أبوظبي (الاتحاد) نجح الأطباء في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، في مساعدة شاب إماراتي على التخلص من ألم مزمن أرهقه لأكثر من عقد من الزمن، وذلك من خلال جهاز مبتكر زرع في جسده.

وكان الشاب الإماراتي عبد الله الحاشدي البالغ من العمر 29 عاماً، والذي يعمل محللاً مالياً في العاصمة أبوظبي، قد عانى من آلام مزمنة نتجت عن ثلاث حالات طبية مختلفة. تم تشخيص عبد الله بمرض السكري من النوع الأول في عام 2010، كما أنه يعاني أيضًا من اعتلال عضلي استقلابي وألم عضلي مذل. هذه الحالات مجتمعة تسبب آلامًا في الأعصاب في الأطراف العلوية والسفلية إلى جانب آلام العضلات والشعور بالحرقان. وعلى الرغم من مراجعته العديد من الأطباء في دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الذين وصفوا له مجموعة متنوعة من الأدوية، إلا أن الشعور بالألم الحاد لم يفارق عبدالله، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الآثار الجانبية المتنوعة للأدوية التي كان يتناولها.
وعن حالته ما قبل إجراء الجراحة، يقول عبد الله: «كانت الآثار الجانبية للأدوية التي أتناولها إضافة إلى مضاعفات مرض السكري والآلام الحادة التي أعاني منها تؤرقني طيلة العشر سنوات الماضية. وبدأت أشعر وكأن مرضي يتحكم بشكل كامل في حياتي. لم أتمكن من التخطيط لأي أنشطة بسبب الألم الذي كنت أعانيه، ولم تخفف الأدوية التي وصفها لي الأطباء من معاناتي، بل على العكس فقد سببت لي شعوراً بالضبابية والانفصال عن العالم من حولي».

وفي محاولة لإيجاد حل لمعاناته واستعادة قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي، لجأ عبد الله إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، بعد سماعه بأن المستشفى يضم عيادة متخصصة بإدارة الألم، وهو شيء لم يصادفه من قبل، وحدد موعداً، على أمل أن يجد ضالّته هناك.

وقال الدكتور رضا طلبة، رئيس قسم إدارة الألم في معهد التخدير في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «يمكن للألم أن يؤثر بشكل سلبي على جميع جوانب حياة الإنسان. وعندما زارنا عبد الله لأول مرة، كان من الواضح عليه أنه يعاني بالفعل، فقد كانت حالته سيئة جداً نتيجة حالات صحية عديدة كان يعاني منها وسببت مجتمعة ألماً لا يُحتمل. ولم تكن الأدوية الموصوفة تعمل بفعالية كما أن آثارها الجانبية فاقمت معاناته. وبعد تجربة مجموعة متنوعة من منهجيات إدارة الألم، استقررنا في النهاية على شكل جديد ومبتكر من تحفيز الحبل الشوكي».

وبعد إجراء تقييم شامل، قرر فريق الرعاية المشرف على عبد الله أن العلاج بـ «التحفيز التفاضلي ذي الاستهداف المضاعف للحبل الشوكي - Differential Target Multiplexed Spinal Cord Stimulation»، وهو شكل متقدم من تحفيز الحبل الشوكي يمكنه منع إشارات الألم المستمرة، هو الخيار الأنسب لحالته. ويستخدم الجهاز الذي يُزرع تحت جلد المريض بالقرب من العمود الفقري، أقطاباً كهربائية لتنشيط كل من الخلايا العصبية في الحبل الشوكي والخلايا الدبقية لإعادة تدريب الجسم وتحفيز استجابته لمنع إشارات الألم المستمرة. ومنذ خضوعه للعملية الجراحية وتثبيت الجهاز وضبطه بما يتناسب مع احتياجاته الخاصة، شعر عبد الله بتحسن ملحوظ في حالته وانخفضت شدة ونسبة الألم الذي كان يعانيه بنحو 80%.

ويضيف عبد الله: «عندما زرت مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، أدرك الفريق الطبي على الفور حجم الألم والمعاناة التي كانت تلازمني. وبعد تجربة بعض الطرق، نصحوني بأن أفضل خيار علاجي لحالتي هو زراعة هذا الجهاز الصغير. وفي الحقيقة، منذ زراعته، تغيرت حياتي تماماً، واختفى الألم تقريباً. أنا شخص مغامر ويمكنني الآن العودة للقيام بالأشياء التي أحبها، بما في ذلك القفز المظلي».

وبفضل هذا العمل الجراحي، تمكن عبد الله من التخلص من عدد كبير من الأدوية التي دأب على تناولها بشكل كبير، ما مكّنه من إعادة التركيز على حياته والتمتع بحالة ذهنية أفضل.