دينا جوني (دبي)
«الخروج من عباءة السياسة إلى الفضاء الثقافي والاجتماعي» هو الهدف الذي تسعى جامعة الدول العربية عبر مشاركتها في إكسبو 2020 بجناح يقع في منطقة الفرص، إلى الترويج له خصوصاً بين الزائرين من جيل الشباب. «همنا اليوم تعريف الزوار بالإنجازات والجهد الذي تبذله الجامعة العربية في مجالات غير سياسية والذي لا يسلّط عليه الضوء إعلامياً، تشرح هالا جاد نائب مفوض جامعة الدول العربية والوزير المفوّض لـ«الاتحاد». فجناح «بيت العرب» يتناول أربعة محاور بعيدة عن السياسة هي الاستقرار والتنمية، المرأة والشباب، الأهمية العالمية والإقليمية، والتكامل الاقتصادي والاجتماعي في الماضي والحاضر والمستقبل. كما يروي الجناح المشروعات المختلفة وقصص النجاح القائمة والرؤية المستقبلية منذ نشأة بيت العرب في 22 مارس 1945، وصولاً إلى استغلال فرص تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية.
تغيير صورة جامعة الدول العربية في نظر الزوار، وإخراجها من إطار الأوراق السياسية غير الناجحة والاتفاقيات التي لا تتم، سيكون عبر إبراز إرثها الثقافي الذي شهد انطلاقة الجامعة. وقالت إن الجامعة في السابع من نوفمبر 1945 قد وقعت أول اتفاقية ثقافية عربية جماعية في وقتنا المعاصر، مضيفة أن الأديب المصري طه حسين كان مديراً لمركز الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، الذي أنجز مشاريع ضخمة في الأدب والترجمة. وقالت إن الجامعة اليوم تهدف إلى استعادة هذا الإرث من خلال البناء عليه والانطلاق نحو المستقبل بأفكار الشباب العربي. ولا يغيب عن الجامعة العربية الأزمات التي خلّفتها جائحة كورونا، فهي تعمل على وضع استراتيجيات جديدة للتعليم، علماً أن مجلس وزراء التعليم العرب بدأ العمل عليها في ضوء المستجدات. وأكدت جاد بوضوح وحزم أنه لن يتم السماح بتمرير أي دعوات لتفكيك الجامعة العربية التي ستظل بيت العرب.
مشاركة الجامعة في إكسبو لن تكون «صامتة»، ففي جدولها العديد من الفعاليات والأنشطة التي تبدأ في الثالث من ديسمبر المقبل من خلال إحياء اليوم العالمي للإعاقة، واليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر بالتعاون مع اليونسكو، واليوم الفخري للجامعة في 20 ديسمبر، بالإضافة إلى فعاليات في جناح المرأة لتوزيع جائزة التميز للمرأة العربية. أما في يناير، فينظم جناح جامعة الدول العربية فعاليات اقتصادية منها ندوة الاقتصاد الرقمي العربي، بالإضافة إلى سباق رياضي لرجال الأعمال بالتنسيق مع شركاء الجامعة.
واختير شعار «ألف مفتاح ومفتاح» لجناح بيت العرب، المستوحى من فكرة «ألف ليلة وليلة»، ليكون أساساً لتصميم الجناح شكلاً وموضوعاً. فكما يبحر القارئ عبر الأحداث المذهلة لليالي، كل ليلة تقوده للأخرى، كذلك يقدم بيت العرب بتصميمه المستوحى من القاعات الأندلسية والزخرفة الدمشقية، لزائريه مفهوماً تعبيرياً جديداً عن العمل العربي المشترك في المجالات المختلفة من اقتصادية واجتماعية وثقافية. إذ يتيح للزائر الفرصة لتتبع رحلة الإنجازات التي حققها بيت العرب في مختلف مجالات التكامل العربي والتنمية والاستقرار في المنطقة العربية على مدار أكثر من 75 عاماً.
وتجسّد هذه المفاتيح أهداف جامعة الدول العربية ودورها في عمليات تحقيق الاستقرار والتنمية وقصص النجاح والرؤية المستقبلية. ووراء كلِ مفتاح قصة تشمل مراحل بناء البيت الذي يرسمه الزائر، من مرحلة التخيل والتأسيس مروراً بالعملية الإنشائية والتنفيذية، إضافة إلى اللمسات الجمالية التي تكمن في تصور كامل لعملية التكامل الاقتصادي وترشيد الطاقة والتحكم في النقل وتطوير التعليم والنهوض بالشباب والرياضة ونشر الثقافة والموسيقى العربية على جميع المستويات، والتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي.
واتساقاً مع رؤية «إكسبو 2020 دبي» التي تجسد الدمج بين الابتكار والتكنولوجيا، يمكّن جناح بيت العرب زائريه من استخدام أساليب تكنولوجية متنوعة تتسق مع فئات الأجيال المختلفة، لتقودهم عبر تصميمٍ مستوحى من هذا البيت، ليعرض لزائريه وبالذات فئتي الشباب والأطفال، مفاتيح الماضي عبر استعراض مشروعات قائمة وقصص نجاح ينطلق منها لإعادة اكتشاف الفرص المستقبلية الحقيقية التي تنطلق من مفهوم العمل العربي المشترك في بيئةٍ يسودها الاحترام المتبادل والفكر الرشيد. وتهدف هذه الرحلة إلى التأكيد على خلق جيلٍ عربي واعٍ بأن العمل الجماعي هو الطريق لغدٍ أفضل للشعوب العربية، وأن أطفال والشباب هم مفاتيح المنطقة العربية وشعلتها المتقدة لمستقبل واعد.