أبوظبي (الاتحاد)

 يُحسب لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، أنّه كان أوّل وأبرز الفعاليات التراثية في المنطقة العربية التي احتفت بالصديق الوفي للإنسان الذي رافقه منذ آلاف السنين، فكانت مُسابقة «جَمال السلوقي» ظاهرة فريدة من نوعها لتعزيز الاهتمام بالسلالات الأصيلة من كلاب الصيد، وتعزيز علاقة الجيل الجديد بركائز تراث الأجداد وتقاليدهم الأصيلة، وإتاحة الفرصة لمالكي السلوقي لعرض المهارات والخصائص التي تتمتع بها كلابهم.
ودأب المعرض، الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، على تنظيم مُسابقة سنوية لاختيار «أجمل كلب صيد» تقتصر المشاركة فيها على فئة «السلوقي العربي»، إحدى أقدم سلالات الكلاب في العالم، والتي تُعتبر رمزاً لتقاليد الصحراء والصيد البرّي.
وأعلنت اللجنة العليا المُنظّمة للمعرض إطلاق نسخة جديدة من مُسابقة جمال السلوقي العربي، لهذا العام، إحدى أشهر فعاليات السلوقي والكلاب عموماً في المنطقة، وهي مُخصصة للكلب السلوقي العربي حصراً، على أن يلتزم مالكو السلوقي بأن يكون الكلب المُشارك لائقاً صحياً وحاصلاً على شهادة التحصين، وأن يحمل شريحة إلكترونية.
يُنظّم المُسابقة مركز السلوقي العربي في أبوظبي خلال فعاليات المعرض التي ستنطلق الاثنين المقبل، والذي يهدف إلى إحياء رياضة الصيد بالكلاب السلوقية والمحافظة على تقاليدها والاستعانة بها في الصقارة، وحفظ السلالات الأصيلة، وتزويد المُهتمين بالمعرفة اللازمة وكيفية الاهتمام بها ورعايتها، وتدريبها والعناية الصحية بها وإكثارها وزراعة الشرائح التعريفية، وكذلك تسجيل المواليد وإصدار جوازات السفر وشهادات النسب لها، وإجراء ترتيبات التنقل والسفر وفق القوانين المُعتمدة.
وتتضمن المُسابقة أربع فئات هي: شوط «الذكور من نوع الحص»، شوط «الذكور من نوع الأريش»، شوط «الإناث من نوع الحص»، وشوط «الإناث من نوع الأريش».
السلوقي جزء مهم من تراث الصيد العربي، وقد عرفه العرب منذ القدم وقاموا بتربيته والعناية به، وسلالته معروفة منذ أكثر من سبعة آلاف سنة. وتتميز كلاب الصيد السلوقية بقدرات استثنائية على التحمّل وبالذكاء والوفاء.
يُصنف السلوقي ضمن نوعين رئيسين هما: الأريش (الهدبا) ذو الشعر الطويل، والأملس (الحص) ذو الشعر الخفيف. وموطن كلب الصيد الأصيل هو الجزيرة العربية ومصر والعراق وسوريا والأردن. وله سلالات كثيرة، وأهمها في المنطقة وفي مركز السلوقي العربي بأبوظبي (شديد، ذيبان، طراح، قناص) من فئة الحص، و(لحاق، ضبيان، خطاف) من فئة الأريش.
ويُستخدم كلب الصيد العربي في رياضة الصيد بُمشاركة الصقور، كما يُستخدم في المراقبة والحراسة، وهو يعيش من 16-18 سنة. والسلوقي وفيٌّ في طبعه، يحرس صاحبه ويحمي داره ولا يصطاد إلا في صحبته. وتستطيع الكلاب السلوقية الركض بسرعة تصل إلى 75 كيلومتراً في الساعة.
كان السلوقي يلعب دوراً مُهمّاً أثناء رحلات الصيد، وذلك لقُدرته على إيجاد الفريسة التي أصابها الصقر، والمُختبئة وسط الشجيرات أو الحشائش الطويلة أو في مخابئ أخرى. وهكذا تتعاون كل من الصقور والكلاب السلوقية للإمساك بالفريسة المُختبئة.

هيئة البيئة - أبوظبي تشارك بجناح خاص 
تستعد هيئة البيئة - أبوظبي للمشاركة في الدورة الثامنة عشرة لفعاليات «المعرض الدولي للصيد والفروسية».  وتعتبر «الهيئة» من الرعاة الرئيسين لهذا المعرض، حيث ستسلط  الضوء على الرؤية البيئية للخمسين عاماً القادمة. وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية: «يعتبر المعرض جزءاً لا يتجزأ من أجندة (الهيئة)، ومن الفعاليات الرئيسية التي تحرص على المشاركة فيها سنوياً نظراً لأهميته»، مشيراً إلى أن كل عام تتطلع «الهيئة» لرعاية هذا الحدث الهام، والمشاركة في جناح خاص للتواصل مع الجمهور والمجتمع المحلي، وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها لتحقيق رؤيتها في الحفاظ على الأنواع وحماية التنوع البيولوجي.
 وأضاف باهارون: «كما يتيح لنا المعرض الفرصة للمساهمة بالاحتفال باليوبيل الذهبي للذكرى الخمسين لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يتماشى مع شعار هذا العام من خلال عرض رؤيتنا للخمسين عاماً القادمة التي تركز على ضمان استمرارنا في التطور بشكل مستدام بصفتنا رعاة ومسؤولين عن حماية البيئة، وضمان أن نحافظ على إرثنا الطبيعي والثقافي الذي ورثناه عن أجدادنا بشكل مستدام يضمن للأجيال القادمة حقها في الاستفادة منه». ومن خلال جناحها بالمعرض، ستسلط «الهيئة» الضوء على سلسلة من المبادرات التي تشمل: التقنيات المبتكرة لجمع العينات لمراقبة جودة الهواء، والمشاريع التي تنفذها «الهيئة» باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والفرص المتاحة لبرنامج علم المواطن للشباب. هذا بالإضافة إلى جرد انبعاثات الغازات الدفيئة والفوائد المشتركة لجودة الهواء وتحقيق أهداف مبادرة 2050، بالإضافة إلى مراقبة ودراسة خصائص الغبار الناعم لحماية جودة الهواء وصحة الإنسان والنظام البيئي في إمارة أبوظبي. كما ستعرض  مشروعها الجديد الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات دون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، والذي يهدف إلى تحسين دقة وكفاءة مراقبة التربة وإدارتها. كما سيتم عرض معلومات حول سفينة الأبحاث التي تطورها «الهيئة» وتعتبر الأكثر تقدماً وتطوراً على مستوى الشرق الأوسط، والأحدث في المنطقة وتتميز بكونها تستخدم تقنيات تحافظ على استدامة البيئة. وقد تم تصميم السفينة لإجراء البحوث الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والجيولوجية في المحيطات ولتنفيذ مسوحات تقييم الموارد السمكية، وسيتم تزويدها بأنظمة الدعم اللازمة لإجراء البحوث البحرية متعددة التخصصات.