ناصر الجابري (أبوظبي)

واصلت دولة الإمارات نجاحاتها المستمرة في المشاريع الفضائية ضمن رؤية قطاع الفضاء الوطني، وذلك عبر عدد من الإنجازات التي تم تسجيلها خلال النصف الأول من العام الجاري، وكان أهمها بدء المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، وإطلاق القمر الاصطناعي المصغر «ظبي سات»، إضافة إلى الإعلان عن دفعة جديدة من رواد الفضاء الإماراتيين. 
وشهد العام الجاري، نجاح وصول مسبار الأمل إلى مداره العلمي ضمن مهمته، والتي تهدف لتقديم أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، ضمن مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة للإجابة عن أسئلة علمية رئيسة حول الغلاف الجوي للمريخ ،وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.
وتم خلال الفترة الماضية تفعيل الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار، وتتمثل في كاميرا الاستكشاف الرقمية، وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، إضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، ويقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.
وخلال العام الجاري، تم إطلاق القمر الاصطناعي المصغر «ظبي سات»، بالتعاون بين جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة الياه سات للاتصالات الفضائية «الياه سات»، ونورثروب غرومان، حيث تتضمن مهام القمر الاصطناعي ظبي سات، 4 مهام أساسية، تشمل التحقق من دقة خوارزميات التحكم المختلفة من خلال التقاط الصور في اتجاه التوجيه باستخدام الكاميرا الرقمية التي تم تحميلها، ومقارنة الصورة الملتقطة مع الاستحواذ المتوقع، وتقييم الخوارزميات الجديدة التي طورها الطلبة مع اختبار البرنامج أيضاً بناء على الخوارزميات المتوفرة في الدراسات السابقة، بالإضافة إنتاج مكتبة برمجيات يمكن استخدامها في المهام المستقبلية.
وخلال رحلة بناء القمر الاصطناعي تم تحديد 3 أهداف، منها تدريب طلبة الدراسات العليا ليصبحوا مهندسين مؤهلين ليكونوا جزءاً من صناعة الفضاء الإماراتية، وتقييم أداء القمر الاصطناعي المصغر كيوب سات 2U في الفضاء، بالإضافة إلى تطبيق خوارزميات تحديد الاتجاه والتحكم التي طورها طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة والتحقق من صحتها في الفضاء.
وشهد النصف الأول من العام الجاري، الإعلان عن انضمام دفعة جديدة من رواد الفضاء الإماراتيين وهما نورة المطروشي ومحمد الملا، لينضما إلى رواد الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والذي يهدف إلى إعداد جيل من رواد الفضاء لمهام فضائية مستقبلية ومستدامة.