هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

 مع حلول الصيف، تشهد شواطئ الدولة إقبال المصطافين للاستمتاع بمزاولة هواية السباحة والرياضات المائية التي تضفي الإحساس بالانتعاش، ولكنها تتطلب الالتزام التام بقواعد الأمن والسلامة حتى لا تخلف المآسي والأحزان.
الانهاك الحراري والسباحة في الأماكن الخطرة وغياب وسائل السلامة، وغيرها أمور  يجب على مرتادي الشواطئ اتباعها، حتى لا يتسبب إهمالها في تحويل المتعة إلى مأساة، وأهمية الالتزام بالقواعد المهمة في الحفاظ على سلامة الجميع.
«الاتحاد» استطلعت آراء المسؤولين حول ارتياد المناطق البحرية، وكيفية تجنب المخاطر الناجمة عنها.

  • أحمد الهاجري

يقول أحمد صالح الهاجري الرئيس التنفيذي للإسعاف الوطني، عن استجابة طواقم «الإسعاف الوطني» في عام 2020 إنها تعاملت مع 141 بلاغاً لحالات غرق في الشواطئ وأحواض السباحة من مختلف أنحاء المناطق الشمالية، مما شكل ارتفاعاً بحوالي 7% مقارنة بعام 2019. وذكر أن عدد بلاغات الغرق الواردة في الأشهر الخمسة  الأولى من العام الجاري بلغت 73 بلاغاً، داعياً جميع مرتادي الشواطئ إلى إتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية وتكثيف حملات التوعية بهذا الشأن للحث على الالتزام باشتراطات السلامة العامة في الشواطئ وأحواض السباحة العامة والخاصة، سواء من ناحية وجود المنقذين المدربين والمؤهلين على التدخل السريع في الإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية، أو تعزيز وعي الأفراد بالأساليب الوقائية والمخاطر الناتجة عن الإهمال والاستخفاف باتباع إرشادات السلامة.وأشار الهاجري إلى أهم إجراءات السلامة والوقاية المتعلقة بالسباحة، والتي تسهم في تجنب الغرق وفق الجمعية الأميركية للقلب، توخي الحيطة والحذر وتعليم السباحة للأطفال ولمن لا يستطيع السباحة، مع التأكد من ارتداء سترة النجاة الخاصة أو الوسائل الأخرى المساعدة والآمنة.
 كما دعا إلى مراقبة الأطفال وعدم تركهم بمفردهم في أي مكان بالقرب من المسابح، والالتزام باشتراطات السلامة لأصحاب البرك الخاصة من تصميم بوابات بارتفاع 4 أقدام ذاتية الإغلاق لتكون حاجزاً فاصلاً بين بركة السباحة والمنزل والساحة الخارجية لحماية الأطفال من السقوط بها، مع التأكيد على أهمية تعلم أفراد العائلة الإسعافات الأولية وإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي.
وأكد الهاجري على أهمية التأكد من حالة الطقس قبل ارتياد الشواطئ من خلال متابعة المركز الوطني للأرصاد، والسباحة فقط في الأماكن المرخصة والآمنة، التي يتوفر فيها المنقذون المدربون على الإسعافات الأولية التي تطبق في حالات الغرق. 
ونبّه من خطورة السباحة بعد تناول الطعام مباشرة، أو القفز في الحوض من مستوى عالٍ أو عدم الانتباه إلى عمق الحوض قبل النزول، مع التأكد من استخدام السلالم المخصصة للنزول أو الخروج من الحوض.
وقال الهاجري: إن هناك إجراءات تتطلب من الأشخاص المتواجدين اتباعها في حال رصد حالة غرق تتمثل في طلب المساعدة من المتواجدين في المكان والتأكد من أن المحيط آمن للمنقذ وانتشال الغريق من الماء فوراً إذا كان قريباً، وإذا كان بعيداً لا يجب السباحة إليه، إلا إذا كان المنقذ مؤهلاً ومدرباً، وفي حال عدم توفر ذلك، الاستنجاد بالشرطة على الرقم (999) والدفاع المدني (997)، أو الاتصال على الإسعاف الوطني عبر الرقم 998 لإسعاف الغريق وتقديم ما يلزم للحفاظ على حياته ونقله إلى المستشفى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وذكر أنه في حال التمكن من إخراج الغريق من الماء بسرعة، يجب التوجه به مباشرة إلى المستشفى بغض النظر عن حالته أو شعوره أنه في حالة جيدة وذلك للتأكد من وضعه الصحي وتجنب مضاعفات الغرق، مشيراً إلى أن الإجراءات الإسعافية يجب أن تقدم من قبل شخص مؤهل وحاصل على تدريب معتمد، مشدداً على ضرورة ترسيخ ثقافة الإسعاف لدى الجمهور والتسجيل في دورات الإسعاف الأولي لحماية النفس والقدرة على مساعدة الآخرين في حالات الطوارئ.

دوريات بحرية 
قال الملازم أول حميد بن عياف، مدير فرع الإنقاذ البحري في دفاع مدني عجمان: إنه مع حلول فترة الصيف تشهد المناطق البحرية إقبالاً لافتاً من قبل المرتادين الراغبين في ممارسة العديد من الهوايات منها السباحة، وركوب الدراجات المائية وغيرها.
 وذكر أن الإنقاذ البحري يعمل على تأمين مرتادي الشواطئ على مدار الساعة من خلال تقديم التوعية والنصح والإرشاد، من ضمنها دعوة أولياء الأمور إلى مراقبة أطفالهم طوال فترة تواجدهم على الشاطئ وتجنب الاقتراب من المناطق البحرية الخطرة التي تشهد تشكل التيارات البحرية، بالإضافة إلى التعامل الفوري مع البلاغات البحرية إن وجدت وغيرها من المهام. 
وأشار إلى أن الجهات المختصة تعمل على تحديد المواقع المناسبة للسباحة عبر وضع اللوحات الإرشادية للمرتادين، بالإضافة إلى العلم الأحمر، لتحذيرهم وتوعيتهم بالأماكن الخطرة والأخرى غير الآمنة للسباحة، والعمل على إطلاق حملات التوعية التي توجه إلى كافة المرتادين وبعدة لغات على مختلف القنوات لتصل أهدافها إلى أكبر شريحة ممكنة وتسهم في نشر الثقافة المطلوبة.
وأكد أن فرق الإنقاذ البحري تتميز بعناصر ذات كفاءة عالية في التعامل الفوري مع الحالات الواردة في المناطق البحرية لتقديم أفضل مستويات الخدمة للجمهور، والتقليل من مدة الاستجابة والإصابات وحالات الغرق بالإضافة الإسعافات الأولية المطلوبة إلى حين نقلها إلى المستشفى واستكمال الرعاية الطبية.
ووجه ابن عياف عدداً من النصائح المتمثلة في دعوة أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة أطفالهم أيضاً أثناء تواجدهم في المسابح والأحواض المنزلية دون تركهم بمفردهم وتزويدهم بسترات النجاة، حتى لا يتعرضوا إلى أي أذى خاصة في ظل افتقار البعض منها لوسائل واشتراطات الأمن والسلامة، مع أهمية التعرف على طرق الإسعافات الأولية للتعامل السريع مع أي حالة غرق تحدث إلى حين وصول الفرق المعنية في ذلك.
 وأكد أهمية وضع السياج الآمن حول أحواض السباحة والتواصل السريع مع غرف العمليات كي تتمكن من إرسال الفرق المعنية في الوقت المناسب، مؤكداً أن الجهات الشرطية على أتم الاستعداد لتلقي البلاغات والتعامل الفوري معها حفاظاً على صحة وسلامة المجتمع.

قواعد السلامة
دعا عدد من أفراد المجتمع إلى أهمية تقيد مرتادي المناطق البحرية بقواعد الأمن والسلامة حفاظاً على سلامة الجميع، وقال علي محمد: مع حلول فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يفضل أغلب الأفراد التوجه للشواطئ وممارسة العديد من الهوايات والأنشطة، منها السباحة التي تخفف من الحرارة المرتفعة.
وأضاف: من الملاحظ قيام بعض الأفراد والأسر باصطحاب أطفالهم وهم على غير دراية تامة بالسباحة ومن دون أي وسائل للحماية، بالإضافة إلى إغفالهم مهمة المراقبة المستمرة لهم أثناء تواجدهم على الشاطئ، الأمر الذي قد يتسبب في توجههم إلى البحر.
ودعا الأسر إلى مراقبة أطفالهم طوال فترة تواجدهم في البحر، والتعرف المسبق على الأماكن المخصصة للسباحة من غيرها غير الآمنة التي قد تتشكل خلالها التيارات البحرية، وغيرها في سبيل الحفاظ عليهم من أي خطر قد يتعرضون إليه خلال فترة استمتاعهم في البحر والشاطئ.
 من ناحيتها، قالت أروى الشحي: انه في ظل جائحة كوفيد- 19، يفضل أغلب الأفراد والأسر الترفيه عن أنفسهم وأطفالهم بارتياد الشواطئ، حيث يمارسون عدداً من الأنشطة الرياضية والترفيهية وفي مقدمتها السباحة.
وذكرت أن بعضاً من الأفراد يمارسون السباحة والتعمق إلى المسافات البعيدة أو القيام ببعض من الحركات الاستعراضية التي قد تكلفة حياته، وكذلك جهل البعض بعملية إنقاذ الغريق وبالتالي يكون الخطر أكبر، مؤكدة أهمية تكثيف التوعية من قبل الجهات المختصة لرفع مستوى الوعي لدى الجميع.
ودعت إلى أهمية تواجد الدوريات البحرية وطواقم الإسعاف التابعة إلى الجهات المختصة للتعامل المباشر مع الحالات الواردة في تلك المناطق بالوقت المناسب، والتقليل قدر المستطاع من حالات ومضاعفات الإصابة الناجمة عنها.

حملة الصيف
نفذت شرطة رأس الخيمة ممثلة بفرع الرقابة والمتابعة في إدارة شرطة المنافذ والمطارات حملة توعية لمرتادي الشواطئ للدعوة نحو اتباع اشتراطات وقواعد السلامة.

  • عارف الهرنكي

وقال الرائد عارف الهرنكي مدير الفرع: إن الحملة تضمنت زيارة أفراد الشرطة للشواطئ والالتقاء بمرتادي الشواطئ وتوعيتهم بأهم إرشادات السلامة الواجب اتباعها للحفاظ على سلامتهم خلال هذه الفترة من العام التي يكثر التوجه إلى مختلف الشواطئ والمناطق البحرية.
وذكر أن الحملة التي تستمر طوال الصيف، تؤكد على توعية الأهالي بأهمية المراقبة المستمرة للأطفال، سواء خلال تواجدهم على الشاطئ أو أثناء السباحة، والدعوة إلى السباحة في الأماكن المخصصة الآمنة وارتداء سترات النجاة وغيرها التي ترفع من مستوى الوعي بين الجميع، مؤكداً أهمية تعاون أفراد المجتمع.

العطلة
قال حسن راشد: «إن فترة الصيف التي تتزامن مع العطل الصيفية هي الفترة التي تشهد خلالها شواطئ الدولة إقبالاً لافتاً من قبل المصطافين الراغبين في الدخول والسباحة في البحر برفقة الأهل والأصدقاء، وهناك عدد من الأمور الواجب اتباعها حتى لا تتحول متعتهم إلى أحزان بتعرض أحدهم إلى الغرق نتيجة عدم اتباع وسائل السلامة.
وذكر أن الحرارة المرتفعة لأشعة الشمس قد تصيب المتوجه إلى السباحة بضربة شمس، من ثم إلى الإغماء، والبعض يسبح في الأماكن غير المخصصة أو ليست لديه الدراية الكافية بالسباحة وغيرها التي تتطلب الحيطة والحذر، سواء للمتجهين إلى السباحة، أو المتواجدين على الشاطئ والذين عليهم مراقبتهم باستمرار.
وأكد أهمية التعرف على الإسعافات الأولية التي تساعد في إنقاذ حياة من يتعرضون لحوادث الغرق عبر تقديم الإسعافات، إلى حين وصول الفرق المعنية ونقل الحالة إلى المستشفى فالثانية التي قد يتم خلالها إسعاف المصاب قد تسهم في إنقاذ حياته.

أهـم إجراءات الإنقاذ البحري
■ وضع الغريق على أرض مستوية مستلقياً على ظهره أولاً، ومناداته وهز كتفيه للتأكد ما إذا كان واعياً.
■ إذا لم يستجب الغريق للنداء، فيجب التحقق من تنفسه من خلال فتح مجرى الهواء، مع التأكد من عدم وجود أي أجسام غريبة عالقة داخل الفم، والطلب من المتواجدين الاتصال بالإسعاف عبر الرقم (998).
■ إذا كان الغريق يتنفس سواء كان واعياً أو فاقداً للوعي، يجب وضعه في وضعية الإفاقة الجانبية مع إزالة ملابسه المبتلة وتغطيته لمنع هبوط درجة حرارة جسمه، مع الحرص على مراقبة النبض والتنفس ودرجة الوعي باستمرار حتى وصول طاقم الإسعاف المختص.
■ إذا كان الغريق فاقداً للوعي، ولا يتنفس ولا يوجد لديه نبض، فيجب البدء في عملية الإنعاش القلبي الرئوي مباشرة وتكون من خلال الضغط على الصدر بشكل مستمر ومنتظم إلى حين وصول فريق الإسعاف.