سامي عبد الرؤوف (دبي)
انطلقت أمس فعاليات الدورة الرابعة من قمة أقدر العالمية، في معرض «إكسبو 2020 دبي»، تحت شعار: «المواطنة الإيجابية العالمية - تمكين فرص الاستثمار المستدام»، وذلك في كل من مركز دبي للمعارض وجناح «فزعة»، بالمعرض، بمشاركة 23 دولة وجناحاً، وأكثر من 80 راعياً وشريكاً.
وتناقش القمة التي تستمر حتى الثلاثين من شهر أكتوبر الجاري، تعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية، من خلال تلاقي العقول وتبادل الثقافات لصناعة المستقبل المشرق.
حضر انطلاق الفعاليات، معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، والفريق خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي، وفهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار الداخلية والدكتور إبراهيم الدبل، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين - «أقدر»، وعبد الرحمن المنصوري نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين - «أقدر»، والدكتور عبدالسلام المدني رئيس «إندكس القابضة» الشريك التنفيذي للقمة، وعدد من المسؤولين وزوار معرض «إكسبو 2020 دبي».
وتضمن الافتتاح عرضاً لتاريخ القمة والإنجازات التي حققتها منذ انطلاقتها، وتجول الوزراء في المعرض المصاحب للقمة، مطلعين على ما تعرضه الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية المشاركة في المعرض لتفقد الأقسام المتخصصة في القمة.
مشاريع جديدة
وأعلن معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، في كلمته خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية في قمة «أقدر»، تحت عنوان: «التمكين المعرفي ودوره في تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية»، إطلاق أول تصنيف للجامعات بدولة الإمارات، وذلك خلال العام الدراسي الجاري؛ بهدف تعزيز الشفافية وتأكيد التنافسية العالمية لتعليم الإمارات.
وأشار إلى أن الإمارات بها 10 جامعات ضمن أفضل 1000 جامعة بالعالم، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي بالدولة تمتلك مقومات التنافس وتحقيق مكانة عملية مرموقة.
وكشف الحمادي، عن أنه سيتم تحديد مواصفات ومهارات المواطنة الإيجابية التي من المهم توافرها في الطلاب من المواطنين والمقيمين، وسيتم وضع هذه المواصفات والمهارات والمتطلبات على المنصات الإلكترونية التابعة للوزارة.
وأشار إلى أن قمة «أقدر» العالمية الحالية، سيكون لها دور في تحديد هذه المواصفات والمتطلبات من خلال المناقشات التوصيات التي سيتم التوصل إليها في نهاية القمة.
وذكر أن الوزارة قامت بالعديد من مبادرات تعزيز المواطنة الإيجابية لدى الطلاب، سواء المواطنين أو المقيمين، وأن الوزارة مستمرة في إطلاق المزيد من المبادرات المتعلقة بهذا الجانب، نظراً لأهميتها ودورها في بناء أجيال المستقبل.
«إكسبو الإمارات»
ونوه الحمادي بالجهود الوطنية الحثيثة التي صنعت الفارق من خلال تنظيم حدث عالمي بارز يجمع العالم وهو «إكسبو 2020»، رغم التحديات الصحية الراهنة، وهو ما يؤكد مجدداً تميز وحرفية الإمارات تنظيماً وإدارة.
وأشار إلى أن «إكسبو 2020» يجمع تحت مظلته ثقافات متنوعة وتجارب عالمية ناجحة، ويُعد فرصة لتعزيز الاستدامة، والإمارات تسعى من تنظيم هذا الحدث للعمل معاً من أجل إطلاق فكر جديد، وهو المواطنة العالمية الإيجابية.
وأكد أن الإمارات دولة الإنسانية، لا مكان فيها للتمييز بين عرق أو لون أو ديانة، فالجميع شركاء من أجل حياة أفضل للجميع، وهذا المبدأ الذي تأسست عليه دولة الإمارات على يد الوالد الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما أفضى إلى تعايش أكثر من 200 جنسية هنا في الإمارات بود واحترام.
التعليم والمستقبل
وقال: نحن على أعتاب مرحلة جديدة في الإمارات، وهي الخمسون المقبلة، والتعليم يشكل الشغل الشاغل للقيادة والدولة، لخوض غمار المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى اقتصاد المعرفة؛ لذا فإن منظومة التعليم لدينا متكاملة وشمولية ويشكل الطالب محورها الأساس وتخضع للتطوير المستمر.
ولفت إلى أن الإمارات تؤمن بأن التعليم هو المستقبل لإنشاء جيل إيجابي قادر على البناء ومواكبة تغيرات العالم، ومواجهة التحديات وسرعة الاستجابة لها لخدمة الإنسان وازدهاره، وكانت الإمارات مثالاً يحتذى به في ذلك من خلال تجاوز ما فرضته الجائحة، ومواصلة رحلة البناء والتعليم والتنمية.
وأوضح أن مرحلة الطفولة المبكرة، تمثل أهم مرحلة، حيث تتشكل فيها هوية الطفل، وتتعزز فيها مهاراته الجسدية والفكرية والنفسية؛ لذا وجب الاستثمار الأمثل فيها، وتوفير منصة داعمة لها وللأسرة والمجتمع، وهي مسؤولية جماعية، مؤسسات وأفراداً لبناء هذا الطفل.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تولي مرحلة رياض الأطفال أهمية كبيرة من خلال تزويدها بأفضل الكفاءات والخبرات التعليمية وتوفير بيئة تعليمية محفزة ومناهج عالية الجودة.
وأفاد بأننا نحرص على تحقيق التكاملية، لتحديد المسارات التي يمكن أن يبدع فيها الطالب وأن يتقدم ويتطور مهارياً، وعملنا في السنوات الأخيرة على ربط منظومة التعليم العالي بمخرجات التعليم العام لتحقيق أقصى درجات الاستفادة، وضمان جودة التعليم.
وتُعد «قمة أقدر العالمية» إحدى مبادرات برنامج خليفة للتمكين - «أقدر»، وهي منصة عالمية للقادة وصناع القرار والخبراء والمتخصصين والشركات والمؤسسات الرائدة من جميع أنحاء العالم للتلاقي والحوار ومناقشة القضايا المحلية والعالمية المتعلقة بتمكين المجتمعات بأبعادها الإنسانية والثقافية والفكرية، مع توفير مستقبل مشرق ومزدهر للأفراد وضمان الأمن والاستقرار والازدهار لكافة المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
مبادرات القمة
وأعلنت القمة، أهم فعالياتها، ومنها «أقدر لاب» والذي يُعد مفهوماً جديداً للمؤتمرات، حيث انطلقت الفعاليات التي يتم تنظيمها تحت مظلة «أقدر لاب» ومنها «مجلس أقدر»، وهو منصة حوارية لتقديم ومشاركة الاتجاهات الجديدة في المواطنة الإيجابية العالمية وعرض أفضل الممارسات، حيث يشارك فيها كبار القادة وصناع القرار، والأكاديميون من مختلف أنحاء العالم. كما أعلنت عن «أقدر بوتكامب»، وهي منصة عمل ديناميكية لدعم وتمكين الشركات الناشئة وتقديم أفكار مبتكرة وفريدة من نوعها في مجال العمل لتمكين الشباب في مجال الاستثمار وتعزيز اقتصاد الدولة، واستحداث أفكار مبتكرة في مجال الاستثمار والذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية الجديدة للدولة.
وتم استقطاب 144 مترشحاً بإجمالي 73 مشروعاً في مجالات متنوعة، وقد تم إجراء مقابلات تحليلية لدراسة مشاريعهم المبتكرة، وتم تحديد فوز 10 مشاريع تستحق الدعم، حيث تم توفير رخص تجارية مجانية لهم وتقديم بعض التسهيلات التي تمكنهم من بدء مشاريعهم الجديدة.
وشملت القمة العديد من الفعاليات التي قامت اللجنة المنظمة بتنظيمها لتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية، وتماشياً مع رؤية الحكومة الرشيدة للخمسين عاماً القادمة.
وألقى الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسيس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كلمة له عبر مشاركته الافتراضية في القمة، أكد فيها أهمية التلاقي والتشارك العالمي من أجل تعزيز السلم والصحة والوقاية العالمية، من خلال ممارسات إيجابية وتعاون مثمر بين جميع الدول من حكومات ومؤسسات المجتمع المدني.
كما تناولت فعالية «مجلس أقدر» الذي أدارها السفير غيرهارد بوتمان كريمر مدير المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمؤتمر ومعرض ديهاد عن دور المواطنة الإيجابية العالمية في العمل الإنساني، وتحدثت كلير دالتون رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الإمارات العربية المتحدة وماريو ستيفان المدير التنفيذي لمنظمة أطباء بلا حدود العالمية.
وفي الجلسة المسائية من الفعالية نفسها في مجلس «أقدر»، تحدث المطران الدكتور بول هيندر Cap OFM عن المواطنة الإيجابية العالمية في تعزيز الأخوة الإنسانية، وتناول الدكتور نصر عارف الباحث الأكاديمي الدولي دور التأصيل العلمي لمفاهيم المواطنة الإيجابية العالمية.
جناح فزعة
وشهدت فعاليات قمة أقدر العالمية، في جناح فزعة بـ«إكسبو 2020 دبي»، انطلاق الفعاليات والجلسات والبرامج التفاعلية التي تعزز من مفهوم التواصل ودور الإعلام الحديث في نقل الفكر والممارسات والسلوكيات الإيجابية.
وجاءت فعالية طاولة «أقدر» المستديرة التي يتم من خلالها تبادل الحوارات التفاعلية وفتح باب النقاشات مع الخبراء والمختصين وصناع القرار، لتتناول موضوع «دور الإعلام الحديث والتواصل الاجتماعي في تعزيز المواطنة الإيجابية»، وذلك بالتعاون مع وكالة الأنباء الإماراتية «وام».
دور الموروث الشعبي
تناولت فعالية «جلسات أقدر الحوارية» في اليوم الثاني محور «تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية ضمن ثقافات متعددة» تحدث فيها نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف القطاعات المجتمعية والدولية.
واستضافت الجلسة وتحاور فيها كل من الدكتورة ورود الجيوسي مديرة مركز تطوير الحياة المشتركة، واستير موشاوسكي شناير، وأدار الجلسة الدكتورة درورة عروسي مديرة معهد الاتحاد السفاردي الأميركي للخبرة اليهودية.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني مع فعالية الموروث الشعبي والمواطنة الإيجابية العالمية التي تأتي بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وعدد من أجنحة الدول المشاركة بـ«إكسبو 2020 دبي».
وتناولت الحلقة الثانية العلاقة الحضارية المشتركة بين الموروث الشعبي الإماراتي والموروث الشعبي اليوناني، ويُعد رمز السفينة جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة البلدين، وتم التحاور في ترابط هذا الرمز وتلاقيه بين دولة الإمارات واليونان.
الأطفال والمواطنة
تم الإعلان عن «أقدر روتس»، الذي يستضيف أطفالاً من أربع دول أجنبية تشمل اليابان وأميركا وبريطانيا وروسيا للحديث عن تجربتهم في مدارس الدولة لتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية وتبادل الخبرات بين الأطفال الذين يعيشون ويدرسون في دولة الإمارات وخارجها، وتنظيم زيارات مدرسية للطلبة للتعرف على مختلف الأنشطة والفعاليات المصاحبة.
كما تضم القمة فعالية «أقدر آرت» والتي تنظم بالتعاون مع منظمة إيما للسلام، حيث سيتم تنظيم عددٍ من الحفلات الموسيقية المتنوعة في الفترتين الصباحية والمسائية، وهي فعالية تؤكد دور الموسيقى في تعزيز ونشر رسالة السلام والمحبة بين الناس، و«اندكس توكس»، وهي فعالية تتيح للأشخاص الملهمين ذوي القصص المميزة مشاركة قصصهم مع الجمهور من دون الإفصاح عن هويتهم، وغيرها الكثير.
جلسات القمة
تضمنت فعالية «اندكس توكس» في اليوم الأول، 4 جلسات بعناوين مختلفة، قام من خلالها المتحدثون الذين قاموا بإخفاء هويتهم ومشاركة الحضور قصصهم الملهمة بكل حرية وأريحية.
وتضمنت «أقدر روتس» مشاركة الطفلة «روكسان تارا» من أستراليا والطفلة «صوفي شالان» من روسيا، حيث تكلمت الطفلتان عن مفهوم المواطنة الإيجابية في دولة الإمارات العربية المتحدة بحضور طلاب من مدارسهما.
وتضمن «اقدر آرت» عروضاً حية من فرقة بافوري والفنان عبدالله الشامسي والفنان إنريكو ميانولي والفنان فيتوريو كوكولو، بينما تضمن «اقدر بوتكامب» جلسات تدريبية للأشخاص الذين تم اختيارهم للبرنامج التدريبي.
من جانب آخر، استعرض المعرض العالمي المصاحب للمؤتمر والذي يتضمن مشاركة كبيرة من شركات محلية وعالمية رائدة أبرز الابتكارات والحلول الفريدة التي تصب في مصلحة الإنسان والشعوب والمجتمعات.
المصداقية الإماراتية
قدمت فعالية «المصداقية الإماراتية» موضوع «الإماراتي مثقف» بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، حيث تسلط الضوء على القيم المتأصلة للمواطن الإماراتي، والجهود التي يبذلها في سبيل خدمة الوطن وتعزيز سمعته العالمية، وذلك من خلال عقد جلسات نقاشية بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية، حيث تم فيها استعراض الجانب المعرفي والثقافي لأبناء الإمارات، ودور المثقفين الإماراتيين وعطائهم في تقديم المعرفة ونقلها للآخرين، مما يعزز من مكانة الدولة ومسيرتها الحضارية.
واستضافت جلسة «إماراتي وأقدر» لليوم الثاني على التوالي الشخصية الإماراتية المتميزة أحمد الفلاسي الحاصل على جائزة صناع الأمل العربي لعام 2020.