أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت دائرة الصحة - أبوظبي، الجهة التنظيمية والتشريعية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، في مشروع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن عزمها ترخيص استخدام أحدث التقنيات المتطورة للطائرات من دون طيار «الدرون»، في نقل وتوصيل المستلزمات الطبية في القطاع الصحي بالإمارة.
ويأتي ذلك ضمن خطط الاستعداد للخمسين واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة وجهود الدائرة الهادفة إلى إرساء مكانة أبوظبي الرائدة على خريطة الابتكار العالمية وتطوير والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية في الإمارة، من خلال استخدام وتوظيف أحدث الابتكارات والتكنولوجيات المتقدمة لبناء منظومة صحية رائدة على مستوى العالم.
ويهدف المشروع الذي يجمع دائرة الصحة والهيئة العامة للطيران المدني وشركتي «SkyGo» و«Matternet» المتخصصتين في مجال الطائرات من دون طيار، إلى تحقيق نقلة نوعية في سلاسل توريد ونقل المستلزمات الطبية والأدوية والعينات ووحدات الدم وغيرها بين المختبرات والصيدليات وبنوك الدم والمنشآت الصحية في مختلف أنحاء الإمارة، من خلال وسيلة متطورة وأكثر أماناً.
ويسهم المشروع في تعزيز صحة وسلامة المجتمع ورفع كفاءة القطاع وطاقته الاستيعابية واستجابته لحالات الطوارئ، كما سيسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة وتجنب الازدحام المروري. كما يدعم المشروع أهداف الإمارة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، حيث سيوفر المشروع العديد من الفرص الوظيفية التقنية للمواطنين ويسهم في بناء الخبرات في هذا المجال التكنولوجي الحيوي.
وفي هذا الصدد، قال معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي: «في ظل القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة، نتطلع إلى مواصلة العمل جنباً إلى جنب مع شركائنا لتكون أبوظبي المدينة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتبنى هذه المنظومة الرائدة وتوظف أهم التقنيات الحديثة في تعزيز القطاع الصحي، وترسيخ مكانة الإمارة وجهة رائدة للرعاية الصحية على مستوى العالم، حيث يتماشى هذا المشروع مع استراتيجياتنا القائمة على تطوير منظومة صحية تستشرف المستقبل وتلبي احتياجاته، إلى جانب تعزيز كفاءة القطاع ومواصلة الارتقاء بجودة الخدمات وتوافرها في الإمارة».
ويُعد تبني أبوظبي لأحدث الابتكارات الرقمية والمشروعات المبتكرة وتسريع جهود تسخيرها في القطاع الصحي من بين الجوانب التي عززت استجابة لجائحة «كوفيد - 19» لتتصدر أبوظبي مدن العالم، وتحتل المركز الأول كمدينة قيادية في التصدي للجائحة.
وأضاف معاليه: «مستندة إلى بنيتها التحتية المتطورة، كانت أبوظبي ولا تزال حاضنة للابتكار وسباقة في تسخير كل ما هو واعد لتحقيق صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع. ونتطلع قدماً إلى تنفيذ هذا المشروع وإضافته إلى باقة المبادرات والمشروعات الرائدة والمبتكرة التي تطلقها وتدعمها أبوظبي».
ويقوم المشروع على تطوير نظام وشبكة توصيل متقدمة باستخدام الدرون تضم 40 محطة لدعم القطاع الصحي خلال عام 2022، حيث ستوفر خدمات النقل والتوصيل إلى مختلف المنشآت الصحية من خلال منظومة سريعة للحالات الطارئة تعمل على مدار الساعة وفق سلسلة يمكن تتبعها ورصد تحديثاتها بشكل آن. وكانت SkyGo قد أنهت المرحلة الأولى من الاختبارات وبدأت بالمرحلة الثانية التي من المتوقع أن تتم بالكامل مع نهاية العام الجاري للوقوف على كافة متطلبات الطيران وتقييم المخاطر ووضع الحلول المناسبة.
وستسهم المنظومة الجديدة في سرعة وسهولة نقل العينات والمستلزمات الطبية وإدارة حالات الطوارئ كنقل الأدوية العاجلة ومضادات السموم واللقاحات وغيرها، ما يسهم في التخفيف من نسب الأشغال في المنشآت الصحية ويعزز جودة مخرجاتها.
عرض حي
كانت SkyGo قد نظمت عرضاً حياً للتقنية الجديدة، بحضور معالي عبدالله بن محمد آل حامد، والدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة - أبوظبي، وسلطان المطوع الظاهري، عضو مجلس الإدارة التنفيذي في SkyGo، وعدد من الممثلين عن المؤسسات المشاركة. وشمل العرض الحي نقل وتوصيل عينات طبية من مدينة زايد الرياضية إلى إحدى مختبرات الإمارة، حيث تم خلال ذلك تتبع الطرد الذي تحمله طائرة «الدرون» تطير على ارتفاع يصل إلى 300 قدم عن سطح الأرض لحظة بلحظة في بث حي إلى حين وصوله إلى الوجهة المنشودة.
وقال سلطان الظاهري: «يسعدني الإعلان عن إطلاق أول عملية نقل وتوصيل بطائرة من دون طيار من أبوظبي. تُعد SkyGo شركة لتطوير التكنولوجيا مقرها أبوظبي، حيث تقدم حلول سلاسل التوريد واللوجستيات من خلال نظم الطائرات من دون طيار».
وتُعد «SkyGo»، أول شركة حاصلة على ترخيص العمليات التشغيلية لخدمات «ما وراء خط الأفق المرئي» (BVLOS)، التي تمكن من استخدام طائرات من دون طيار. وتهدف الشركة إلى تطوير تكنولوجيا الطائرات من دون طيار بما يقدم حلولاً للتوريد واللوجستيات من خلال بدائل أكثر سرعة وفعالية وسلامة واستدامة.
علامة فارقة
قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: «نحتفي اليوم مع شركائنا بهذا الإنجاز الذي يشكل علامة فارقة وهامة في استخدام الطائرات من دون طيار لأغراض النقل والتوصيل، حيث يُعد ذلك دليلاً على جهود الانتقال من مرحلة وضع المفاهيم إلى مرحلة التطبيق على أرض الواقع. ويشهد التقدم في تطبيقات وتكنولوجيا الطائرات من دون طيار نمواً متسارعاً، الأمر الذي يجعلنا حريصين على توفير البنية التحتية القادرة على دمج هذه التكنولوجيا بسلاسة وآمن لتكون جزءاً من مفهوم المدينة الذكية وهو ما ينعكس إيجاباً على رفاه مجتمع الإمارات ككل».