خولة علي (دبي) 

«مبدعون في الخير»، منصة إنسانية اجتماعية ابتكارية في جناح «إكسبو لايف» ضمن «إكسبو 2020»، تروي قصص أشخاص صنعوا وابتكروا خدمة للمجتمعات حول العالم، فمساعيهم نحو الخير، ورغبتهم في إحداث تغيير نحو الأفضل كانت الدافع لهم. وقد أسهموا بأفكارهم الابتكارية غير التقليدية في تحقيق جزء من احتياجات الشعوب التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة. 
وتتنوّع المشاريع ما بين الاستدامة، وتوظيف الموارد الطبيعية المتاحة لتتحوّل إلى طاقة آمنة تدفع عجلة التنمية نحو غاياتها، كالتطبيقات الرقمية لمساعدة أصحاب الهمم في تسهيل أعمالهم. وقد صُمِّمت فكرة المشاريع، وما حققته من إنجازات بطريقة تفاعلية صوتية ومرئية، تلهم الزوار، وتجعل من رحلتهم أكثر تحفيزاً للخير والعطاء.

حماية الكوكب
 هناك الكثير من الأفكار التي تفرزها حاجات الأفراد تبقى طي الأدراج ما لم تجد من يدعمها ويوفر لها الإمكانيات والخطط لتنفيذها لتظهر على أرض الواقع، وتحقق أهدافها. وهذا ما يقدمه «إكسبو لايف»، ضمن برنامج الابتكار والشراكة الدولي الذي يبحث عن حلول ابتكارية تساعد في تحسين حياة الناس من مختلف المجتمعات حول العالم، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية لحماية لكوكب الأرض.

راحة واستقرار
 وذكر عبدالله خوري مدير أوّل في «إكسبو لايف»، أن جناح «مبدعون في الخير»، يعرض للزوار المنجزات الحقيقية التي ساهم بها أفراد من مجتمعات من أنحاء العالم، لافتاً إلى أن هذه الروح الإنسانية المحبة للخير، تؤمن بضرورة التكاتف بين مختلف الثقافات والمعتقدات خدمة للإنسانية، ورغبة في تقديم كل ما قد يحول الشقاء والضيق إلى راحة واستقرار.
أضاف: خلال 5 سنوات من عمر البرنامج دعمنا عدداً من المشاريع المتميزة في فكرتها، والتي تركت نتائج مذهلة وأثراً على المجتمعات الإنسانية، وكل فكرة اختيرت وفق معايير مهمة من حيث ابتكار الفكرة وانسجامها مع النظام البيئي، ومدى حاجة المجتمعات لها. 

منظومة الحياة
وأشار خوري إلى الحماس والرغبة والإرادة والتحدي من قبل أصحاب المشاريع في سعيهم إلى توظيف أفكارهم لمساعدة الشعوب. فبعض المشاريع أصحابها من الشرق والمشروع المنفذ في الغرب، وهذا ما يؤكد إنسانية المشاعر التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص الذين يجدون سعادتهم في فرح غيرهم، ويبذلون الكثير من الجهد في سبيل الآخرين. 
وأكد أن «إكسبو لايف» عبر جناح «مبدعون في الخير» يهدف إلى منح الزائر فرصة التعرف على هذه المشاريع التي صنعت فرقاً في العالم، وقهرت أصعب الظروف البيئية لتوجد منها مصدر عيش، ما يفتح الآفاق للتفكير في منظومة الحياة ورؤيتها بشكل أكثر إيجابية وتفاعلاً مع المحيط.

ابتكارات
أثناء التجول في المعرض يظهر ما تتمتع به هذه المشاريع من أفكار مبتكرة، تحقق مفهوم الاستدامة وخدمة البيئة، وهي رحلة غنية بالأفكار النيِّرة المعروضة بطريقة تدو إلى التفاعل بأسلوب فني تقني.  ومن المشاريع المشاركة في المعرض، قدم الإماراتي عبدالله النعيمي صاحب مشروع «يلا غيف»، تطبيقاً يعمل على تحويل صورة الابتسامة إلى عملة نقدية للتبرع بها في عمل إنساني يحدده المشارك.
وابتكرت أتلي إيدلاند من النرويج، تقنية «ديزرت كنترول» الكفيلة بتحويل التربة الضعيفة إلى أرض زراعية عالية الخصوبة، تستهلك المياه بكميات أقل، ما يسهم في رفع مستوى الأمن الغذائي للسكان في مناطق مختلفة من العالم. 

تقنية وتطبيق
 وفي زاوية أخرى من الجناح مشروع للدكتورة جميلة بركاش من المغرب، حيث تعمل تقنية حصاد المياه من الضباب على توفير المياه لعدد كبير من العائلات في المناطق النائية والجافة في سلسلة جبال الأطلس، وذلك عبر شبكات تشبه الغيوم مدعومة بتقنية تحول الضباب إلى مياه.  وابتكرت ما رينا مونتيانو من روسيا تطبيق ألعاب يسمح لمستخدميه زراعة أشجار حقيقية عبر لعبة افتراضية، حيث يتبرع كل لاعب بزراعة شجرة حقيقية عن كل شجرة افتراضية ينجح في زراعتها في التطبيق. وقد ساهمت هذه اللعبة في حل مشكلة قطع الأشجار وتحول مناطق واسعة إلى غابات.