أكرم ألفي وأحمد عاطف (القاهرة)

أكدت معالي نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أن العلاقة الاستراتيجية الأخوية بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر أنموذجاً للعلاقات العربية - العربية، فهي قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والسعي الدائم لخدمة شعبي البلدين الشقيقين، موضحة أن هذه العلاقات تضرب بجذورها في عمق التاريخ دعماً للأمة العربية، وتحقيقاً للاستقرار في مختلف ربوع العالم.
وأشارت معاليها إلى أن أهذه العلاقات باتت سمة بارزة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) ودوره في زرع المحبة بين الشعبين ووصيته بمصر، مشددة على أن ما يتم من تعاون استراتيجي بين البلدين الشقيقين يترجم رؤية خلاقة للقيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، وحرصاً على تحقيق التكامل والتنسيق على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

 وحول دور وزارة الهجرة في دعم العلاقات الاستراتيجية «المصرية الإماراتية»، أوضحت معالي نبيلة مكرم في حوارها لـ«الاتحاد» أن وزارة الهجرة تهتم بالجانب الإنساني بشكل كبير، لافتة إلى أن ذلك قد ظهر جلياً في أزمة المصريين العالقين في الخارج خلال أزمة «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، مؤكدة إلى أن للإمارات دوراً كبيراً للغاية في حل هذه الأزمة وهو الذي لا تنساه مصر أبداً.
وأشارت الوزيرة المصرية أن الدور الإماراتي في حل الأزمة ظهر جلياً حينما اشترطت دول عربية بعدما تم فتح المجال الجوي بعد فترة إغلاق الجائحة أنها لن تستقبل المصريين إلا بعدما يمرون بدولة ترانزيت، ويقضون فترة الحجر الصحي بها، وهو ما استجابت الإمارات له بكل حب وترحاب، وكذلك عندما تكرر الأمر، وأغلقت إحدى الدول العربية المجال الجوي لها فما كان أمام المصريين إلا العودة من هناك إلى مصر مرة أخرى، إلا أن الإمارات حافظت عليهم واستضافتهم لحين انتهاء الأزمة، ومد فترة استضافة الشريحة الكبيرة من العمالة المصرية واعتبارهم ضيوفاً، وليسوا مهاجرين غير شرعيين، لافتاً إلى أن ذلك إن دل على شيء فإنه يدل على أن الإمارات تتخطى لقب الشقيقة والصديقة. 

الإمارات ومصر دولة واحدة
وأكدت أن المصريين بمجرد هبوط طائراتهم القادمة من أي مكان في العالم، سواء في الظروف العادية أو غير العادية كدولة «ترانزيت» قبل الوصول لمصر، أنهم في بلدهم الثاني، معتبرين أن الإمارات ومصر دولة واحدة، وهذه حقيقة تجسدها المواقف والأفعال دائماً.
وضربت الوزيرة المصرية مثلاً على اهتمام الدولة المصرية بأبنائها في الخارج، وكيف كانت العلاقات الإنسانية مع الإمارات دائماً حاضرة، موضحة أنه عندما أصيب مواطن مصري  «عامل النظافة» بأحد الملاعب في دبي وعانى سكتة دماغية، وناشد والده بعودته لمصر على «السوشيال ميديا»، وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي تم اتخاذ اللازم بشأن عودته للوطن، مشيدة بمواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» على استجابته الفورية، وتوجيهاته بتحمل نفقات سفر المواطن المصري، وتجهيز كل ما يلزم لعودته برعاية طبية متميزة لأسرته في مصر، وهو موقف من مواقف تاريخية ومشهودة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعباً، وأكدت الوزيرة أنها تكنّ لدولة الإمارات كل الحب والامتنان قائلة: «دبي وش السعد عليا.. بعد عامين من عملي هناك توليت وزارة الهجرة».
وهنأت الوزيرة دولة الإمارات على استضافة معرض «إكسبو 2020 دبي»، وحفل الافتتاح المبهر، وهذا الحضور العالمي للحدث الأبرز في القرن الحادي والعشرين، والذي يترجم مكانة دولة الإمارات وريادتها عالمياً، وكذلك الإقبال الكبير على الجناح المصري.
وأعربت الوزيرة عن اعتزازها بجهود المصريين في الخارج، وتلاحمهم الوطني مع مصر، مثمنة إبداعاتهم في جميع المجالات، وهو ما يؤكد دائماً مكانة مصر لدى الدول الشقيقة والصديقة.