أبوظبي (الاتحاد)

شارك معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في جلسة حوارية عقدت تحت عنوان «دور البرلمانات في منع النزعة إلى التطرف، وخطاب الكراهية، التحديات، والمنظور البرلماني، والاستراتيجيات الفعالة، وأفضل الممارسات»، وذلك ضمن فعاليات القمة البرلمانية العالمية الأولى بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف، التي عقدت أمس في العاصمة النمساوية فيينا، وأكد أن الإرهاب والتطرف العنيف يشكل تحدياً عالمياً وعلى المجتمع الدولي مكافحته بشكل فعال ولا أن يتم الاكتفاء بالتصدي له من خلال العمليات العسكرية والتدابير الأمنية وحدها.
وقال معاليه في مداخلته: «إن المجموعات الإرهابية والمتطرفة تسعى إلى استخدام المناطق المهمشة وغير المستقرة، لتجنيد الشباب والأفراد، مما يستدعي أهمية معالجة الأسباب الجذرية له، ومعرفة الظروف الأساسية التي قد تؤدي بالأفراد إلى الانضمام إلى هذه المجموعات الإرهابية أو المتطرفة».
وشدد معالي صقر غباش على «أهمية تكثيف البرلمانيين لعملهم بالتعاون مع الجهات الفاعلة الرئيسية في تلك الدول والمناطق، والتركيز خاصة على دور النساء والشباب والجهات المعنية المحلية والمجتمع المدني، بما في ذلك القادة الدينيين، وقادة المجتمع، للعمل معاً في منع العنف، وتعزيز القدرة على مواجهة النزعة إلى التطرف وخطاب الكراهية، فضلاً عن اعتماد وتبني الحوكمة وتعزيزها من خلال تحسين عمل المؤسسات الحكومية عبر المزيد من المشاركة المجتمعية، سيما عمل المؤسسات البرلمانية التي هي تمثل هذه الشعوب وتقر التشريعات وتساهم في وضع السياسيات».
وكانت أعمال القمة البرلمانية العالمية الأولى بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف، قد بدأت بكلمات  لرئيس البرلمان النمساوي الدولة المضيفة لأعمال القمة، والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي.
وأكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، على هامش القمة، أن المجلس الوطني الاتحادي يحرص من خلال مشاركته في كافة الفعاليات البرلمانية على دعم موقف وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وكافة دول العالم المحبة للسلام والتعايش، والمهتمة بمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث يحتل هذا الملف أولوية استثنائية ضمن اهتمامات قيادتنا الرشيدة، مؤكداً أن نشر التسامح والاعتدال والانفتاح وقبول الآخر وقيم التعايش الإنساني تمثل أحد أهم أدوات مكافحة التطرف والإرهاب، وهي مبادئ شعب دولة الإمارات وقيمها الإنسانية الراسخة، منذ تأسيسها على يد المغفور له  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل القيادة الرشيدة هذا النهج، وقد رسخت وثيقة «مبادئ الخمسين» التي أعلنتها الدولة مؤخراً منظومة دولة الإمارات الثابتة على القيم الحضارية القائمة على السلم والسلام والحوار والتسامح والتعايش والتضامن الإنساني.

شراكات دولية
وأشار إلى أنه تم استعراض النهج الذي تتبناه دولة الإمارات والمستند على العمل ضمن شراكات دولية تهدف إلى مكافحة التطرف، حيث قامت بالعديد من الإجراءات لمكافحة أسبابه وتجفيف منابعه، ومن هذه الجهود، تأسيس مركز «هداية»، وهو عبارة عن مشروع شراكة دولية يهدف إلى القضاء على التطرف، وكذلك مركز «صواب»، والذي يسعى إلى مكافحة التطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد معاليه إلى ضرورة تسريع وتيرة العمل من أجل تحقيق إنجاز نوعي يسهم في ترجمة كل ما يتم طرحه خلال هذه الفعاليات، سيما أنها أول قمة تعقد بالشراكة بين مؤسسات دولية فاعلة في هذا الإطار مثل الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي، مؤكداً أنها تمثل إضافة نوعية لأنشطة الاتحاد في مجالات محاربة الإرهاب والتطرف وتقديم دعم جاد للجهود الدولية ذات الصلة.

مضاعفة الجهود 
ولفت معالي صقر غباش إلى أن الوضع الراهن يحتم على البرلمانات مضاعفة جهودها عبر التعاون والتنسيق والحوار الفعال وتمكين البرلمانات الوطنية والتعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية ودعم التعاون البرلماني الإقليمي والدولي، وذلك كون أن مكافحة الإرهاب من أهم المواضيع التي يركز عليها المجتمع الدولي لما يشكله من خطورة على الأمن والسلم الدوليين.
ويضم وفد المجلس الوطني الاتحادي معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية للمجلس في الاتحاد البرلماني الدولي عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد،  كلاً من سارة فلكناز عضو مجموعة الشعبة في الاتحاد البرلماني الدولي ورئيسة مجموعة لجنة الصداقة مع برلمانات الدول الأوروبية، وعفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.