الشارقة (الاتحاد) 

تبذل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الكثير من الجهود من أجل تعزيز وعي المجتمع بالمرض، والتأكيد على ضرورة اتباع أفضل الأساليب والممارسات الصحيّة اليومية التي تسهم في الوقاية من الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان.
وحرصاً منها على تفعيل أعلى معدلات الوعي لدى المجتمع سلّطت الجمعية الضوء على مجموعة من العادات اليومية الخاطئة التي تسهم في زيادة فرص الإصابة، إذ إن تلك الممارسات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة الخاطئ، سواء على صعيد الأنظمة الغذائية غير الصحية، أو الروتين اليومي من انعدام حركة وخمول، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية، إلى جانب العديد من العوامل المؤدية إلى تكوّن الخلايا السرطانية داخل جسم الإنسان، وتضاعف من معدلات فاعليتها وانتشارها.
وشددت جمعية أصدقاء مرضى السرطان على أهمية تنظيم أوقات النوم، حيث أكد عدد من الخبراء أن قلّة النوم وزيادة ساعات السهر تقلّل من إفراز هرمون الميلاتونين أو ما يطلق عليه علمياً «هرمون النوم»، العنصر المسؤول بشكل مباشر عن ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان. وتوصلت العديد من الدراسات حول العالم إلى أن الأنظمة الغذائية غير الصحية وخاصة المشبعة بالدهون تؤدي إلى إيجاد سلسلة من الأحداث والتفاعلات في جسد الإنسان، والتي تقود إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، مثل سرطان الأمعاء والقولون بالإضافة إلى الإصابة بأمراض، مثل ضغط الدم والسكري، لهذا دعت الجمعية إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية والمتوازنة والمليئة بالعناصر الأساسية، ومن أهمها الخضار والفاكهة التي تحتوي المعادن والفيتامينات المهمة لصحة الجسم. وقد وفرت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عبر منصتها اليوتيوب عدداً من الفيديوهات التي تحتوي العديد من الوصفات الغذائية الصحية واللذيذة في الوقت نفسه، ولا تتطلب الكثير من الوقت للاعداد.
وفي سلسلة من الجهود والبرامج والفعاليات التي تقودها حرصت الجمعية على توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة باعتبارها الدواء الفاعل ضدّ السرطان، فهي لديها القدرة على تعزيز مقاومة الأمراض في الجسم، وتحفيز الجهاز المناعي الذي له القدرة الكبيرة والتأثير الواضح على مكافحة المرض، لهذا تدعو وبشكل متواصل لضرورة اتباع الأنظمة الرياضية البدنية، وجعلها واحدة من العادات المرتبطة بحياة الفرد اليومية. وقد وفرت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عبر منصتها اليوتيوب عدداً من الفيديوهات التي تحتوي تدريبات رياضية بسيطة يمكن لأي شخص ممارستها في أي وقت وأي مكان، والتي تم إنتاجها من قبل الجمعية مع عدد من الرياضيين ومدربي اليوغا وخبراء التغذية المعروفين.
وباعتبارها عوامل تسهم في زيادة نسب الإصابة أشارت الجمعية، وبالاستناد إلى تقارير وأبحاث علمية إلى وجود الكثير من الارتباطات المتعلقة بالإجهاد المفرط الناتج عن العمل الذي يواجها الفرد باستمرار، ويسهم في الضغط على الرئة، ويسبب في حدوث مضاعفات في الجهاز التنفّسي مع مرور الوقت.

التدخين
ويلعب التدخين دوراً في مفاقمة هذه الأزمة فهو ذو تأثير سلبيّ وخطير على الرئة باحتواء السيجارة على نحو 7 آلاف مادة كيميائية منها 69 معروف أنها تسبب السرطان. ولا يشمل أثر التدخين فقط المدخن نفسه، ولكنه يمتد للمحيط القرين منه بما يسمى بالتدخين «السلبي»، حيث يتعرض جميع الموجودين في محيط المدخن لنفس المخاطر الناجمة عن التدخين. وتشير الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن السرطان يتسبب في وفاة 17 شخصاً كلّ دقيقة حول العالم، ويذهب ضحيته 8.8 مليون شخص معظمهم من البلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة، في الوقت ذاته أوضحت الدراسات أن ثلث الوفيات ذهبوا ضحية الأنماط الغذائية والسلوكيات الخاطئة، مثل عدم المحافظة على الوزن الصحي، والإفراط في تناول الكحول والتبغ، وعدم ممارسة الرياضة، وفي الوقت ذاته يعدّ التدخين أكثر مسببات المرض فهو مسؤول عن 22% من الوفيات. ولفتت الإحصائيات إلى أن الوقاية من المرض عبر اتباع أنظمة صحية غذائية والوصول إلى وزن مناسب، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة مثل شرب الكحول، وتدخين السجائر يسهم بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% من حالات الإصابة، ما يجعل الوعي والابتعاد عن مسببات المرض، والتقيّد بالتوصيات والإرشادات الصحيحة عوامل ضرورية تقي من السرطان.