أحمد شعبان (القاهرة)

 أكد الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير المُفتين مدير إدارة الإفتاء عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن دولة الإمارات سباقة ورائدة في المجال الرقمي، حيث وظفت التقنيات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال رسالة الإسلام الصحيحة الخالية من الغلو والتشدد، من خلال فتاوى العلماء في الإمارات، سواء كانت في مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في أبوظبي، أو المركز الرسمي للإفتاء، أو الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أو إدارة الإفتاء في دبي.
جاء ذلك خلال مشاركة «الحداد» على رأس وفد من الإمارات، في فعاليات مؤتمر دار الإفتاء المصرية العالمي السادس، والذي يُقام لمدة يومين بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بعنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون»، وبمشاركة عدد من العلماء والمفتين من 85 دولة من مختلف دول العالم.
وأضاف الحداد لـ «الاتحاد»: إن الإمارات وظفت كل القنوات المتعلقة بالخدمة الرقمية لإيصال الفتاوى الصحيحة المبنية على أصول صحيحة، والتي تهدف إلى إصلاح أحوال المسلمين، وجعلهم متمسكين بدينهم الوسطي المعتدل، بالبناء والتآزر، لا الهدم الذي يعيشه كثير من البلدان.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر مهم في العالم الرقمي من أجل التوظيف الرقمي لخدمة الإفتاء وخدمة الإسلام عموماً، مشدداً على أن انعقاد هذا المؤتمر في عصر يشهد فيه العالم كله انتشار جائحة «كورونا»، وعصر الرقمنة والتكنولوجيا في وقت واحد، يحتاج إلى جهود متضافرة من العالم كله من أجل إيصال رسالة الإسلام الصحيحة النقية الخالية من الفوضى التي كان يعيشها بعض من المسلمين بسبب عدم التواصل. 
وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ركيزةً أساسية للمجتمعات والدول لتسريع خطواتها في رحلتها نحو بناء نهضتها المستدامة القائمة على المعرفة، مثمناً جهود دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في مجالات التطور الرقمي، واستخدام سائر الوسائل التقنية الحديثة لنشر الرؤية الحضارية، ولتصحيح صورة الإسلام في المحافل الدولية.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي مصر: «إن ظروف فيروس «كورونا» الاستثنائية الطارئة ألهمتنا فتح آفاق جديدة وولوج مسارات متطورة في مجال الإفتاء، ولكن بطريقة جديدة مبتكرة، ولفتت أنظارنا إلى أهمية تحول المؤسسات الإفتائية نحو التطوير والرقمنة.
وأكد، أن من أسس التجديد المهمة في مجال الفقه والإفتاء التي تحقق مقاصد الشريعة الغراء، التجديد في استعمال وسائل التوصيل المناسبة، وبالتالي برزت فكرة السعي إلى تكوين مؤسسات إفتائية رقمية باستعمال وسائل التقنية الحديثة على أفضل وأتقن ما يكون.
من جانبه قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إنه لا يخفى علينا وجه الحاجة الملحة الآن إلى رقمنة المؤسسات الإفتائية، وأن علماء الأمة أوضحوا لنا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، مؤكداً ضرورة الاهتمام بالاختلافات بين الأعراف والعادات والأحوال في البلدان عند الفتوى، لافتاً إلى أهمية وجود ما نسميه فتوى الوعي أو الفتوى الرشيدة التي تحقق صالح العباد. 
ويهدف المؤتمر إلى زيادة الوعي بأهمية الرقمنة وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنياً لإدخالها في عصر الرقمنة، ودعم التقنيات الرقمية القائمة في المؤسسات الإفتائية ونشرها بين أعضاء الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.
ويناقش المشاركون قضية المؤتمر وَفق أربعة محاور رئيسة، جميعها ترسخ لفكرة الاتفاق على آليات التعاون بين دور وهيئات الإفتاء في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة والمشاركة في معالجة تحديات التطور التقني والدخول بالمؤسسات الإفتائية إلى عصر الرقمنة عبر دعم التحول الرقمي.

اتفاقية
وصرح الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أنه خلال فعاليات مؤتمر دار الإفتاء المصرية العالمي السادس، «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون»، سيتم عقد اتفاقية مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في ختام المؤتمر، لنسير سوياً في تكامل مع كل المؤسسات المعنية بأمور المسلمين في العالم.
وثمّن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر دار الإفتاء المصرية، مشيراً إلى أن الوفد الإماراتي، ممثلاً في الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد كبير المُفتين مدير إدارة الإفتاء عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، سيكون لهم مشاركات ثرية في جلسات المؤتمر، من خلال أبحاث قدمت إليه.
بدوره، أكد الدكتور محمد البشاري، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة رائدة في موضوع الحوكمة، وفي استعمال التقنيات التكنولوجية الحديثة، وفي استعمال كل الوسائل الجديدة، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الإنترنت والهواتف الذكية، في إيصال المعلومات الرقمية للناس، ومنها مجال الفتوى الذي يشغل بال الكثير، نظراً لأهميتها الكبرى. وأشار «البشاري» إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظروف صعبة يمر بها العالم الآن من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وكيف حولت هذه الجائحة العمل داخل المؤسسات التربوية والتعليمية والاقتصادية والدينية إلى العمل عن بُعد، واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في إيصال المعلومات، مضيفاً: «لذلك عقد هذا المؤتمر لكي يجسد الحاجة التي تقتضيها الظروف الزمانية بأن تكون الفتوى والإفتاء والمؤسسات الإفتائية في زمن الرقمنة، وأن تعمل وتجتهد هذه المؤسسات على إدخال كل هذه المعلومات الدينية في هذا الفضاء الرقمي». 
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة بوفد رفيع المستوى من الدولة برئاسة الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد كبير المُفتين مدير إدارة الإفتاء عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وبمشاركة الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وبحضور المستشار صالح السعدي المستشار الإعلامي لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.