سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن أول اختبار دم سريع يكشف عن إصابات الرأس الخفيفة في غضون 15 دقيقة، مما سيتيح للمصابين الحصول على العلاج المناسب في وقت أقرب، لتكون الإمارات أول دولة بالعالم خارج الولايات المتحدة الأميركية يتاح فيها هذا الجهاز.  
وأعلنت الجهتان، أن هذا الاختيار يتم بواسطة جهاز محمول باليد، سهل الاستخدام والتعامل معه، ولا يشكل عائقاً في الحجم، مشيرتين الى ان فحص الدم الذي يجرى يعتبر الأول على مستوى العالم ومرخص من هيئة الغذاء والدواء الأميركية ويوفر نتائج اختبار بحساسية 95.8%.

جودة الخدمات
ويأتي الكشف عن هذا المشروع في إطار جهود الوزارة والمؤسسة لإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المرضى في المنشآت الصحية، ويعزز من جودة وسلامة الخدمات الصحية المتعددة التخصصات، وتوفير أحدث الطرق العلاجية، وتقديم خدمات صحية تخصصية شاملة ومبتكرة بمعايير عالمية، من خلال المواظبة على استدعاء كل ما هو مبتكر في التكنولوجيا الطبية. وتجسيداً لكون الجودة وسلامة المرضى ركائز أساسية في التطوير الدائم للقطاع الصحي.
ويتطلب اختبار بلازما i-STAT Alinity TBI سحب عينة دم صغيرة يتم سحبها من الذراع، والتي يتم استخراج البلازما منها وفحصها بواسطة جهاز محمول باليد، ويقيس الاختبار بروتينات معينة موجودة في الدم بعد الإصابة بإصابات الدماغ المرضية، حيث تزيد هذه البروتينات بعد الإصابة بالدماغ.  
وتؤدي النتيجة السلبية لاستبعاد الحاجة إلى فحص الرأس بالأشعة المقطعية، وهي أداة شائعة تستخدم لتشخيص الارتجاج، وفي حال النتيجة الإيجابية، فتتم متابعة فحوص التصوير المقطعي المحوسب لمساعدة الأطباء على تقييم ما إذا كان الشخص تعرض لإصابات في الدماغ.
وأشار الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إلى أهمية هذا الاختبار المبتكر حول اختبار فحص الدم التنبؤي بارتجاج الدماغ، خاصة بعد حصوله على تصريح من إدارة الغذاء والدواء الأميركية ، كواحد من أكثر الاختبارات التشخيصية المساعدة في اكتشاف الإصابات الدماغية، الناتجة عادة من حوادث السيارات والسقوط. وتمكن هذه التقنية المجربة الأطباء من اكتشاف الارتجاج بشكل أسرع وأكثر دقة من الاختبارات الحديثة.
وأكد حرص المؤسسة والوزارة على تعزيز شراكاتهما مع مراكز الأبحاث العالمية الرائدة لتحقيق استراتيجيتهما الهادفة لتعزيز صحة المجتمع من خلال تقديم خدمات صحية شاملة ومبتكرة وبمعايير عالمية إلى جانب تبني الأفكار الإبداعية والمبتكرة كأسلوب عمل لضمان الجاهزية للمستقبل. 
مشيراً إلى جهود المؤسسة والوزارة في تعزيز قدرات مرافق الرعاية الصحية وتطوير بنيتها الأساسية، وترسيخ الابتكار والخدمات القائمة على أحدث التقنيات، من خلال إدراج وتوظيف البروتوكولات والإرشادات العلاجية للارتقاء بجودة الرعاية الصحية، وزيادة الكفاءة من خلال توصيات الاختبار المناسبة وتحسين سير العمل السريري والمختبري، وتمكين الفريق الطبي المعالج من أحدث الاستراتيجيات لتطوير العمل الاكلينيكي، وتحسين العلاج وفق الممارسات العالمية.

اختبار بلازما 
وأوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي، مدير إدارة المستشفيات في المؤسسة، أن إضافة اختبار بلازما i-STAT Alinity TBI عالي الحساسية إلى قائمة الاختبارات التشخيصية للمختبر، يعد خطوة رائعة إلى الأمام لمساعدة الفريق الطبي، على تقييم المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بارتجاج الدماغ بشكل أفضل. 
وقالت: «يوفر للأطباء والممرضين إمكانية الحصول الفوري على المعلومات السريرية الخاصة بالمريض وتطورات الحالة المرضية له، وتجنب إجراء مزيد من الاختبارات غير الضرورية، فضلاً عن قدرة المرضى على مغادرة المستشفى بأمان في وقت مبكر، مما يوفر نفقات إضافية على نظام الرعاية الصحية. ويمكن لهذه التقنية أن تساعد في مواجهة العديد من التحديات في أقسام الطوارئ اليوم».
من جهته، قال الدكتور عبدالله بالبلوشي، المدير الطبي لمستشفى خورفكان، استشاري الجراحة العامة: «حالياً نحن في طور عقد شراكة مع الشركة المنتجة للتكنولوجيا لعقد اتفاقية شراكة وتعاون للاستفادة من هذا الابتكار في دولة الإمارات». 
وأضاف: «الكشف المبكر عن الارتجاج الدماغي، يساعد على تقديم العلاج مباشرة وفي موقع الإصابة للحالة، واتخاذ الاجراء التالي بطريقة أسرع وأنسب للحالة، كما إن هذه التقنية تقلل هذه الفحوص غير اللازمة للأشخاص السليمة أدمغتهم أو الذين أصابتهم غير حرجة». 
وأكد البلوشي، أهمية هذا الجهاز في الحفاظ على حياة الأشخاص، حيث يؤدي التأخر في العلاج إلى نزيف في الدماغ ومن ثم الوفاة.