لمياء الهرمودي (الشارقة)

 كشف علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص لـ«الاتحاد» عن عددٍ من المشاريع التطويرية التي أطلقتها «الهيئة» منذ تدشينها والتي يصل عددها إلى خمسة مشاريع رئيسية، وهي: مدرستي أجمل، والمنصات الإلكترونية، وتقييم منظومة التعلم عن بُعد، وكلنا شركاء، وأولادكم في مأمن.
وقال: لكل مشروع هدف وأجندة خاصة تهدف إلى خدمة القطاعات التي تغطيها «الهيئة»، فمشروع «مدرستي أجمل»، رُصدت فيه جهود هيئة الشارقة للتعليم الخاص في تطوير وصيانة المدارس الخاصة، وتهيئة أفضل بيئة تعليمية لطلبة المدارس الخاصة. أما مشروع المنصات الإلكترونية والتي تضم: دليل، وتمام، وإتقان، وأولادكم في مأمن، فهذه المنصات تخدم المجتمع التعليمي والارتقاء بمنظومة التعليم الخاص.
وفيما يتعلق بمشروع تقييم منظومة التعلم عن بُعد، فيتم فيه تقييم الخدمات التعليمية التي تقدمها المدارس عن بُعد في ظل جائحة «كورونا»، أما مشروع «كلنا شركاء» والذي جاء بالتعاون مع الجهات الحكومية بهدف متابعة امتثالها للاشتراطات والمعايير الرقابية والنظم واللوائح، وذلك لتحسين صورة البيئة المدرسية. بالإضافة إلى مشروع «أولادكم في مأمن»، الذي يقوم على تتبع أولياء الأمور للطلبة في الحافلات المدرسية أثناء رحلة الذهاب والعودة من وإلى المدرسة.
وتابع: «يعتبر مشروع تتبع الحافلة المدرسية من المشاريع المميزة لـ(الهيئة)، وتم بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعمل هذا المشروع ليطمئن الأهالي على سلامة الطلاب في الحافلات المدرسية، إذ يهدف لمراقبة عملية النقل المدرسي، وذلك لضمان توفير خدمة نقل مدرسي أكثر أمناً، وهي ترجمة واقعية لمقولة صاحب السمو (اطمئنوا فأنتم في حضنٍ دافئ)».

 


وأضاف: «تستفيد 122 مدرسة من المدارس الخاصة التابعة لهيئة الشارقة للتعليم الخاص من مبادرة «أولادكم في مأمن»، والمعنية بتتبع أولياء الأمور للطلبة في الحافلات المدرسية أثناء رحلة الذهاب والعودة من وإلى المدرسة، بالإضافة إلى مراقبة الحافلات والأنظمة التقنية والإجراءات المتبعة، بالإضافة إلى ذلك يستطيع أولياء الأمور متابعة وجود أبنائهم في كل مراحل ذهابهم وعودتهم من خلال التطبيق الذكي «مأمن» والذي تقوم به مشرفة الحافلة بتسجيل صعود ونزول الطلبة من الحافلة باستخدام التطبيق والجهاز اللوحي الخاص بها، مما يتيح لأولياء الأمور الاطلاع عليها مباشرةً والاطمئنان على سلامة أولادهم، كما تتم مراقبة ومتابعة جميع هذه العمليات من خلال غرفة عمليات وتحكم في مقر هيئة الشارقة للتعليم الخاص، المزودة بأربع شاشات، حيث إن كل شاشة مختصة في جزئية معينة، ويقوم من خلالها الموظفون المختصون بمراقبة الأداء والبيانات لكافة الحافلات في إمارة الشارقة. 

خدمات
وقال: تقدم «الهيئة» العديد من الخدمات للإدارات المدرسية، من أبرزها: خدمة التراخيص المهنية، وهي عبارة عن إصدار إخطارات التعيين للعاملين - إصدار خطاب تأشيرة العمل، وتصريح العمل، وبطاقة العمل، بالإضافة إلى اعتماد شهادة لمن يهمه الأمر، والاستمرار في العمل، فضلاً عن تقديم الاستشارات الفنية وتلقي الملاحظات، كما تقوم أكاديمية الشارقة للتعليم التابعة لـ«الهيئة» بتقديم ورش تدريبية للكادر الإداري والتدريسي، فضلاً عن منصة «تمام»، والتي تقوم على تنظيم التراخيص المؤسسية، وخدمات التراخيص المهنية للعاملين بالمؤسسات التعليمية، فضلاً عن خدمة التواصل والاعتماد الفني.
وأشار إلى أنه يمكن لأولياء الأمور، من خلال «الهيئة»، القيام باعتماد تسجيل الطلاب «على نظام دليل والمنهل»، والمصادقة على الشهادات «الشهادة - التسلسل الدراسي»، كما تقوم «الهيئة» بالرد على الاستفسارات كافة من قبل أولياء الأمور. 
وأوضح أن دور فرق الرقابة التي تم إنشاؤها في فترة الوباء، والتي تندرج وظائفها في جانب التوعية والتثقيف المستمر للطلبة والعاملين وأولياء الأمور بالاشتراطات الاحترازية وضرورة تتبع القوانين والأخبار من المصادر الرسمية الصحيحة للدولة، والزيارات الرقابية الميدانية على المؤسسات التعليمية الخاصة بإمارة الشارقة للتحقق من امتثالها للبنود الرقابية والاشتراطات الوقائية في «كوفيد - 19»، وإصدار الاستمارات الرقابية المتضمنة للبنود والاشتراطات الصحية والوقائية. فضلاً عن إعداد الدليل الإرشادي لتحقيق العودة الآمنة للطلبة، وتنظيم عمليات التعليم وتوفير البيئات التعليمية الآمنة.
وفيما يتعلق بالتحول الإلكتروني، فقد أكد الحوسني أن «الهيئة» استطاعت تحقيق هذا التحول، ونقل جميع خدماتها لتصبح إلكترونية وقال: انتهجت «الهيئة»، منذ إنشائها وقبل «الجائحة»، منهج دولة الإمارات العربية المتحدة، بتحويل جميع خدماتها إلى خدمات إلكترونية، لا تعتمد فقط على الرسائل الإلكترونية البريدية، وإنما منصات متخصصة لخدمة المتعاملين والمستفيدين، ولم تكتفِ بذلك فحسب، وإنما ساعدت المدارس على تقديم خدمات إلكترونية أفضل للطلاب.
وقال: إن الخدمات التي قدمتها «الهيئة» للمؤسسات التعليمية والعاملين فيها كانت ابتداءً عن طريق منصة «تمام» التي تخدم المستثمر وجميع العاملين في المؤسسة التعليمية، سواء كانت على نطاق المؤسسي كإصدار الرخص أو على نطاق العاملين كإصدار الإخطارات ورسائل الخبرة لمن يهمه الأمر. أما عن خدمات متابعة التعليم لأولادنا الطلاب، فقد قدمت «الهيئة» للمؤسسات التعليمية منصة «دليل» والتي من خلالها تتمكن المؤسسات التعليمية من متابعة تحصيل التعليم من تسجيل الطالب في المؤسسة التعليمية وحضوره وغيابه ودرجاته، إلى انتهاء العام الأكاديمي وصدور الشهادة أو طلبات الانتقال. إن «الهيئة» سمحت للمؤسسات التعليمية بتقديم طلب التصديق على الشهادات وطلبات الانتقال إلكترونياً لـ«الهيئة»، ويتم التصديق عليها إلكترونياً، وذلك تسهيلاً على ولي الأمر ليتسلم شهادة مصدقة من «الهيئة». 
وأضاف: لم تنسَ «الهيئة» أن أمان أولادنا الطلاب هو من أهم أولوياتنا، فقدمت «الهيئة» للمؤسسات التعليمية منصة «أولاكم في مأمن» والتي من خلالها تساعد «الهيئة» المؤسسة التعليمية لترتقي بنظام مراقبة تحرك الحافلات وتسجيل ركوب وانصراف الطلاب وسير الحافلات، وامتدت الخدمة ليتمكن كل ولي أمر من متابعة أولاده بشكل آني وعن طريق برنامج في هاتفه، ومن خلالها يمكن التواصل من مراكز الاستجابة والمتابعة الموجودة في كل من المؤسسة التعليمية أو الهيئة.

تواصل
وقال: لم تغفل «الهيئة» تقييم المدارس، فقد قدمت للمدارس منصة «إتقان» لرفع والتواصل مع المقيمين مع نهاية كل عام أكاديمي، ويتم رفع نتائج التقييم على صفحة «الهيئة» الإلكترونية مع معلومات المدارس وموقعهم الجغرافي في الإمارة، ولضمان التواصل السريع مع المؤسسات التعليمية فقد أنشأت «الهيئة» لكل مؤسسة تعليمية بريداً إلكترونياً موثقاً من «الهيئة»، بالإضافة لمنصة «زاجل» التي من خلالها يتم التواصل الرسمي مع المؤسسات التعليمية في جميع الطلبات الرسمية، وتم إنشاء مجموعات في برنامج «واتس أب» يتم التواصل مع مندوبي المدارس لدى «الهيئة» لضمان سرعة الاستجابة.
وأشار إلى أنه مع «الجائحة» كان لابد من التعاضد لخدمة أولادنا الطلاب والمؤسسات التعليمية والمجتمع ككل، فقد أنشأت الهيئة منصة أكاديمية الشارقة للتعليم والتي استمرت فيها الدورات والورش والمحاضرات لجميع شرائح المجتمع، سواء كانوا طلاباً أو مديري المدارس، للتوعية بكيفية المنهج والسياق الجديد في التعليم وكيفية استخدام التكنولوجيا وأساليبها للوصول لأفضل تعليم وأفضل بيئة آمنة. وأخيراً فقد قدمت الهيئة منصة متابعة «كوفيد - 19» والتي من خلالها ترفع المؤسسات التعليمية يومياً إحصائيات عن حالات الحضور والتعلم عن بُعد والإصابة والمخالطة بالنسبة للطلاب والعاملين فيها على حد السواء. 
وأضاف: تم افتتاح 7 مدارس جديدة وبمناهج مختلفة (أميركي- أسترالي - بريطاني - خاص - وزاري)، وبلغت نسبة الزيادة هذا العام في اتجاه الاستثمار في مجال التعليم بنسبة 6%. موضحاً أن في الشارقة يوجد 121 مبنى مدرسياً، ويعمل فيها 17 ألفاً و791 موظفاً وموظفة، ويبلغ عدد طلبة المدارس الخاصة في الشارقة 170 ألفاً و892 طالباً وطالبة.
وأشار الحوسني إلى أنهم في «الهيئة» يعملون على مراعاة الاختلافات كافة الخاصة بالمناهج الدراسية، حيث يوجد تنوع كبير في المناهج في إمارة الشارقة، منها «الوزاري والأميركي والبريطاني والدولي، ومنهاج البكالوريا الدولية والفرنسي والألماني والفلبيني والآسيوي الذي يندرج تحته الهندي والباكستاني». فيتم توفير الدعم لكل المدارس، بما فيها من قرارات مرتبطة بالتطبيق الصحيح للمناهج، على سبيل المثال السماح للمدارس المطبقة للمنهاج البريطاني بفتح صف FS1، والعمل على تطبيق نظام السنوات في المنهج نفسه عبر وضع خطط للتنفيذ، مع القيام بالزيارات الميدانية، لضمان التطبيق الأمثل للنظام. كما تعمل «الهيئة» على تجهيز التعاميم المتوافقة لاحتياجات المدارس كل وفق منهاجه، بالإضافة إلى إخطار المدارس بالمستجدات كافة الخاصة بقرار معادلة شهادة الثانوية العامة، والتي تضمن استيفاء الطلبة جميع المتطلبات لإصدار المعادلة الدراسية لطلبة الصف الثاني عشر. 

التقييم
أكد الحوسني أن التقييم هو أحد الأدوات التي تستخدمها «الهيئة» لجمع البيانات اللازمة عن المدارس لأغراض التحسين والتطوير واتخاذ القرارات الداعمة؛ ولذا فإن تقييم مستوى الخدمات التعليمية التي تقدمها المدارس، ومراجعة أدائها بشكل مستمر من أهم أولويات «الهيئة»؛ وذلك لتقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية خلال مسيرتها نحو التميز، وتحديد الفجوات ومعالجتها.
وقال: يعتبر الإطار الموحد لمعايير الرقابة والتقييم المدرسية في دولة الإمارات العربية المتحدة هو المرجع الرئيس للتقييم المدرسي، ويشتمل الإطار على مجموعة معايير أداء شاملة تحدد عناصر الجودة الأساسية في التعليم، ويتضمن كل معيار للأداء مجموعة من مؤشرات الأداء، وعناصر محددة، ووصفاً توضيحياً مفصلاً لعناصر الجودة. تم تصميم هذا الإطار ليكون بمثابة خريطة طريق لفرق التقييم وعمليات التطوير في المدارس، كما أن خبراء التحسين المدرسي في إدارة التحسين المستمر في «الهيئة» بصدد إطلاق إطار للتحسين المدرسي مستمد من أفضل التجارب والممارسات العالمية، ويشتمل على مجموعة من الأدوات والطرائق التي من شأنها أن تحسن من مستوى الخدمات والمخرجات التعليمية. ويذكر أن «الهيئة» خصصت إدارة كاملة، مهمتها تحسين المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس، وأن هذه الإدارة تقدم خدمات مجانية للمدارس الخاصة تشتمل على تقديم الدعم والمساندة في مجال التخطيط الاستراتيجي، التطوير المهني، استخدام البيانات، التقييم المدرسي والاعتماد الأكاديمي.