سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت الدكتورة سمية البلوشي، مدير إدارة التمريض بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ورئيس اللجنة الوطنية العليا للتمريض والقبالة، أن مهنة التمريض تمثل ما نسبته 45% من إجمالي الكادر الصحي في الدولة، مشيرة إلى أن الإناث يشكلن الغالبية العظمى، وتمثل الممرضة الإماراتية ما نسبته 89% من إجمالي الكادر التمريضي المواطن.
وأكدت في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المرأة الإماراتية لعبت دوراً مهماً في مهنة التمريض على مختلف المستويات القيادية والإدارية والإشرافية والإكلينيكية حتى قبل قيام الاتحاد، وقد أثبتت جدارتها متحدية كافة العقبات.
وقالت: إن «الممرضة الإماراتية قد ساهمت بشكل فعال في تخطيط وإدارة نظام الرعاية الصحية، من خلال تولي المناصب القيادية ووضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية التي تسهم في تحقيق الرؤى الاستراتيجية والريادة كجزء من النظام الصحي ككل».
وأشارت إلى أن الممرضة الإماراتية ترأست وشاركت في الأنشطة وورش العمل وجلسات العصف الذهني نحو وضع الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة - خريطة الطريق لعام 2025، بالتعاون مع كافة الشركاء المحليين والخبراء الدوليين من منظمة الصحة العالمية ومجلس المريض الدولي.
وذكرت أنه لا يخفى دور الممرضة الإماراتية في المساهمة في وضع وتقييم البرامج الأكاديمية للتمريض في الدولة، إضافة إلى دورها في عكس صوت التمريض وتقديم الاستشارة التخصصية حول مهنة التمريض في كافة المحافل المحلية والإقليمية والعالمية.
وعن دور المرأة الإماراتية في تقديم الرعاية الصحية، أجابت: «تساهم الممرضة الإماراتية بشكل جوهري في كافة نواحي الرعاية الصحية للمرضى وعائلاتهم من خلال تقديم رعاية تمريضية شاملة لكافة النواحي الجسدية والنفسية والمعنوية بنحو استباقي يتجاوب مع تطورات الحالة الصحية للفرد واحتياجاته».
وتطرقت البلوشي، إلى دور الممرضة الإماراتية في المدارس وما يشمله من تقديم الرعاية الصحية والوقائية للطلبة، بالإضافة إلى دورها في تقديم الرعاية المجتمعية والتثقيف الصحي لكافة فئات المجتمع بما يدعم رفاهيتهم، ويعزز مستوى الصحة العامة وتبني أساليب حياة صحية.
وقالت: «وما زال دور الممرضة الإماراتية حاضراً من حيث كيفية التعامل مع الجائحة كأحد أفراد الجيش الأبيض وخط الدفاع الأول، سواء في المستوى الإداري أو الإشرافي أو الممارسة الإكلينيكية ضمن المستشفيات ومراكز العزل ومراكز التطعيم، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية والعيادات الافتراضية - عن بُعد». وأضافت: «كما نجحت الممرضة الإماراتية في الانخراط في تخصص معلوماتية التمريض، والذي يسهم في تعزيز التحول الرقمي وتوافر البيانات وتبني التكنولوجيا في مجال الرعاية التمريضية، معززاً بذلك نظم الرعاية الصحية». وأكدت، أن الممرضة الإماراتية أثبتت حضورها ضمن مجال التوجيه الإكلينيكي لكوادر التمريض ودعم التطور المهني، وبناء كفاءات الكوادر التمريضية، وتعزيز الشراكة مع الجهات الأكاديمية لتوفير بيئة تعليمية خصبة لطلبة التمريض تضمن تخرج جيل مؤهل من الكوادر التمريضية لدعم مسيرة الرعاية الصحية على أعلى المستويات والمعايير. ونوهت بمشاركة الممرضة الإماراتية في البحث العلمي وتقديم الأوراق البحثية في المؤتمرات والمحافل العالمية، ومن ضمنها مؤتمر مجلس التمريض الدولي لعام 2021 والمنعقد بالشراكة مع جمعية التمريض الإماراتية.
وقالت: «حرصت الممرضة الإماراتية على تطوير خدمات الرعاية التمريضية من خلال التعليم والحرص على مواكبة أفضل الممارسات من خلال الدراسة الأكاديمية والبلوغ إلى أعلى المراتب العلمية، مثل درجات الماجستير والتخصص في التمريض، بالإضافة إلى تحصيل درجة الدكتوراه في التمريض». وأضافت: «تُعد الممرضة صلة الوصل بين المريض والخدمات الصحية، ودورها يشكل ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الصحية الشاملة والاستباقية والتخصصية».
مقومات
وتحدثت مديرة إدارة التمريض، عن دور الدولة في توفير كل مقومات نجاح مهنة التمريض وكوادرها، من حيث توفير معاهد التمريض سابقاً، ومن ثم الجامعة والتطور في التعليم من الدبلوم إلى اعتماد درجة البكالوريوس كمدخل أكاديمي لممارسة مهنة التمريض، بالإضافة إلى الدرجات العليا كالماجستير والدكتوراه، سواء داخل الدولة أو خارجها، من خلال المنح الدراسية.
وأفادت أن المرأة الإماراتية قامت بخوض هذا المجال والتدرج فيه بالعمل، إلى أن وصلت إلى مراحل متقدمة في الدرجات العليمة جعلتها تكون في الصفوف الأولى ضمن خطوط الجيش الأبيض، ممن يقدمون الخدمة مباشرة للمرضى وممن يساهمون في وضع الخطط الاستراتيجية، كرؤساء هيئات تمريض ومديري إدارات أو أكاديميين وباحثين في مجال التمريض.
وقالت: «وقد مثلت الممرضة الإماراتية الدولة في المحافل الدولية بصورة مشرفة، من خلال تقديم أوراق بحثية لها أثر كبير في تطوير الخدمات التمريضية وضمان جودتها».
وأكدت أنه في ظل القيادة الحكيمة والتوجهات الاستراتيجية والشراكة الفعالة بين مختلف الجهات، فإن المرأة الإماراتية لها مستقبل زاهر في القطاع الصحي وآفاق لا حدود لها من التخصصات والتدرج الوظيفي، مشيرة إلى أن الإقبال على العمل في القطاع الصحي سوف يزداد، وذلك نظراً للتطور المتسارع في مهنة التمريض والمميزات المتوافرة في القطاع الصحي.
وعن الخطط الاستراتيجية لتعزيز دور المرأة الإماراتية في قطاع التمريض، أجابت: «تقدم دولة الإمارات عدداً من المبادرات الداعمة للمرأة الإماراتية في القطاع الصحي، منها على سبيل المثال لا الحصر الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة، التي تمثل خريطة الطريق لعام 2025».