هزاع أبو الريش (أبوظبي)
شهدت العلاقات الإماراتية-الأوزبكستانية نمواً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، وتواصل تطورها خلال المرحلة المقبلة لتحقق قفزات تنموية مهمة ترتقي بالشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين إلى مستويات أعلى.
ولما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على تبادل الخبرات والتجارب، في مختلف مجالات تطوير العمل الحكومي، وتعتبر المعارف والخبرات الحكومية التي تمتلكها هي أحد أهم الأصول التي تصدّرها لشركائها حول العالم، وهي لا تتوانى عن نقل تجربتها التنموية في مختلف المجالات وتسخيرها من أجل خدمة الشعوب والحكومات الصديقة، فإنها تعمل على تصدير تجربتها التنموية الريادية في مختلف المجالات إلى أوزبكستان.
وما يزيد العلاقات متانة وتطوراً تزايد لقاءات الوفود الرفيعة المستوى بين البلدين الصديقين، والتي تتيح الفرصة أمام فتح مزيد من قنوات التواصل والتعاون في مختلف المجالات، وما زاد في قوة هذه العلاقات اتفاقيات التعاون والشراكة التي تم توقيعها بين الطرفين. ففي عام 2019 شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة شوكت ميرزاييف رئيس جمهورية أوزبكستان مراسم تبادل اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة جمهورية أوزبكستان، تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
مبادرات ومشاريع مشتركة
وتم إطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة بالاستفادة من تجربة حكومة دولة الإمارات في المسرعات الحكومية، والجودة الحكومية، والخدمات الحكومية، والتطبيقات الذكية، والاستراتيجية والخطط الوطنية، والأداء الحكومي، والابتكار الحكومي، وبرامج القيادات وبناء القدرات، والبرمجة، ومستقبل التعليم والاقتصاد، والتنافسية العالمية وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها من المجالات.
ويعدّ «منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكي» همزة وصل بين البلدين، فهو منصة للتواصل والتنسيق بين الجهات الحكومية، وتمكين الشركات الإماراتية والأوزبكية من استكشاف الفرص وعقد شراكات مستدامة، وتوقيع مذكرات تفاهم على المستويين الحكومي والخاص للاتفاق على أنشطة تجارية ومشاريع اقتصادية تخدم الأهداف الاقتصادية والتجارية للبلدين خلال المرحلة المقبلة، مع التركيز على أنشطة التجارة والاستثمار والسياحة والتعاون في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وعمليات الموانئ والعقارات، والزراعة والأمن الغذائي، والرعاية الصحية والصناعات الدوائية، وريادة الأعمال.
ويغطي التعاون الإماراتي-الأوزبكي 25 محوراً ويتضمن 160 مبادرة، علاوة على تنظيم 125 ورشة عمل بمشاركة أكثر من 250 ألف مسؤول وموظف حكومي ومتدرب أوزبكي، فيما وصل عدد ساعات ورش العمل والتدريب إلى نحو 2.5 مليون ساعة، وقد حققت الدورة الأولى للمسرعات الحكومية في أوزبكستان نجاحاً كبيراً في تصميم حلول للتحديات، بمشاركة 38 مسؤولاً من 29 جهة حكومية.
تعد الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً مع أوزبكستان، وذلك بأكثر من 50% من تجارتها مع الدول العربية. وفي الوقت ذاته، بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين نحو 400 مليون دولار أميركي في العام 2020 مقارنة مع 173 مليون دولار أميركي في 2011، مما يعكس المنحى الإيجابي ووتيرة النمو السريعة للتعاون التجاري بين البلدين.
تعاون
يرتبط الأرشيف الوطني الإماراتي مع الأرشيف الوطني في أوزبكستان بعلاقات تعاون، إذ يعمل الجانبان على إنجاز أعمال ومشاريع مشتركة بهدف حفظ التراث الثقافي، والمادي، والمنظومة الوثائقية لتأسيس دولة أوزبكستان.
وقد اقترح الأرشيف الوطني الإماراتي على الأرشيف الوطني الأوزبكستاني استراتيجية شاملة للمؤسسة تشمل الأهداف المتعلقة بالجوانب الفنية لكل من السجلات الحكومية والتاريخية، على أن يضاف إلى ذلك، الجوانب الأخرى المتعلقة بتطوير بنية تحتية مادية قوية، لخزن مختلف الأنساق، والمعالجة، والرقمنة، والخدمات العامة مثل: البحث، وتنظيم المعارض، والتدريب، والمؤتمرات والندوات، وستُدعم البنية التحتية بأنظمة ومعدات حديثة.
وعلى صعيد مساعدة دولة الإمارات في تجهيز مقر للأرشيف الوطني الأوزبكي بالمعدات الحديثة، فإن الجانبين يتعاونان في اختيار الموقع المثالي للمقر وتوفير المتطلبات الوظيفية، والمعمارية، والمعدات الرئيسة، وفق معيار الأيزو «ISO 11799» المتعلق بمتطلبات خزن الوثائق في دور الأرشيف والمكتبات. أما بخصوص تنفيذ المشروع، فإن الخطط والدراسات الأولية لا تزال قيد المراجعة من قبل المؤسستين.