إبراهيم سليم (عمان)
أوصى البيان الختامي لمؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية»، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة الأردنية عمّان، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، عضو المجلس، كبير مستشاري جلالة الملك عبدالله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وبالشراكة مع المركز الكاثوليكي للإعلام، بتأسيس «ائتلاف إعلامي عربي» يعمل على تفعيل مدونة العشرين، التي تتضمن مبادئ العمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية، والاستفادة من المواثيق المشابهة، محليةً كانت أو دوليةً.
وقال الدكتور سلطان الرميثي أمين عام مجلس حكماء المسلمين: «نؤمن بكرامة النفس البشرية، وندرك أن الحفاظ عليها غاية المقاصد ونهايتها، ونثمن سعي الإنسان إلى حفظ كرامة أخيه الإنسان، في عصرٍ تتعاظم فيه المسؤولية الأخلاقية والإنسانية للصحافيين والإعلاميين». وتابع: انطلاقاً من الأهداف المشتركة بين مجلس حكماء المسلمين والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والمتمثلة في: (نشر ثقافة العيش المشترك، والتسامح والسلام، ومواجهة الكراهية والعنصرية والتمييز)، ووعياً -منهما- بالدور المهم الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في ترسيخ هذه القيم والمبادئ السامية، وتوعية الرأي العام بأهميتها في تحقيق الاستقرار والتنمية والتماسك الاجتماعي، وتأسيساً على مدونة العشرين للعمل الإعلامي، وعلى مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية التي وضعتها الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية في العالم العربي، ودعماً للمسؤولية الإنسانية للإعلام، واستمراراً للتعاون الوثيق بين الفاعلين الإعلاميين، وطموحاً في الوصول إلى إعلامٍ مستنيرٍ يكرس القيم والمبادئ الإنسانية، ويدعم التعايش بين مختلف المكونات في المجتمعات العربية، عقد مجلس حكماء المسلمين مؤتمر: (إعلاميون ضد الكراهية) بالشراكة مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، على مدار يومي الاثنين 27 والثلاثاء 28 سبتمبر 2021، في العاصمة الأردنية عمان، برعايةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، مستشار صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبحضور أكثر من مئة إعلاميٍ وإعلاميةٍ من مختلف البلدان العربية.
ودعا البيان الختامي إلى تفعيل بنود مدونة العشرين، باعتبارها مرجعاً مؤطراً للقيم وسلوكيات العمل الإعلامي والصحفي، والتأكيد على دور الإعلام في الدفع نحو المصالحات، وتقريب وجهات النظر بين الشعوب العربية، وتكريس خطاب التضامن والتكامل مدخلاً لحل الخلافات.
كما أوصى المشاركون بإيلاء اهتمامٍ أكبر بالقضايا الإنسانية، خاصةً في فترات الجوائح والأوبئة والحروب والنزاعات، ودعم النازحين وضحايا الحروب وأعمال العنف.. والتنبيه إلى مشاكلهم الاقتصادية ومعاناتهم اليومية، وكذلك تشجيع وسائل الإعلام المتعددة على إحياء «يوم الأخوة الإنسانية» المقرر من قبل الأمم المتحدة في الرابع من شباط من كل عام، وكذلك أسبوع الوئام بين الأديان المقرر كذلك في الأسبوع الأول من فبراير، من خلال رعاية وتنظيم أنشطةٍ تنشر قيم التلاقي.. والمودة بين جميع الناس..
مدونة العشرين
أعلن البيان أنه سعياً من المشاركين في المؤتمر لتحويل الرؤية المشتركة لإعلامٍ عربيٍ قادرٍ على التصدي لخطاب الكراهية إلى واقعٍ يؤثر في حاضر ومستقبل شعوبنا، ويسهم في تنميتها وبناء نهضتها، فإننا ندعوا إلى تأسيس «ائتلافٍ إعلاميٍ عربيٍ» يعمل على تفعيل مدونة العشرين والاستفادة من المواثيق المشابهة، محليةً كانت أو دوليةً.
دلالات تاريخية
ختم البيان: «إن الدعوة لإطلاق هذا الائتلاف من عمان، يحمل الكثير من الدلالات التاريخية والإنسانية والدينية، فلقد كانت هذه الأرض ملتقى الأديان، ومنها مر الأنبياء، وعليها نزلت الرسالات، وفيها دفن الصحابة والقديسون، وفي تاريخها الحديث مثلت المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسيسها قبل 100 عامٍ نموذجاً للاعتدال والتسامح، ورمزاً للسلام والتعايش العالمي، من خلال مواقفها الإنسانية والاجتماعية والدينية، ووقوفها إلى جانب القضايا العادلة حول العالم».
إلى ذلك، تقدم سلطان الرميثي بالتهنئة والشكر للأسرة الأردنية، قائلاً: «إن مجلس حكماء المسلمين والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجميع المشاركين من الإعلاميين والإعلاميات، إذ يهنئون المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة مئوية تأسيسها، فإنهم يتوجهون للأسرة الأردنية الواحدة، حكومةً وشعباً، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، ولراعي المؤتمر، سمو الأمير غازي بن محمد الأكرم، بالشكر والتقدير على دعمهم لرسالة المؤتمر ومجلس حكماء المسلمين والمركز الكاثوليكي وأهدافهما في تعزيز العيش المشترك، ومواجهة التطرف والعنصرية والتمييز، وعلى تقديم كل السبل اللازمة لإقامة هذا المؤتمر وإنجاحه في العاصمة الأردنية عمان، وصولاً إلى تأسيس الائتلاف العربي الإعلامي المناهض للكراهية، وهو ما عمق القناعات الراسخة لدى جميع المشاركين بضرورة الاستفادة من البيئة الأردنية الخصبة في مجال الوئام الديني لمزيد من المشاريع والتجارب الخادمة لتعزيز الأخوة الإنسانية».