مصطفى عبد العظيم (دبي)
رغم كونها واحدة من أصغر بلدان العالم، إلا أن تلك المملكة الجبلية الصغيرة التي يسكنها نحو مليوني نسمة على مساحة 30 ألفاً و355 كيلومتراً مربعاً فقط، تمتلك من الموارد الطبيعية ما يجعلها تتلألأ كالماسة في قلب خريطة الاستثمار العالمية.
إنها مملكة ليسوتو الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، وتحديداً داخل دولة جنوب أفريقيا، تشارك تلك المملكة الصغيرة التي يعني اسمها «جبل المملكة» وهي واحدة من ثلاث ممالك باقية في أفريقيا، بجناح خاص في إكسبو 2020 دبي، الذي يشكل نافذة عالمية لإعادة اكتشاف كنوز تلك المملكة، والانطلاق من خلاله للتعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين من الإمارات وبقية أنحاء العالم.
تباهت مملكة ليسوتو، خلال الاحتفال باليوم الوطني الخاص بها في إكسبو 2020 دبي، بإنتاجها ثروتها من الألماس، حيث تعتبر موطناً لأجود وأغلى أنواع الألماس في العالم، إذ يشتهر منجم ليتسينج بإنتاج أغلى أحجار الألماس في العالم، نظراً لجودة الأحجار.
عُثر منذ عامين على واحدة من أكبر الماسات في تاريخ العالم بجبال مملكة ليسوتو بحجم 910 قراريط، وتُعتبر الماسة التي تم العثور عليها خامس أكبر ماسة تم اكتشافها عالمياً، ما يعني أنها تحتوي على عدد قليل جداً من ذرات النيتروجين أو لا تحتوي عليها على الإطلاق، ما يجعلها من الأحجار باهظة الثمن، وتم اعتبار هذه الماسة الاستثنائية ذات الجودة العالية سبب تسليط الضوء على جودة منجم ليتسينج في ليسوتو.
أغلى الألماس
ووفقاً لمسؤولين في حكومة ليسوتو شاركوا في الاحتفال، تمتلك ليسوتو أعلى نسبة من الألماس الكبير التي تتخطى أعلى من 10 قيراط، ما يعطيها قيمة عالية بالدولار لكل قيراط أعلى من أي منجم للألماس آخر. لأن المتوسط العالمي هو نحو 81 دولاراً للقيراط الواحد، بينما يبلغ متوسط الألماس لديها بين 2000 إلى 3 آلاف دولار للقيراط الواحد، ومنها ما يصل إلى 11 ألف دولار.
مجالات الاستثمار
وفي حين تشكل المعادن وخاصة الألماس أحد أهم الموارد في ليسوتو، حملت حقائب الوزراء والمسؤولين من حكومة «ميسارو» عاصمة المملكة، المشاركين في منتدى الأعمال في ليسوتو المقام على هامش إكسبو 2020 دبي، وبحضور لملك ليتسي الثالث ملك ليسوتو، العديد من الفرص الاستثمارية في عدد كبير من القطاعات والمجالات التي يمكن أن تسعى ليسوتو إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إليها، وفي مقدمتها المشروعات الزراعية والطاقة المتجددة والسياحة والتكنولوجيا.
مزايا استثمارية
وأكد وزراء التجارة والصناعة، وتنمية الأعمال التجارية الصغيرة، والتعاونيات والتسويق، والسياحة والبيئة والثقافة، خلال مؤتمر صحفي، أن ليسوتو تعمل على تطوير أنظمتها الضريبية ولمنح حوافز للمستثمرين الأجانب، وتعزيز جاذبيها للاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى توسيع قاعدة الأسواق التصديرية لمنتجاتها، لافتين إلى أن من بين المزايا التي يستفيد منها المستثمرون، منطقة التجارة الحرة المشكلة من ليسوتو وخمس دول محيطة، لافتين إلى أن اقتصاد ليسوتو على الرغم من أنه اقتصاد صغير، لكنه يتيح فرصاً كبيرة.
السياحة
وقالت وزيرة السياحة في مملكة ليسوتو، نتلوي موتسامي: إن مشاركة المملكة في إكسبو 2020 دبي تهدف لبناء جسور التواصل مع العالم، وتعزيز التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجيه دعوة لجميع المستثمرين للاستثمار في قطاعات واعدة ومن بينها قطاع السياحة والطاقة المتجددة، وخاصة أن المملكة تشهد نمواً مستداماً في قطاع الأعمال.
مملكة في السماء
تشارك مملكة ليسوتو في إكسبو 2020 دبي من خلال جناح خاص في منطقة الاستدامة يروي تاريخها في الخمسين عاماً منذ استقلالها، والتطور الرقمي على حياة شعبها واقتصادها، كما يعرض جناحها كنوزها الطبيعية والتطورات في مجال الاستدامة.
ويشرح جناح مملكة ليسوتو في إكسبو 2020 دبي وعن طريق بعض الأعمال الفنية، يشرح ويوعّي زوار الجناح حول التهديد المتزايد للنظم البيئية الناجمة عن تغيّر المناخ، ويتمحور العمل الفني حول فكرة الاختفاء الوشيك للمناظر الطبيعية والكائنات الحية.
سرب الطيور المتحجرة
يعرض الجناح ثمانية مجسمات من الزجاج، يشرح من خلالها المشاركة الجماعية والفردية لسرب من الطيور المتحجرة أثناء طيرانها، ويؤكد على المخاوف من الانقراض المتسارع للأنواع المهددة بالانقراض.
وتتيح الموارد المائية الضخمة في ليسوتو تلبية الارتفاع في معدل استهلاك الأسماك، حيث توفر المياه ملاذاً خالياً من السموم للأسماك.
أما الزراعة الذكية مناخياً، فتهدف إلى تعزيز قدره الأنظمة الزراعية على دعم الأمن الغذائي، ويساهم الاستثمار في الزراعة الذكية في الحفاظ على استدامة الموارد الغذائية، وتأمين التنوع الغذائي على مدار العام.
وعبر مشاركتها في إكسبو 2020 تحت شعار (مملكة في السماء)، تسرد ليسوتو قصة ثقافتها البارزة، وما يحيط بها من جَمال، وكيف ساهم كل هذا في رؤية البلد للاستدامة، وإلى جانب احتفالها بثقافة شعب ليسوتو النابضة بالحياة في الجناح، فإنها توضح أيضاً كيف قطعت الدولة خطوات كبيرة منذ استقلالها في عام 1966 في ما يتعلق بالاتصال الرقمي والطاقة.
شمل الأداء الثقافي لليسوتو مزيجاً من الموسيقى والعروض الراقصة والشعر، متضمناً ثلاثة أنواع: أفرو جاز وهيب هوب وفامو. وشارك في العرض خمسة موسيقيين: سليمو، وسكيبزا، وستانّا وبويما ومابيول، الذين أخذوا مقاطع من أغنياتهم الخاصة ودمجوها معاً. رافق الموسيقى عرض للرقص المعاصر ضم خمسة فنانين.
موسيقى المانجي
يشهد موقع إكسبو 2020 دبي قيام المغني وكاتب الأغاني «سيليمو تاباني»، الذي ولد ونشأ في مملكة ليسوتو الجبلية، بتقديم عرض مذهل للجمهور بصوته الرخيم الأجش على ألحان السربناد، مع مزيجٍ فريدٍ من موسيقى «المانجي» وهي الموسيقى التقليدية من مملكة ليسوتو والجاز.