أبوظبي (وام)
انطلقت أمس فعاليات موسم الصيد التقليدي السابع في محمية المرزوم للصيد بمنطقة الظفرة، والتي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وتستمر حتى منتصف فبراير 2022. وتقدم المحمية التي تعتبر أول وأكبر محمية في الدولة لممارسة الصيد بالطرق التقليدية عن طريق الصقور والسلوقي تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي، وتعزز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، إن محمية المرزوم للصيد ستبدأ باستقبال الصقارين وهواة الصيد التقليدي والزوار بشكل يومي خلال موسم الصيد ولمدة 7 أيام أسبوعياً، خلال فترتين للصيد في اليوم (صباحية ومسائية)، وتوفر المحمية لمرتاديها تجربة للاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها إلى جانب ممارسة هواية الصيد التقليدي ضمن إطار الصيد المستدام، ووفقاً لقانون الصيد في إمارة أبوظبي.
وأكد أنه في ظل النجاح الكبير الذي حققته المحمية في مواسمها الستة السابقة، نواصل اليوم هذه المبادرة الفريدة من نوعها، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بدعم هذا النوع من الرياضات التقليدية والتراثية لأبناء الدولة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وانطلاقاً من الاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، للصقارة باعتبارها إرثاً ثقافياً مهماً وقيمة معنوية كبيرة، وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي. وأوضح المزروعي أن أهداف المحمية تتمثل في المحافظة على البيئات الطبيعية التي تؤويها المنطقة المحمية، حماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، وتعزيز برامج إعادة توطين الأنواع البرية المهددة بالانقراض، وتخصيص المحمية كموئل للصقارة بالأسلوب التقليدي، مشيراً إلى أن المحمية استقطبت منذ انطلاقها عام 2015 أكثر من 7200 شخص من الصقارين والسياح العرب والأجانب، خاصة من عشاق الصقارة والصيد التقليدي والسياحة الصحراوية، إضافة للعديد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
يذكر أن محمية المرزوم للصيد، تبعد عن مدينة أبوظبي حوالي ساعة بالسيارة (100 - 120 كيلومتراً)، وتختلف عن محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بالمساحة الشاسعة الممتدة لحوالي 923 كيلومتراً مربعاً، ولكن بتفردها في مجال الصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي، وكذلك فراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث البدوي الصحراوي، لتكون الأولى عالمياً في هذا المجال، فيما توفر فرصة لصيد الأرنب وطائر الحبارى عن طريق الصقور، وصيد الظبي عن طريق السلوقي، ويتم توفير الطرائد من مراكز الإكثار المعروفة وليس من البرية.
الخيم التقليدية
وتقتصر الإقامة في المحمية على الخيم التقليدية، والتنقل باستخدام السيارات الكلاسيكية أو السيارات الخاصة بالمجموعات، وبإمكان مرتادي المحمية التجول في مختلف أرجاء المحمية والاستمتاع بمشاهدة النباتات البرية التي تنمو في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي مثل (الغضا، الرمث، الشنان، الحاذ وغيرها)، بالإضافة إلى عدد من الحيوانات التي تعد منطقة الظفرة موئلاً تعيش فيه (الأرانب، الطيور، الغزلان، الحبارى، الظبي). كما تقدم المحمية عدداً من النشاطات، ومنها تنظيم رحلات للمجموعات السياحية، بهدف التعرّف على الطرق التقليدية للصيد بالصقور، وتنظيم رحلات لطلبة للتعرف على الموروث الثقافي الخاص بالصيد بالصقور.
مقناص حبارى وأرانب وظبي
قال أحمد بن هياي المنصوري، مدير محمية المرزوم للصيد، إن المحمية توفر لعشاق الصيد التقليدي مقناص حبارى وأرانب وظبي وسط بيئة ملائمة وآمنة، حيث يتم استقبال رواد المحمية وزوارها ضمن فرق للصيد، بحيث يكون مع كل فريق صيادين اثنين محترفين، ويتم التركيز على الصيد بالصقور والسلوقي دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كان نوعها، والتنقل خلال المحمية باستخدام السيارات الكلاسيكية أو السيارات الخاصة بالمجموعات.
وأشار المنصوري إلى أن المحمية تقدم خصماً على صيد الحبارى لدعم الصقارين وهواة الصيد التقليدي، وتوفر المحمية المبيت في مخيّمات خاصة، مقابل رسوم رمزية /المخيم الملكي، مخيم النخبة، مقيال خاص/، ويتم استقبال الزوار ضمن فرق للصيد برفقة صياد محترف، مشدداً على أنه على جميع مُرتادي المحمية التقيّد بقانون الصيد في إمارة أبوظبي ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع، وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية، وما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب بأي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات.