أبوظبي (الاتحاد)

حققت استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم التي تم إطلاقها في سبتمبر من العام الماضي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال عامها الأول، والتي تستمر حتى 2024، العديد من الإنجازات التي كان لها أثر اجتماعي نوعي بمختلف القطاعات والمجالات.
ولقد حققت الاستراتيجية خلال عامها الأول بقيادة دائرة تنمية المجتمع، العديد من الإنجازات عبر مبادرات نوعية كان لها الدور الكبير في تحقيق رؤيتها نحو خلق مجتمع دامج وممكّن لأصحاب الهمم، وتتضمن الاستراتيجية 30 مبادرة بمشاركة جهات حكومية محلية واتحادية إلى جانب القطاع الخاص والثالث وأصحاب الهمم، وذلك في سبيل تحقيق رؤية الاستراتيجية في جعل إمارة أبوظبي مدينة دامجة ومهيئة وممكنة لأصحاب الهمم.

  • مغير خميس الخييلي

كان لتكامل الجهود دور فعال في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في بناء ثقافة المجتمع المبني على المنظور الحقوقي لأصحاب الهمم، وتفعيل دور أصحاب الهمم وأسرهم وتمكينهم من خلال إشراكهم في عملية التحول نحو مجتمع دامج، وخلق بيئة تتيح الوصول المتكافئ لأصحاب الهمم للحقوق والخدمات والفرص في جميع مراحل الحياة، وضمان تقديم خدمات متكاملة وذات جودة عالية في القطاع الحكومي والخاص وتطوير إطار تنمية اجتماعية مستدامة وقائمة على البيانات والأدلة لأصحاب الهمم وأسرهم.
حيث شارك في تفعيل الاستراتيجية أكثر من 90 جهة محلية واتحادية ومن القطاع الخاص والثالث، حيث تم تنظيم أكثر من 70 جلسة تفاعلية وورش عمل باستقطاب أكثر من 220 خبيراً على المستويين المحلي والدولي، وبمشاركة أكثر من 14 ألف شخص خلال التدريبات التخصصية، حيث نفذت فرق المحاور الاستراتيجية 230 زيارة ميدانية إلى جانب العمل على 9 أدلة ومعايير للممارسات الدامجة وضم 14 جهة ضمن قاعدة البيانات الموحدة، ولضمان الوصول الشامل تم افتتاح 17 حديقة دامجة لأصحاب الهمم وتم تقييم 12 منشأة رياضية، علاوة على ذلك تم تحديد ورصد 12 مؤشراً أدائياً يقيس مدى أثر تطبيق الاستراتيجية.
وبهذه المناسبة، أعرب معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، عن سعادته بما حققته الاستراتيجية في عامها الأول من إنجازات ومبادرات عكست مدى حرص كافة الجهات على المثابرة والعمل الدؤوب والتعاون في سبيل تحقيقها على أرض الواقع سعياً للوصول إلى تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع، عبر تقديم خدمات متكاملة ذات جودة عالية على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والثالث، وستدعم الاستراتيجية إطلاق الطاقات والإمكانات الكامنة لدى أصحاب الهمم، ليكونوا أعضاءً منتجين في المجتمع ومساهمين فاعلين في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارة.
وأضاف معاليه، على استمرارية التعاون مع الشركاء من مختلف الجهات المشاركين في تنفيذ وتفعيل هذه الاستراتيجية المهمة حتى عام 2024، تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة بتوفير كل الدعم لأصحاب الهمم لرفع جودة حياتهم ولتعزيز الرفاهية والسعادة في مختلف المجالات التي تجعل أبوظبي نموذجاً عالمياً في التغيير الإيجابي في سبيل توفير بيئة حاضنة ودامجة تتيح الوصول المتكافئ لأصحاب الهمم، عبر تسخير كافة الجهود كونهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
مؤكداً الخييلي، أن الإنجازات خلال العام الماضي، كانت إنجازات ملموسة وتعكس مدى تكامل الجهود المشتركة مع الشركاء، والتقدم الذي حققته جميع فرق العمل يتماشى مع الخطط المرسومة وفق أجندتنا للاستراتيجية، في سبيل تلبية رغبات واحتياجات أصحاب الهمم وإحداث نقلة مجتمعية لهم ولأسرهم للعيش في حياة كريمة ومنتجة، تضمن السعادة والرخاء والرفاهية، وخلق بيئة تتسم بتكافؤ الفرص والمساواة بين أصحاب الهمم وبين جميع فئات المجتمع في الحقوق والخدمات وجودة الحياة.

محور الممكنات
أنجز محور الممكنات الذي تقوده دائرة تنمية المجتمع، إنشاء نظام رعاية متكامل لأصحاب الهمم وأسرهم في مرحلتها الأولى بالشراكة مع مبادرة محمد بن زايد لأصحاب الهمم، من خلال تصميم ملف خدمات موحدة في المجالات الخدمات الصحية العلاجية التأهيلية والخدمات التعليمية الدامجة والخدمات الاجتماعية الداعمة للعيش الدامج، بالإضافة إلى تصميم نموذج مسار متكامل لتقديم الخدمات وإطار الحوكمة لهذا النموذج، ووضع نماذج حلول تمويلية مستدامة للحصول على الخدمات بتكلفة معقولة.
وتماشياً مع دور الدائرة في ضمان حوكمة فعّالة للاستراتيجية، تمّ العمل على مبادرة تطبيق النظام المتكامل لحوكمة، وتقييم برامج أصحاب الهمم، من خلال تفعيل نظام تنفيذ الاستراتيجية، وإشراك 43 من الجهات الحكومية المحلية والاتحادية والقطاع الخاص والقطاع الثالث في مرحلة التنفيذ، وتفعيل خطة إدارة التغيير، لضمات تواصل ومشاركة فعالة للجهات المعنية، وتحديد ورصد 12 مؤشر أداء لقياس مدى أثر الاستراتيجية.

محور التوظيف
تمكن محور التوظيف الذي تقوده هيئة الموارد البشرية في أبوظبي، من إنجاز مبادرة تطوير السياسة الحكومية للتوظيف الدامج لأصحاب الهمم، عبر الانتهاء من مرحلة تقييم الوضع الراهن وتحديد نوعي وكمّي للتحديات والخيارات والحلول مع أصحاب المصلحة، وحول برنامج «التوظيف الدامج»، عبر تنفيذ برنامج «زملاء الهمم»، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وهو برنامج توعية لموظفي حكومة أبوظبي بشأن فن التعامل مع الموظفين من أصحاب الهمم في جهات العمل، وتم تنفيذ 9 ورش، بمشاركة 1540 موظفاً. حيث تبين بعد حضور البرنامج أن 98.6% من الحضور أصبحت لديهم معرفة حول فئات الإعاقة وتمييزها، و87.8% أصبح لديهم معرفة حول خصائص أصحاب الهمم واحتياجاتهم حسب فئة الإعاقة، فيما تبين أن 85% أصبحت لديهم معرفة حول كيفية التعامل مع أصحاب الهمم من مختلف الفئات، و81.49% أصبح لديهم إلمام حول أساليب الدعم والمساندة لأصحاب الهمم بعد حضور البرنامج.

محور التعليم
ويعمل محور التعليم الذي تقوده دائرة التعليم والمعرفة على تنفيذ مبادرة نموذج الدمج التعليمي، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، حيث تمّ إطلاق العمل على سياسة التعليم الدامج في إمارة أبوظبي، من خلال الانتهاء من التقرير التحليلي للوضع الحالي، بما في ذلك زيارة عدد 205 مدارس، وجارٍ العمل على إعداد ميثاق الدمج الذي سيحدّد معايير ومبادئ توجيهية موحّدة لتطوير ممارسات وسياسات التعليم الدامج للمؤسسات التعليمية بالإضافة إلى تطوير مكتبة شاملة رقمية لأولياء الأمور كمرجع لهم للوصول إلى كافة المعلومات والمصادر التي يحتاجون إليها في أي وقت وتنفيذ خطة التدريب في مرحلتها الأولى للمؤسسات التعليمية، حيث تم تدريب ما يقارب 13000 من المختصين في المدارس الخاصة في مجالات مختلفة، منها احتياجات الأطفال من أصحاب الهمم في مرحلة الحضانة ورياض الأطفال، وفهم التوحّد، وتقييم عسر القراءة وأساسيات التعليم الدامج، وإعداد الخطة التربوية الفردية ووضع الأهداف، وتوفير البيئة التعليمية الدامجة.

محور الصحة والتأهيل
فيما عمل محور الصحة والتأهيل بقيادة دائرة الصحة على تنفيذ الأنشطة التمهيدية التي تتعلق بمبادرة تطوير إطار تقييم موحد وشامل ومتكامل لأصحاب الهمم تمهيداً للبدء الفعلي لها في عام 2022، حيث تمّت مواءمة أهداف المبادرة مع ثلاث استراتيجيات قائمة في دائرة الصحة، وهي نموذج الرعاية الصحية الأولية، استراتيجية الصحة النفسية وإستراتيجية رعاية الأمومة لضمان إدراج احتياجات أصحاب الهمم وذويهم في مختلف مستويات الرعاية الصحية وبرامجها.
أما المبادرة التي تملكها هيئة الطفولة المبكرة في هذا المحور، وهي النظام التكاملي للتدخل المبكر، فقد تم بدء العمل على المرحلة الأولى من المشروع، والذي يهدف إلى إنشاء نظام تكاملي للكشف المبكر عن الأنواع المختلفة للإعاقات، بما في ذلك المسوحات النمائية، وتوفير آليات وبرامج التشخيص والتدخل المبكر المناسبة بناءً على أفضل الممارسات العالمية والتي تشمل تقديم خدمات التدخل المبكر المجتمعية، بالإضافة إلى بناء القدرات المحلية التخصصية في المجال، ورفع الوعي المجتمعي، ووعي الوالدين ومقدمي الرعاية، وبناء قدراتهم وكفاءتهم.