مصطفى عبد العظيم (دبي)
بالتزامن مع احتفالها باليوم الوطني في إكسبو 2020 دبي، تباهت جمهورية المالديف بألقها السياحي واقتصادها الواعد، أمام المشاركين في هذا الحدث العالمي الضخم، الذي تسعى من خلاله إلى تعزيز موقعها على خريطة الاستثمار الأجنبي عبر التعريف بمقوماتها المتنوعة والفرص المتعددة والبيئة الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين من كافة أنحاء العالم.
وخلال المنتدى الاستثماري الذي نظمته المالديف أمس، ضمن برنامج حافل بالمؤتمرات على هامش مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، وبحضور فخامة إبراهيم محمد صالح، رئيس المالديف، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين من حكومة المالديف، وحشد واسع من المستثمرين من الإمارات والمشاركين في إكسبو، كشفت المالديف عن مبادرات جديدة تعكف على تنفيذها لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، والإعلان عن طرح جزر سياحية للاستثمار والتملك الكامل للمستثمرين الأجانب لمدة تصل إلى 99 عاماً، فضلاً عن خططها لمنح حوافز إضافية للمستثمرين، من بينها إعفاءات ضريبية أو تخفيضات جمركية، لتشجيع الاستثمار في عدد من القطاعات الجديدة أبرزها الطاقة المتجددة.
وتعمل المالديف بالتوازي مع تحسين البنية التشريعية والقانونية لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، على تطوير وتحسين بنيتها التحتية كذلك، لاستيعاب الطموحات المستقبلية والنمو الاقتصادي المتسارع والتدفقات السياحية الضخمة المتوقعة خلال السنوات المقبلة، التي ستشهد مضاعفة عدد السياح من 1.5 مليون سائح حالياً إلى 3 ملايين سائح خلال فترة قليلة.
الإمارات سوق محوري
إكسبو 2020 دبي منصة كبيرة للتعريف بالمالديف سياحياً واستثمارياً وثقافياً، وتشكل دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب وزراء ومسؤولين في المالديف، مركزاً محورياً لتعزيز الانطلاقة الاقتصادية للمالديف، بفضل العلاقات السياسية المتينة بين البلدين، والتي تنعكس بدورها على قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتي تشهد بدورها نمواً كبيراً.
الحركة السياحية
وتطمح المالديف إلى مضاعفة الحركة السياحية من 11.300 سائح من الإمارات حالياً أو ما يعادل 1.3% من إجمالي السياح، إلى 30 ألف سائح العام المقبل، وذلك بالاستفادة من الربط الجوي القوي بين البلدين مع تسيير الناقلات الإماراتية لعدد كبير من الرحلات، ومن بينها طيران الإمارات التي تساهم بشكل كبير في دعم النمو السياحي بالبلاد، مع نقلها لنحو 170 ألف سائح عبر شبكتها إلى المالديف خلال العام الجاري فقط.
تسارع النمو الاقتصادي
وقال فياظ إسماعيل، وزير التنمية الاقتصادية، خلال المنتدى، إن النمو الاقتصادي المتسارع الذي حققته المالديف، والذي بلغ معدله خلال السنوات الستة الماضية نحو 6%، جاء مدعوماً بالسياسات الانفتاحية والتحسينات المتواصلة في البيئة التشريعية والقانونية الاقتصادية والاستثمارية، والتي أسهمت بدورهم في تسهيل مزاولة الأعمال التجارية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
إكسبو نافذة المالديف
وأضاف، أن إكسبو 2020 دبي يشكل فرصة كبيرة للمالديف ومشاركة قصة نجاحها مع العالم، فضلاً عن الترويج لها كوجهة استثمارية واعدة، تتمتع بمقومات متنوعة ومناخ استثماري شفاف وملائم يقدم حوافز ومزايا استثمارية عديدة، مشيراً إلى أن بلاده تخطط لإطلاق آلية جديدة لتشجيع المستثمرين في قطاعات محددة، من بينها الطاقة المتجددة، مثل منح المستثمرين إعفاءات ضريبية وجمركية. أوضح إسماعيل أن منتدى الاستثمار المالديفي في إكسبو 2020 دبي، يأتي ضمن حزمة من الفعاليات والمنتديات التي تخطط المالديف لتنظيمها خلال فترة إكسبو، والتي تشمل كذلك ملتقى الاستثمار السياحي في يناير المقبل وملتقى الاستثمار العقاري في فبراير.
فرص استثمارية
وأشار إسماعيل إلى قوة العلاقات الاقتصادية بين المالديف والإمارات التي تأتي بين أكبر المستثمرين من الشرق الأوسط في العديد من القطاعات أبرزها السياحة والنقل، لافتاً إلى تطلع بلاده إلى زيادة تدفقات الاستثمارات الإماراتية إلى المالديف خلال الفترة المقبلة.
وأوضح، أن المالديف تطرح العديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات السياحة والنقل والموانئ والبنية التحتية واللوجستية، وكذلك الزراعة والصناعات الغذائية، والاستثمار الأخضر في قطاعات الطاقة المتجددة.
وأشار الوزير إلى بعض المشروعات التنموية الرئيسية التي تُنفذها الدولة حالياً، بما في ذلك توسيع وتطوير المطار الدولي، ونقل موقع الميناء التجاري الرئيسي بالدولة في العاصمة «ماليه»، والذي سيسهل نمو حجم التجارة وأيضاً النمو المتسارع الذي تشهده قطاعات السياحة، الأعمال والتجارة بالدولة.
تطوير البنية التحتية
بدوره أشار محمد أسلم، وزير التخطيط الوطني، الإسكان والبنية التحتية، إلى جهود بلاده الحالية لتطوير وتحديث البنية التحتية التي تعلب دوراً محورياً في تعزيز جاذبية البلاد للاستثمار والسياحية، موضحاً أن المالديف تشهد مرحلة تطور، وتصنف ضمن الدول متوسطة الدخل، وتشهد ازدهاراً في الأعمال والمتنوعة، الأمر الذي يتطلب بنية تحتية داعمة ومتطورة، لهذا نعمل على تحسين وتطوير وتوسعة المطار الدولي لاستيعاب زيادة الحركة السياحية المتوقع أن تصل إلى 3 ملايين سائح خلال فترة قصيرة مقارنة مع 1.5 مليون سائح حالياً.
الاستثمار السياحي
من جهته، قال عبد الله معصوم، وزير السياحة في المالديف، إن فتح الاستثمار الأجنبي في الجزر الخاصة أو ما يطلق عليها«جزر الأحلام» في المالديف لأول مرة يشكل تحولاً مهماً أمام جذب الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى إتاحة تأجير الجزر للمستثمرين لمدة 99 عاماً، مشيراً إلى أن العائد على الاستثمار في المالديف يتراوح بين 5 إلى 8%.
وفيما يتعلق بأعداد السياح القادمين من الإمارات إلى المالديف، أشار معصوم إلى أن الإمارات تشكل سوقاً مهماً للسياحة في المالديف التي استقبلت هذا العام نحو 11 ألفاً و300 سائح من الإمارات، بما يعادل نحو 1.3% من إجمالي السياح، متوقعاً أن يتضاعف ذلك الرقم ليصل إلى 30 ألف سائح خلال العام المقبل.
وأشار إلى العدد الكبير من الرحلات التي تسيرها الناقلات الإماراتية إلى بلاده، لافتاً إلى أن طيران الإمارات نقلت وحدها أكثر من 170 ألف سائح إلى المالديف وذلك من إجمالي نحو مليون سائح استقبلتهم المالديف منذ بداية العام، لافتاً إلى توقيع الوزارة لمذكرة تفاهم مع طيران الإمارات لتعزيز دورها في نقل أعداد أكبر من السياح.
التنوع السياحي
وأشار الوزير إلى التوجه التوسعي الحالي في قطاع السياحة بالمالديف، والذي لا يضع في اعتباره الحفاظ على الجمال الساحر والبيئة الطبيعية الحساسة في المالديف فحسب، بل وإنما يراعي أيضاً التنوع في ما تقدمه صناعة السياحة بالدولة من تجارب أوسع نطاقاً وأكثر ثراء للزوار، وهو ما يشمل أيضاً مجموعة واسعة من التجارب بالإضافة ثراء ثقافة وتراث المالديف.
وأكد الوزير على تطلع الحكومة إلى ترسيخ مكانة المالديف كوجهة لتنظيم المؤتمرات التابعة للشركات، وذكر أنه ثمة إمكانية هائلة لإدراج أنشطة سياحية ضمن الأنشطة التي توفرها المالديف لزوارها مثل سياحة الجولات البحرية، سياحة الصحة والعافية، والسياحة المائية.
ويهدف «منتدى المالديف للاستثمار» إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدولة، وأيضاً إبراز الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها المالديف كوجهة جاذبة للمجتمع الاستثماري الدولي. وحضر عدد من كبار الشخصيات من الغرف التجارية الإماراتية فعاليات المنتدى، كما حضره أيضاً مشاركون من القطاع الخاص بالمالديف، الإمارات والمنطقة.
رئيس المالديف: الإمارات فتحت الأبواب أمام العالم
أشاد فخامة إبراهيم محمد صالح، رئيس المالديف، بالاستضافة الناجحة لإكسبو 2020 دبي، وجهودها لإعادة فتح الأبواب أمام العالم للالتقاء مجدداً في مكان واحد، مشيراً إلى أن إمارة دبي أثبتت أنها المكان الأفضل في العالم لتنظيم هذا لحدث من هذا الحجم، وذلك بفضل رؤية قيادتها الرشيدة واقتصادها المرن والابتكار في قطاعات التمويل والهندسة المعمارية والتجارة.
وأكد صالح خلال كلمته أمام منتدى المالديف للاستثمار، المُنعقد بالتزامن مع الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني لبلاده، ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي، أن المالديف تشهد موجة جديدة من النمو، في ظل التعافي اللافت الذي يحققه الاقتصاد حالياً من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي جائحة كوفيد- 19. وأضاف:«أن المالديف تتبنى خريطة طريق طموحة لإعادة إنعاش الاقتصاد إثر الجائحة، ونعمل على تعزيز النمو الاقتصادي من خلال تنويع القطاعات وتحقيق الاستدامة البيئية لازدهار المجتمع، وتواكب هذه المحاور الموضوعات الرئيسية لإكسبو 2020 المتمثلة في الاستدامة والتنقل والفرص لصنع مستقبل أفضل.
وقال إن: «الاستراتيجية الحالية تركز على تعزيز الابتكار وتمكين التحول الرقمي وتسريع الخدمات العامة المرتكزة على مصلحة المجتمع، لافتاً إلى تلقيح 60 % من السكان، فيما وصلت نسبة التطعيم بين العاملين في المنتجعات والفنادق إلى 93 %، مشيراً إلى أنه تم إدخال تحسينات هامة على الأطر التشريعية والقانونية من خلال جملة إصلاحات في السياسات الهادفة لتسهيل استقطاب الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية والنقل والخدمات والطاقة. وأضاف:«تتضمن الإصلاحات تعزيز دور القطاع الخاص والتخلص من البيروقراطية والعراقيل وتسهيل إجراءات تأسيس الأعمال وإتاحة الحصول على التمويل مع الحرص على الشفافية والمرونة والأمان للمستثمرين».
ووجه صالح في كلمته الدعوة إلى المستثمرين للانضمام إلى الرحلة التحولية التي تخوضها المالديف، مشيراً إلى أن حكومته تولي أهمية خاصة لتشجيع استخدام موارد الطاقة المُتجددة وتحقيق التنمية منخفضة الكربون، ضمن خططها لتحقيق هدفها المتمثل في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة إلى صفر بحلول عام 2030.