أبوظبي (الاتحاد)
على هامش مشاركته في ندوة «الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، زار حمد الكعبي رئيس تحرير الاتحاد مقر صحيفة يديعوت أحرونوت في تل أبيب، والتقى رئيس تحريرها نطع ليفنه. والصحيفة التي يعني اسمها باللغة العربية (آخر الأخبار)، موجهة للجمهور العام في إسرائيل ومن أكثر الصحف الناطقة بالعبرية توزيعاً وانتشاراً، وشارك في الزيارة الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات ومحمد خلفان الصوافي الكاتب والباحث الإماراتي.
وأكد حمد الكعبي رئيس تحرير الاتحاد أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، خاصة بعد مشاركة الصحيفتين في فعاليات تتعلق بدعم الاتفاق الإبراهيمي، سواء من خلال النشر المشترك والمتزامن وأيضا المساهمة في الندوات المعنية بتعزيز «الاتفاق الإبراهيمي» ومساعي التعايش في المنطقة. وتأتي الزيارة أيضاً في إطار الحرص على المشاركة الإنسانية وعرض تجربة الإمارات الإعلامية وإيصال رسالتنا الإنسانية عبر صحيفة «الاتحاد»، وإيجاد الخطاب الإعلامي المتسامح والذي يمثل منهج الإمارات.
أول صحيفة
وكانت «الاتحاد» هي أول صحيفة إماراتية تنشر مقالات بالتزامن مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم 15 سبتمبر 2020 . وشاركت «الاتحاد» في 21 سبتمبر 2021 في تنظيم ندوة عن السلام بمناسبة يوم السلام العالمي، وخلالها حدث أول تعاون إعلامي بين «الاتحاد» وصحيفة «يديعوت أحرونوت».
واطلع الكعبي خلال الزيارة على تجربة الصحيفة الإسرائيلية التي تأسست يوم 11 ديسمبر 1939، وتفقد طريقة العمل في قاعات التحرير، وناقش مع «ليفنه» آليات تطوير العمل الصحفي في «يديعوت أحرونوت»، خاصة ما يتعلق بالطفرة الرقمية والتحديات الراهنة التي تواجه الصحافة. وقدم «ليفنه» أثناء الزيارة لوحة تذكارية ترصد من خلالها «يديعوت أحرونوت» عناوين صفحتها الأولى يوم 15 سبتمبر 2020 التي رصدت لحظة التوقيع على اتفاق السلام الإبراهيمي في العاصمة الأميركية واشنطن. وشارك «ليفنه» في ندوة السلام مع الاتحاد في 21 سبتمبر 2020 وشارك في ملف عن السلام والتسامح أعدته الاتحاد في فبراير2021.
تعاون لتعزيز السلام
قام الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ«مركز تريندز للبحوث والاستشارات» بصحبة الأستاذ حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، بزيارة لمقر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تل أبيب، وذلك على هامش ندوة مركز تريندز بالشراكة مع معهد موشيه دايان وصحيفة الاتحاد حول «الاتفاق الإبراهيمي: فرص التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة».
وكان في استقبال العلي والكعبي السيد نِطع ليفنه، رئيس تحرير يديعوت أحرونوت، حيث رحب بهما، وأكد أن الاتفاق الإبراهيمي مكّن من هذه الزيارة التي تشكل بداية تعاون بين المراكز البحثية ووسائل الإعلام لتعزيز اتفاقات السلام. وجرى خلال الزيارة تبادل الآراء حول سبل التعاون المشترك، والأدوار التي تلعبها كل من المراكز البحثية ووسائل الإعلام من أجل نشر ثقافة السلام. وأكد العلي أن هذه الزيارة لصحيفة يديعوت أحرونوت جاءت للتأكيد على دور المراكز البحثية والإعلام في صنع السلام، ونشر قيم التسامح والإخاء الإنساني، ونبذ الكراهية والتطرف.
وقال إنه بحث مع رئيس تحرير يديعوت أحرونوت سبل التعاون المشترك وبناء شراكة تمكّن الجانبين من الاستفادة من خبرات وإمكانيات الآخر في كل ما يعزز قيم السلام والبحث العلمي الرصين الهادف لخير البشرية.
وأعرب العلي عن تطلعه إلى أن يكون التعاون المشترك بين «تريندز» ويديعوت أحرونوت منصة لتأسيس واقع جديد يخاطب المستقبل بآفاقه الواعدة، وليس الماضي بصراعاته المدمرة، وأن يكون البحث العلمي والإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص رافداً مهماً لبناء الثقة بين كل شعوب المنطقة والراغبين في السلام، من أجل مستقبل أفضل وآمن.
«المقال».. نقطة البداية
تجدر الإشارة أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرت مقال معالي السفير يوسف العتيبة في 12 يونيو 2020 والذي حمل مؤشرات على الاتفاق الإبراهيمي. وفي يوم 15 سبتمبر 2020 شاركت الصحيفة من خلال مقال لرئيس تحريرها نطع ليفنه عن السلام تم نشره في الاتحاد باللغة العربية بالتزامن مع نشره في «يديعوت أحرونوت»، ونشرت الصحيفة في اليوم ذاته مقالاً لحمد الكعبي عن السلام باللغة العبرية بالتزامن مع نشره في الاتحاد باللغة العربية.
الصحافة والاتفاق الإبراهيمي
استقبل نطع ليفنه رئيس تحرير «يديعوت أحرونوت» حمد الكعبي رئيس تحرير الاتحاد، والدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لتريندز للبحوث والاستشارات، ومحمد خلفان الصوافي الكاتب والمحلل السياسي، وأجرى جولة في مقر الصحيفة في تل أبيب. وكان رئيس تحرير يديعوت أحرونوت قدم مداخلة في ندوة «السلام الإبراهيمي وتعزيز التسامح والسلام والتنمية في المنطقة» التي انعقدت الأربعاء الماضي بجامعة تل أبيب، أكد خلالها أهمية دور الإعلام في تعزيز السلام، وقال: «أعتقد أن وسائل الإعلام لعبت دوراً رئيسياً في تسهيل اتفاق السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. فالصحافة هي التي تربط بين بلدينا. والصحافة هي التي مكنتني، بصفتي رئيس تحرير إحدى الصحف الإسرائيلية الرائدة، من كتابة مقال موجه للجمهور في الإمارات وأن أنخرط معهم بشكل مباشر». وأضاف «ليفنه»: (الصحافة هي التي مكنت حمد الكعبي من كتابة مقال نُشر في نفس الوقت في «يديعوت أحرونوت»، والتواصل مع الجمهور الإسرائيلي).
وقال «ليفنه» منوهاً بدور الصحافة في تسهيل الاتفاق الإبراهيمي: في يونيو 2020، كتب السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، معالي يوسف العتيبة، مقالاً رائداً في صحيفة يديعوت أحرونوت. واختار السفير العتيبة صحيفتنا «يديعوت أحرونوت»، وكانت ردود الفعل والتأثيرات الفورية واسعة النطاق. ويعتقد الكثيرون في إسرائيل أن المقال كان له تأثير كبير على قرار إسرائيل بعدم المضي قدماً في الضم المخطط له لحوالي 30% من الضفة الغربية. كان هذا حافزاً ومسرّعاً لقرار تطبيع العلاقات بعد شهرين والتوقيع النهائي للاتفاقيات في واشنطن).