أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)
قال خبراء ومتخصصون في السياسة الخارجية والعلوم السياسية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتمد على الرشادة السياسية، وهي التي تستند على التخطيط للحاضر والمستقبل معاً لسنوات طويلة وممتدة في مجالات مختلفة لخدمة الإنسانية والعالم، موضحين أنها في الداخل وطدت مبادئ جعلتها نموذجاً يحتذى به في السلم والسلام وعدم التمييز.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد»، أن الاستراتيجية الوطنية للإمارات جعلتها تتعامل مع الكثير من أزمات المنطقة برشادة متقنة وبطرح رؤى متوازنة في التعاون مع الدول الكبرى والصغرى.
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي: إن دولة الإمارات العربية هي دولة شابة وعصرية لديها الإمكانيات لتأخذ أفضل ما في العالم من التطور التكنولوجي والتجارة الإلكترونية وتطوير الحياة الاقتصادية. وأضاف لـ «الاتحاد» أن المنهج الأساسي للسياسة الخارجية الذي أعلنته دولة الإمارات نموذج يجب تبادله مع دول العالم، لما فيه من دعم للسلام والسلم وحسن الجوار وغيرها من البنود التي تدعم الاستقرار.
وأشار أيضاً إلى أن الدبلوماسية الإماراتية نجحت على مدار السنوات الماضية في دعم الحوار لحل كافة الخلافات وترسيخ السلام والاستقرار في دول العالم، بالإضافة إلى عملها الجاد لدعم الدول والمجتمعات في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر مساعدات إنسانية كبيرة ونشطة. وشدد الدبلوماسي المصري على ضرورة تبادل الخبرات الإماراتية والاستفادة منها في الإطار العربي والإسلامي، خاصة فيما يتعلق بنشر السلام والسلم ودعم الحوار والاستقرار والنشاط الاقتصادي الكبير وغير المسبوق.
في السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية تقوم على فكرة الرشادة السياسية، وهو التخطيط للحاضر والمستقبل معاً لسنوات طويلة وممتدة في مجالات مختلفة لخدمة الإنسانية والعالم، موضحاً أنها أيضاً تشمل الداخل، سواء في استراتيجيات تطوير التعليم واتباع مناهج وأساليب مبتكرة في التعليم والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات.
وأضاف فهمي لـ«الاتحاد»، أن السياسة الخارجية تقوم على فكرة الدعوة للسلم والسلام وإقرار فكرة المفاوضات مع كل دول الجوار، وهو ما أتاح للدبلوماسية الإماراتية أن تتمدد في مناطق كثيرة في الإقليم بما يخدم المصالح العليا لها، وقد نجحت في تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية العليا والمصالح الاقتصادية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن فكرة الاستقرار السياسي في الإمارات هو الذي جعل الدبلوماسية تتعامل بأخلاقيات متناهية مع الدول الكبري والصغرى جعلتها تحقق اختراقات لتصبح نموذجاً للدول الرشيدة في الإقليم، لافتاً إلى أن الإمارات دخلت في الكثير من أزمات المنطقة تعاملت معها برشادة وبطرح رؤى متوازنة.
وأكد فهمي أن منظومة العمل الوطني الكبير المعروفة للإمارات والمعروفة حالياً للعالم بأنها «منظومة ذكية»؛ لأنها اتبعت ممارسة عدم التمييز وإبرام اتفاقية السلام، إضافة إلى تعزيزها لحسن الجوار، سواء في الخليج أو الدول العربية الأخرى، والتماهي مع المبادرات الدولية بما يخدم فكرة السلام والسلام.
على الصعيد ذاته، رأت الدكتورة نهى أبو بكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المنهج الأساسي للسياسة الخارجية للإمارات للخمسين سنة المقبلة الذي أعلنت عنه من أجل المستقبل، وهو ما انتهجته خلال السنوات الماضية أيضاً. وأوضحت لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات تسعى دائماً لدعم السلم والسلام العالمي والعمل في الإطار التعاوني في التعامل مع الدول، مضيفة أن العالم رأى ذلك في التعاون وقت الأزمات أو من أجل الازدهار.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية أن إعلان الإمارات يأتي أيضاً في إطار دعم القانون الدولي والشرعية الدولية وما اتفق عليه العالم في دعم الاستقرار والتعاون البناء. وشددت على أن تأكيد دولة الإمارات على الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات، هو استمرار للتوجه النبيل لدولة الإمارات، وما بدأه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من فكر نبيل ويعلو فوق الخلافات.