أبوظبي (الاتحاد)

نفذ المركز الوطني للأرصاد، من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له، حملة بحثية في ولاية كولورادو الأميركية لدراسة إمكانية استخدام الطائرات من دون طيار لجمع القياسات الفيزيائية الدقيقة للسحب، مما سيسمح باتخاذ قرارات تلقيح السحب آلياً.
وهدفت الحملة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع إلى إثبات قدرات المراقبة والتلقيح الآلية للطائرات من دون طيار، من خلال إجراء سلسلة من الملاحظات المكثفة على فترات زمنية مختلفة، حيث قام فريق من الباحثين بقيادة البروفيسور إريك فريو، الحاصل على منحة الدورة الثالثة لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والأستاذ في جامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة الأميركية، باختبار مجموعة من أجهزة القياس المصغرة، والتحقق من فاعليتها في أخذ القياسات الفيزيائية الدقيقة للسحب بغرض استخدامها في عمليات التلقيح.
وأجرى الفريق عمليات مراقبة آلية وخوارزمية للسحب لتزويد الطائرات من دون طيار بالبيانات المتعلقة بمواقع السحب في الوقت الفعلي، بناءً على القياسات وملاحظات الرادار وعمليات محاكاة النماذج، كما تم خلال الحملة التحقق من إمكانية استخدام الطائرات من دون طيار في التعرف على الظروف الملائمة لإجراء عمليات التلقيح.
وجرى استخدام ثلاث طائرات من دون طيار في تنفيذ الحملة: طائرتان من دون طيار مجهزتان بأجهزة مصغرة لأخذ قياسات السحب في الموقع، وطائرة من دون طيار لحمل مواد التلقيح ونثرها في السحب، وبعد اختبارها الناجح في الولايات المتحدة الأميركية، سيتم تسليم هذه الطائرات إلى المركز الوطني للأرصاد لإجراء المزيد من التجارب في أجواء دولة الإمارات، وتقييم جدوى استخدامها في عمليات التلقيح الفعلية.
وتمثل الحملة المحاولة الأولى من نوعها للتحقق من استخدام تقنية الطائرات من دون طيار في عمليات تلقيح السحب آلياً، من خلال الاستفادة من الخوارزميات والقياسات في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات التلقيح آلياً، ما سيعزز من كفاءة عمليات التلقيح بصورة عامة.

  • عبدالله المندوس

وبهذه المناسبة، قال الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: «تشكل حملة البروفيسور إريك فريو خطوة مهمة نحو تغيير الطريقة التي نجري بها عمليات الاستمطار في المستقبل، من خلال استخدام الأنظمة الذاتية كالطائرات من دون طيار، ما سيمكن العلماء من تحسين فهمهم لآلية تشكل السحب في دولة الإمارات، وغيرها من المناطق الجافة وشبه الجافة، وتنفيذ عمليات استمطار أكثر كفاءة وفاعلية، الأمر الذي سيسهم في تحقيق أهداف المركز المتمثلة في بناء قدرات محلية وإقليمية جديدة في مجال الأرصاد الجوية وإدارة الموارد المائية».
من جانبها، قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «يأتي تنفيذ هذه الحملة البحثية في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها البرنامج لدعم المشاريع البحثية الفائزة بمنحه، والاستفادة من نتائجها في سبيل تحسين عمليات الاستمطار، وتساعد التقنيات الذاتية على أخذ قياسات فيزيائية دقيقة، والتعرف على السحب الملائمة للتلقيح، بما سيعزز من قدرتنا على إجراء عمليات تلقيح ناجحة وأكثر كفاءة في المستقبل. ويسعى البرنامج من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات إلى مواصلة دوره الريادي في تحسين فعالية الاستمطار، والمساهمة في تحقيق الأمن المائي العالمي».