرة ياس بمدينة أبوظبي للارتقاء بجودة خدمات النقل المتوفرة لقاطني جزيرة ياس وزوارها.
وقالت فاطمة الحنطوبي رئيس قسم تخطيط خدمات النقل بالإنابة من مركز النقل المتكامل: إن مركبات الأجرة ذاتية القيادة تخدم تسع مناطق جزيرة ياس منها الفنادق والمرافق العامة، مبينة أن الخدمة ستكون مجانية في المرحلة التجريبية.
وأشارت إلى أن مركبات الأجرة ذاتية القيادة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويتم استدعاء المركبة من خلال تطبيق ذكي، يتم إدخال رقم الهاتف واختيار نقطة الانطلاق والوصول وفترة انتظار التاكسي، بعدد خمس مركبات.
ولفتت الحنطوبي إلى أن خدمة المركبات ذاتية القيادة تعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة ثامنة مساء، والتجربة سيتم تعميمها لاحقاً على مناطق أخرى في إمارة أبوظبي العام المقبل.

 درون جوي
تعتزم شركة بيانات الأسبوع المقبل، إطلاق أول درون جوي عالي الارتفاع (HAPS) في منطقة الشرق الأوسط، ويحمل مستشعرات بيئية لتوفير معلومات آنية لدراسة المناخ وقياس الانبعاثات، بتكلفة أقل بنسبة 80% من إرسال الأقمار الصناعية التي تؤدي نفس المهام.
وقال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة «بيانات»: «تقنياً نحن جاهزون.. وننتظر الإجراءات التشريعية للإطلاق مع هيئة الطيران.. والهدف من هذه التقنية توفير بيانات دقيقة وآنية أثناء الزمن الفعلي لها بحيث ترفد الدراسات البيئية ببيانات أكبر وأدق لدراستها ومعالجتها».
وأضاف: أن دولة الإمارات تعد واحدة من ضمن الـ 10 دول الأوائل لاستخدام نظام الدرون الجوي عالي الارتفاع، وما يميزه أن عرضه يمتد لـ 14 متراً ويعمل بالطاقة الشمسية بالكامل وهو صديق للبيئة، حيث يقلع من الأرض إلى طبقة الستراتوسفير، بحيث يطير على علو 14 كيلومتراً أو 45 ألف قدم فيكون خارج نطاق المجال الجوي التجاري أو العسكري.