منى الحمودي (أبوظبي)
أكدت الدكتورة نوال الكعبي، الباحث الرئيسي للتجارب السريرية للقاح كوفيد-19، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، على أن لقاح كوفيد-19 للأطفال آمن وفعال، ووسيلة مهمة لعودتهم للحياة الطبيعية وأنشطتهم.
وقالت: «أثبتت اللقاحات في الآونة الأخيرة فعاليتها في مواجهة المتحورات الجديدة لكوفيد-19، كما أنها ما زالت فعالة ضدها والدليل على ذلك أننا نرى الحاصلين على اللقاح هم أقل عرضة للمضاعفات والوفاة».
وأوضحت أن اللقاحات بالنسبة للأطفال لا تقل أهمية عن الكبار، وأن الأطفال جزء من المجتمع ولحماية المجتمع يجب أن يكون الجميع حاصل على اللقاح لتعزيز المناعة المجتمعية. منوهةً بأن خطورة ومضاعفات الإصابة على البالغين تأتي بدرجة أكبر من الأطفال، وإن إصابة الأطفال تكون خفيفة أو من دون أعراض ظاهرة ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أي خطورة على الأطفال.
وأشارت الدكتورة نوال الكعبي إلى أن لقاح «سينوفارم» غير النشط للأطفال من سن 3-17 عاماً، يعتبر آمناً وتم اختباره في المرحلة الأولي والثانية وأثبت أمانه، وحالياً يعد اللقاح في المرحلة التكميلية في جمهورية الصين ودولة الإمارات، مؤكدةً على أن النتائج مشجعة لما أثبته اللقاح من أمان وفاعليه.
ولفتت إلى أن اللقاح تم اعتماده في الصين بعد تقديم 100 ألف جرعة ولم يتم تسجيل أية مضاعفات للمطعمين، حيث جري تطعيم 100 ألف طفل بعد التصريح بالاستخدام الطارئ له ومن دون تسجيل آية مضاعفات.
وقالت الدكتورة نوال الكعبي: «أود طمأنة أفراد المجتمع أن أي لقاح يتم اعتماده في الدولة يتم مراجعته من قبل لجان متعددة، وبناءً على نتائج الدراسات السريرية والتقييم المحلي للقاح يعتبر آمناً وفعالاً».
وذكرت أن تطعيم الأطفال يعتبر إجراء اعتيادياً يبدأ منذ ولادة الطفل حتى مرحلة معينة من عمره، وتشمل أمراض الحصبة والنكاف وشلل الأطفال والدفتيريا والتهابات السحايا والسعال الديكي، وغيرها من الأمراض التي مرت على البشرية على مر الزمن. ويأتي فيروس كوفيد-19 كمرض جديد يتوجب الحصول على اللقاح للوقاية منه.
وشددت الدكتورة نوال الكعبي على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة تلقي الأطفال للقاح، كون أنهم جزءاً هاماً من المجتمع، وأن اللقاح أحد الوسائل المساعدة للرجوع للحياة الطبيعية وعلى الجميع التعاون لتعزيز المناعة المجتمعية، منوهةً بأن أخذ اللقاح لا يعني عدم اتباع الوسائل الوقائية الأخرى، وعلى الأهالي الاستمرار بالتأكيد على الأبناء باتباع الإجراءات الوقائية من غسل اليدين ولبس الكمام وتناول الغذاء الصحي.
ووجهت الدكتور نوال الكعبي كلمتها لأولياء الأمور ممن لديهم تخوف من اللقاح، بأن اللقاحات معتمدة وهي آمنة وفعالة، وإحدى الوسائل التي تساهم في العودة التدريجية للحياة الطبيعية التي كان ينعم بها الأطفال قبل الجائحة، خصوصاً أن هذا العام يعتبر العام الثاني للتعليم عن بعد والذي كان له تأثير كبير على المستوى التعليمي للأبناء.
الأولى
تعد دولة الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقوم بإجراء دراسة فعالية اللقاح لهذه الفئة العمرية، بينما بدأت الدول المصنعة للقاحات مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والهند بإجراء تجارب سريرية لها خلال الأشهر القليلة الماضية. وشهدت الدراسة التكميلية للاستجابة المناعية للقاح سينوفارم مشاركة 900 طفل من كافة الجنسيات، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و17 سنة، ومن المتوقع الإعلان عن النتائج الأولية للدراسة فور توفرها، والذي من شأنه أن يساعد في عملية التخطيط والاستعداد للعودة إلى المدارس وسلامة الطلبة.