غلاسكو (الاتحاد)

أطلقت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، من خلال جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، تقريراً علمياً بعنوان «تجسير الحدود»، وذلك ضمن مشاركتها في المؤتمر السادس والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26) والذي تستضيفه مدينة غلاسكو الإسكتلندية في الفترة من 31 أكتوبر، ولغاية 12 نوفمبر 2021. 
وتأتي المشاركة بتوجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، بحضور فريق الجائزة المشارك في المؤتمر إلى جانب عدد من الخبراء والمختصين المشاركين في إعداد التقرير، مثل الدكتورة ساندرا بيسيك مديرة شركة (3idtors B.V.) والدكتور بول ديسانكر، مدير إدارة الاستجابة، قسم التكيف مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. والسيدة كاترينا كولبرون لارسن، مديرة العمليات العالمية بشبكة مركز تكنولوجيا المناخ (CTCN).
وركز التقرير على كيف يمكن للتعاون الإقليمي الحيوي تحويل صناعة نخيل التمر إلى نموذج ناجح للاقتصاد الدائري، وبالتوازي مع عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 - 2030). وأشار التقرير إلى أهمية شجرة نخيل التمر كونها تعتبر مفتاحاً لمستقبل أكثر استدامة، بما تمثله هذه الشجرة من قيمة مضافة في امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي تقليل الآثار السلبية للتغير المناخي، حيث قام بإعداد هذا التقرير الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة، والدكتورة ساندرا بيسيك، بمشاركة 46 خبيراً ومنظمة دولية يمثلون 21 دولة بالعالم.
وقال الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة: إن هذا التقرير سوف يوفر إطاراً لمعالجة قضايا تغير المناخ الرئيسية مثل: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتنوع البيولوجي، والتصحر، والجفاف، وتدهور الأراضي، مع وجود نخيل التمر في صميم ثورة المناخ. كما تم تأطير هذا التقرير ضمن خمسة محاور رئيسية هي: الناس، الكوكب، الازدهار، السلام، والشراكات، وهي تشكل خطة التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة 2030. التقرير عبارة عن دعوة لعمل الهيئات الإدارية وقادة الصناعة للتعرف على أهمية شجرة نخيل التمر، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستخدامها كنقطة انطلاق لإحداث تغيير إيجابي لكل من الناس والكوكب، عبر العديد من القطاعات.
 
امتصاص ثاني أكسيد الكربون
كما ورد في التقرير، حيث يمكن لكل شجرة نخيل أن تمتص حوالي 200 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وهذا يعني أن 100 مليون شجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها القدرة على امتصاص حوالي 28.7 ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وأضاف الدكتور زايد بأن هذا التقرير يقدم لنا فرصة لإعادة بناء مجتمعنا واقتصادنا، فهو أكثر من مجرد بصيص من الأمل.

التعافي الأخضر
وتحدثت الدكتورة ساندرا بيسيك، عن فرص التعافي الأخضر بعد الوباء قائلة: «لقد كشف جائحة (كوفيد - 19) عن تحديات ما قبل «الجائحة» التي لم يتم حلها، والتي تنطوي على الأمن الغذائي الوطني للدول الفردية خلال عمليات الإغلاق الوطنية. لذلك، فإن السعي وراء نموذج تنموي مستدام ذاتياً يخدم صحة كوكب الأرض وصحة الإنسان. ولتحقيق ذلك، سيكون التعاون الإقليمي والدولي بين الشمال والجنوب وفيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي أمراً حاسماً، تماشياً مع الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي عند تنفيذ المبادرات المستدامة. نتيجة لذلك، نحث الحكومات وقادة الصناعة في جميع أنحاء العالم على قراءة التقرير والعمل معاً، واتخاذ الإجراء المناسب التي ستنقذ الأرواح وسبل العيش وكوكبنا بشكل أساسي».

التنوع الوراثي 
بسبب تنوعها الوراثي، تقاوم أشجار النخيل الظروف الجوية القاسية مثل الحرارة والجفاف والفيضانات، والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض غلات الحصاد وتدهور الموارد الطبيعية، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض. عند إدارتها بشكل مستدام، تعتبر النُظم البيئية لنخيل التمر حيوية في عكس اتجاه التصحر في المناطق الصحراوية، لأنها توفر الموئل والظل والحماية من الرياح والحرارة للأنواع الأخرى. وهذا هدف رئيسي للأمم المتحدة من إنشاء اتفاقية مكافحة التصحر، كما يمكن أن يلعب نخيل التمر دوراً رئيسياً في تقليل عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.