أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

 أكد أندريا ماتيو فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، المفوض العام للاتحاد الأوروبي في «إكسبو 2020 دبي»، أن دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، فخورة بالمشاركة في معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي سيكون أول تجمع دولي من هذا النوع يُعقد في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية المعرض العالمي الذي يعقد بعد «كوفيد - 19»، ما يُعد خطوة نحو التعافي والانتعاش الاقتصادي. 
 وقال السفير فونتانا في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة انطلاق المعرض العالمي الذي يُقام للمرة الأولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن (إكسبو 2020 دبي) يعد فرصة رائعة للتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون الدولي، وتوحيد الجهود للاستجابة للتحديات العالمية». وأضاف: «إن الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء على تطوير برامج تعاون حول العالم. ويمنحنا هذا النهج المشترك، المعروف باسم نهج (فريق أوروبا)، صوتاً أقوى، ويسمح لنا بنقل رسائلنا بشكل أكثر اتساقاً. وعلى الرغم من كونه مشاركاً رسمياً، فقد اختار الاتحاد الأوروبي عدم وجود جناح مخصص له في «إكسبو»، بدلاً من ذلك سنتعاون مع الدول الأعضاء لاستضافة فعاليات مختلفة في أجنحتها وفي أماكن مختلفة من مواقع «إكسبو»، وكذلك في مواقع عديدة في جميع أنحاء مدينة دبي، تماشياً مع نهج (فريق أوروبا)». وأشار السفير فونتانا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيشارك في مجموعة من الفعاليات عالية المستوى تتمحور حول خمسة موضوعات رئيسة، وهي: الاستدامة وتغيّر المناخ، والغذاء والزراعة والصحة، والابتكار والرقمنة والفضاء، والمساواة، بما فيها تمكين المرأة، والأعمال والاقتصاد.
ولفت إلى أنه واحتفالاً بثراء الاتحاد الأوروبي وتنوعه، سننظم أيضاً العديد من الأنشطة الثقافية، سواء بشكل مستقل أو بالشراكة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومنظمي «إكسبو» والشركاء الآخرين، بما في ذلك خلال أسابيع الموضوعات والأيام الدولية. 

 تغير المناخ 
 وأوضح أن موضوع التغير المناخي هو أكبر قضية فردية تواجه كوكبنا اليوم، ويمثل ارتفاع درجات حرارة الأرض، وارتفاع مستويات منسوب مياه البحر فيها، وتغير نمط هطول الأمطار، وفقدان التنوع البيولوجي، تحديات كبرى لهذا العصر. ويجب أن نتحرك الآن لاختيار أفضل طريق لمستقبل أكثر صحة وازدهاراً. ويمهد الاتحاد الأوروبي مساراً مسؤولاً ليصبح أول منطقة محايدة مناخياً في العالم بحلول عام 2050. لذلك، سننظر خلال معرض «إكسبو» في كيفية تشجيع اقتصادات خضراء وخلق الطاقات المتجددة ومعالجة تغير المناخ وضمان بيئة خضراء للانتعاش الاقتصادي في مرحلة التعافي بعد «الجائحة».  وأكد أن الريادة الأوروبية في هذا المجال تعني أيضاً العمل بشكل وثيق مع شركائنا. ويعمل الاتحاد الأوروبي على التعاون المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة هذه التحديات العالمية معاً. ويسعدنا أن نتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات الاستدامة والعمل المناخي، ونتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية في هذا الشأن، ما سيؤثر على مستقبلنا المشترك.

فعاليات ثقافية أوروبية 
 وكشف السفير فونتانا عن الفعاليات الأوروبية خلال «إكسبو 2020 دبي»، قائلاً: «لدينا برامج مشوّقة في يوم الشرف المخصص للاتحاد الأوروبي الذي سيُعقد في 23 أكتوبر 2021 بحضور كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وفنانين مشهورين عالمياً.
 وستحكي الفعالية الاحتفالية الرئيسة قصة الاتحاد الأوروبي من خلال عروض الموسيقى والرقص والتكنولوجيا، مع تسليط الضوء على الانسجام في الاتحاد الأوروبي. وسيتم بث الفعالية الاحتفالية مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا @EUintheUAE حتى يتمكن الناس في جميع أنحاء العالم من الاستمتاع بالعرض».
 وأضاف أن «الطعام يُعد جزءاً مهماً من تراث أوروبا الغني، وستتاح للمشاركين فرصة المشاركة في عروض ودروس مخصصة لتعليم الطهي من قبل طهاة من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، والاستماع إليهم حول الأسباب التي جعلت من الأطباق الأوروبية رائدة في جودتها وأصالتها ومحافظتها على السلامة ودوام الاستدامة. وبالطبع، ستتاح الفرصة لتذوق هذا الطعام الشهي في أنحاء متعددة من مدينة دبي».   وأشار إلى أنه وفي معرض «إكسبو 2020 دبي»: «نفخر باستضافة عددٍ من الفعاليات رفيعة المستوى حول (تمكين المرأة)، بما في ذلك المرأة في التكنولوجيا، والمرأة في الحوكمة، وأهمية السياسات المتوازنة بين الجنسين والصديقة للأسرة لإطلاق العنان للإمكانات البشرية بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومُختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع كارتيه».

«إكسبو» للتعافي من «كوفيد»
أوضح سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، أن فيروس كورونا كان له بلا شك تأثير مدّمر على حياة الناس والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، والأهم من كل ذلك هو الخسائر الكبيرة في الأرواح. ويفخر الاتحاد الأوروبي بقيادة عملية ضمان التعاون العالمي من أجل التطوير السريع والتوزيع العادل للقاحات. وإيماننا الراسخ هو أنه لا يوجد شخص آمن حتى يصبح جميع الناس آمنين، ومن خلال مبادرة «كوفاكس»، تعهد الاتحاد الأوروبي بتوفير 200 مليون لقاح بحلول نهاية عام 2021 لبلدان مختلفة في جميع أنحاء العالم. كما تعهد فريق أوروبا بتقديم 40.5 مليار يورو لمنح الدعم الإنساني الطارئ للدول الشريكة من أجل دعمها لتعزيز قدراتها على الاستعداد والاستجابة لهذه الأزمة العالمية غير المسبوقة.  ولفت السفير فونتانا قائلاً: «لذلك نعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي في أن معرض (إكسبو)، باعتباره أول حدث عالمي يُعقد بعد كوفيد بهذا الحجم يمثل خطوة إيجابية نحو التعافي في ظل تخفيف قيود السفر وانتعاش حركة الاقتصاد العالمي تدريجياً. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، بصفتها الدولة المضيفة، وكذلك بقية دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، شركاء مهمين للاتحاد الأوروبي في جهودنا الجماعية لمواجهة الوباء».