سيد الحجار (أبوظبي)
تسهم «مصدر» بدور بارز في مكافحة آثار التغيّر المناخي، والحد من الانبعاثات الكربونية، ودعم نهج الإمارات في مجال الاستدامة والعمل المناخي والابتكار ونشر حلول الطاقة النظيفة، وذلك من خلال محفظة «مصدر» الواسعة والمتنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتي تتوزع على أكثر من 30 دولة حول العالم، باستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار، بقدرة إجمالية لتوليد 13 جيجاواط من الطاقة النظيفة.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» لـ «الاتحاد»: لطالما وضعت دولة الإمارات التغير المناخي في طليعة أهدافها وأولوياتها، توازياً مع التزامها بتنويع الاقتصاد وخلق فرص جديدة لتعزيز مزيج الطاقة، وبفضل رؤية القيادة الرشيدة، اعتمدت الإمارات نهجاً أكثر مراعاة للبيئة وأكثر دعماً للعمل المناخي، ووضعت أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتحول الطاقة، والاقتصاد الدائري، نصب أعينها وكانت من أوائل دول المنطقة الموقعة على اتفاق باريس للمناخ.
وأشار إلى أهمية مشاركة «مصدر» ضمن وفد دولة الإمارات إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 26»، لافتاً إلى الدور الريادي لدولة الإمارات في قضايا التغير المناخي، ومشاركتها الفاعلة في«كوب 26».
وقال الرمحي: رسخت «مصدر» موقعها في طليعة الجهود الإماراتية، وعزمت على المساهمة الفاعلة في دعم الجهود لمواجهة أزمة التغير المناخي من خلال تطوير مشاريع مبتكرة والاستثمار في تقنيات جديدة والسعي إلى تعزيز الابتكار، واليوم تساهم محفظة الشركة في تفادي إطلاق أكثر من 16 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وتنتشر مشاريعها في مختلف أرجاء العالم، مما يجعلها من أبرز المساهمين العالميين في جهود العمل المناخي وشريك وداعم رئيسي لجهود دولة الإمارات نحو عالم حيادي الكربون.
وتأسست شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» من قبل شركة مبادلة للاستثمار، قبل 15 عاماً برسالة واضحة ومحددة هي بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.
ومحلياً، استثمرت «مصدر» في حلول الطاقة الشمسية فأنجزت عام 2013 محطة «شمس» بقدرة 100 ميجاواط، واستكملت بنجاح المرحلة الثالثة من مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاواط في دبي. أما عالمياً، فقد أطلقت عام 2011 محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا. وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 200 ميجاواط في أذربيجان. وفازت بمناقصة تطوير أول مشروع مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص للطاقة الشمسية في جمهورية أوزبكستان بقدرة 100 ميجاواط. وفي مجال طاقة الرياح، أنشأت محطة «الطفيلة» لطاقة الرياح في الأردن، ومحطة «ظفار» في سلطنة عُمان، إلى جانب تطويرها حالياً لمحطة «دومة الجندل»، أول محطة لطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية. وعلى المستوى الدولي، أطلقت «مصدر» ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل «مصفوفة لندن»، ومحطة «هايويند سكوتلاند»، ومحطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية، ومحطة «شيبوك 1» في صربيا. وتباشر أيضاً الاستثمار في أستراليا، والهند، إلى جانب استحواذها على حصص في محطتين لطاقة الرياح داخل الولايات المتحدة الأميركية. وتقود «مصدر» مبادرات استكشاف سبل تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام لاستخدامات النقل والشحن والطيران، حيث أطلقت مبادرات نوعية لدعم تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أبوظبي ومن ضمنها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين. وتندرج هذه المبادرة في إطار «تحالف أبوظبي للهيدروجين» الذي تم تشكيله بموجب مذكرة تفاهم بين «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» والشركة القابضة ADQ، ويهدف إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات. كما أبرمت «مصدر» اتفاقيات تعاون مع «أدنوك» وشركة «بي بي» لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط. كما تحرص «مصدر» على تثقيف مختلف فئات الجمهور بموضوعات الاستدامة وأهمية التحول نحو الطاقة النظيفة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتساهم بدور حيوي في دفع جهود دولة الإمارات لتعزيز الحوار العالمي حول تغير المناخ، فدأبت منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية وإقامة الفعاليات والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، ولعل أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة، الحدث السنوي الرائد على مستوى العالم والذي يجمع كوكبة من القادة وخبراء القطاع لمناقشة القضايا المختلفة واتخاذ خطوات عملية لمعالجة أبرز التحديات العالمية.