أحمد مراد (القاهرة)

منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكّل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحول المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
استضافت العاصمة الفرنسية «باريس» معرض إكسبو الدولي 6 دورات خلال الـ 170 عاماً الماضية، كان أبرزها الدورة التي عُقدت في عام 1867، وتميزت بأنها أول دورة لمعرض إكسبو تشهد وجود الأجنحة الوطنية الخاصة بالدول المشاركة، حيث وفرت السلطات الفرنسية مساحات شاسعة مكنت الدول المشاركة من عرض معالم ثقافاتها، وتاريخها، والابتكارات التي حققتها في مختلف مجالات العلوم والفنون.
وجاءت أول بدلة غوص في التاريخ من بين عشرات الاختراعات والابتكارات التي عُرضت خلال فعاليات معرض إكسبو باريس 1867، وذلك بعد نجاح جرس الغوص الذي استُخدم في أشكال بدائية لاستكشاف قاع المحيطات والبحار على مدى عدة قرون. وتُنسب بدلة الغوض إلى المخترعين الفرنسيين، بينوا روكايرول، وأوغست دينايروز، وقد صُممت من الرصاص المطاطي الثقيل مع قناع نحاسي عبارة عن «رئة اصطناعية»، وأتاحت مجالاً واسعاً لرؤية المزيد من الحياة المائية في أعماق المحيطات والبحار، الأمر الذي شكل قفزة هائلة غير مسبوقة في هذا المجال، وحصل هذا الاختراع على الميدالية الذهبية خلال معرض «إكسبو باريس 1867».
وتعمل بدلة الغوصة التي ابتكرها الثنائي الفرنسي، روكايرول ودينايروز، تحت الماء عبر حقيبة ظهر متصلة بمضخة على السطح، حيث يوفر خزان حقيبة الظهر إمداداً ثابتاً من الهواء للغواص عند الحاجة. وتسمح بدلة الغوص بضغط الهواء الموجود في الخزان، وبالتالي يمكن فصل الجهاز عن خط الهواء إلى السطح لفترات من الوقت، وتحويله إلى وحدة تنفس تحت الماء قائمة بذاتها. وجاءت هذه الخطوة المبتكرة قبل عقود طويلة من اختراع جاك كوستو وإميل جانيان، لما يُسمى «أكوا لونج»، الذي ظهر في العام 1943، وهو أول جهاز تنفس تحت الماء ذو دائرة مفتوحة ومكتفية ذاتياً يحقق شهرة عالمية ونجاحاً تجارياً غير مسبوق.
وفي العام 2010، أُدرج اسمي روكايرول ودينايروز في قاعة مشاهير غوص سكوبا.